

أدهم شرقاوي
مهتم بالشؤون العربية والإسلامية
من الذي انتصر؟!
تعتبر غزة مصدرًا للإلهام والصمود في مواجهة التحديات، حيث حققت نصرها قبل بدء الحرب، مثيرة للدهشة بتحقيقها الانتصار في ساحة المعركة قبل أن يتم إعلان الهدنة. غزة تحقق النصر قبل بداية الحرب: حصاد صمود وتحدٍ لم تضع الحرب أوزارها بعد، ما هي إلا هدنة، والهدنة استراحة بين حربين، والحديث عن النصر قبل نهاية الحرب هو
غيَّرتنا غزَّة.. غيَّرتنا كثيرًا!
نحن مدينون لغزّة بهذا التغيير الذي أحدثته فينا! لم نعد نرى الأشياء كما كنّا نراها من قبل، هذه المعركة أزالت غشاوة عن أعيننا فبدا كل شيء ساحرا بلا زينة ولا بهرجة، قلّ ثمن الأشياء وارتفعت قيمتها، وتبيّن أن الأشياء الصغيرة في حياتنا هي أشياء كبيرة حقا وأن هذه الدنيا أتفه من أن يُجرى وراءها! لن
شُكراً غزَّة!
يعكس المقال فرصة الشكر العميقة لقطاع غزة، الذي أظهر الصمود والتضحية في مواجهة التحديات. يتناول النص عدة جوانب من حياة غزة لتحولها إلى مدرسة تعلمنا منها الكثير حول القوة والإصرار. غزّة – دروس في الصمود والتضحية تُعلِّم العالم شكرا غزّة، منكِ تعلّمنا أن الجنود الحقيقيين يتخرجون من سورة الأنفال، ومن حلقات تحفيظ القرآن الكريم، لا
هل غيّرت الحربُ فيك شيئاً؟
في هذا العالم المتناقض، يُكبَل الواقع المروع تحت سطور الإنسانية المدعاة. نتناول تناقضات تسليط الضوء والصمت، وكيف تصبح حقوق الإنسان موضوعًا قابلاً للتحريف. الكذب الإنساني – حين تتناقض الأخلاقيات في وجه الواقع إن كنتَ قد خرجتَ من الحرب بذات القلب الذي دخلتها فيه، فأنت تحت الأنقاض وإن بدا لك عكس ذلك! وإن لم تكن غيّرتْ
يوسف أبيضاني وحلو وشعره كيرلي!
السلام عليكِ يا أُم يوسف، اطمئني، يوسف الآن في الجنة مع إبراهيم عليه السلام وقد هدَّأَ روعه، ولعل سارة الآن تسرّح شعره! وهو على ما تحبين، أبيضاني وحلو وشعره كيرلي! كل أولادنا أولادك يا أُم يوسف، ولكن لن نعطيك إياهم كي لا تتجشمي عناء تربيتهم، سنربيهم لك ليثأروا ليوسف.. لست وحدك صاحبة العزاء ووليّة الدم،
إنها معركة الجميع!
في كتاب “العقد الفريد” لابن عبد ربّه: كان أبو يعقوب البويطي من كبار أصحاب الشافعي، وإن الوالي أراد منه فتوى في أمر لا يجوز، فرفض البويطي، فسجنه الوالي؛ فكان وهو في السجن إذا جاء يوم الجمعة، وأذَّن المؤذن، توضأ، ومشى حتى يبلغ باب السجن! فيقول له السجان: أين تريد؟ فيقول: أجيبُ داعيَ الله! فيقول له:
لن تسقط غزَّة!
لأحباب غزَّة الذين يخشون سقوطها: اطمئنوا، فغزة أقوى مما تتخيلون! لكارهي غزّة الذين ينتظرون سقوطها: اِخْسَؤوا.. صمود غزة أطول من أعماركم! هذا ليس كلاما عاطفيا وإن كنتُ، مثلكم جميعا، أُحبّ غزة؛ وليس كلاما تحفيزيا وإن كنتُ، مثلكم جميعا أيضا، أُؤمن أن الكلمة سلاح.. أمَا قال النبي ﷺ عن شعر حسّان بن ثابت، إنه أشد على
رسالة إلى أهل غزَّة!
أعرف أن القلم مهما تطاول في قامته فلن يصل إلى كعب البندقية، وأن الحبر مهما قال بلاغةً فسيبدو ركيكا في حضرة الدم! ولكنها كلمات جاشتْ في صدري فأردتُ أن أكتبها، وقد قال غسّان قبلي: إن كل كلامنا هو تعويض صفيق لغياب البندقية! – يا تيجان الرؤوس: إنها المعركة الأولى في التاريخ التي تسبق نتيجتُها نهايتَها!
هل أتاكَ حديث الكتائب؟!
هل أتاكَ حديث الكتائب، العادياتِ ضَبْحًا، فالمورياتِ قَدْحًا، فالمُغِيرات صُبْحاً؟! هل أتاكَ حديثهم كيف أغاروا على المستوطنات، ونادوا فيهم نداءَ سيِّدهم يومَ خيبر: شاهتِ الوجوهُ أحفادَ القِردة والخنازير، إنَّا إذا نزلنا بساحِ قومٍ فساءَ صباحُ المنذَرِين؟! هل أتاكَ حديث اقتحامهم كيف جاسُوا خلال الديار لكأنّهم الصحابة يوم اليمامة! من مسافة صفر كانوا يقتلون جنودهم، ومن
الأدب بين المتعة والحقيقة!
عن الحُبّ تحت فُوَّهات البنادق كتبتُ روايتي الأولى “نبض”؛ وكنتُ وما زلتُ كارها للحرب، ولكني أفهم هذا العالم جيدا، وأعرف أن وقوع الأشياء ليس مرهونا بمدى حبنا أو بغضنا لها.. ستقع أشياء كثيرة نكرهها، وستفوتنا أشياء كثيرة نحبها!. وعلاقة الإنسان بهذه الحياة ليست علاقة حب، وإنما هي علاقة فهم العوامل المؤثرة فيها، والأشياء التي تحرّكها؛