حلفاء الولايات المتحدة قلقون من رئاسة ترامب في ظل تحديات قيادة سلطوية للنظام الذي تقوده واشنطن دوليا

بقلم: مدونة العرب

| 7 نوفمبر, 2024

مقالات مشابهة

مقالات منوعة

بقلم: مدونة العرب

| 7 نوفمبر, 2024

حلفاء الولايات المتحدة قلقون من رئاسة ترامب في ظل تحديات قيادة سلطوية للنظام الذي تقوده واشنطن دوليا

روسيا أدمجت كوريا الشمالية الآن في حربها المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات في أوكرانيا، حيث تحقق تقدماً بطيئاً لكنه ثابت. كما توسعت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ عام مع حركة حماس في غزة، فوصلت إلى غزو لبنان، مع تبادل الصواريخ لأول مرة بشكل مباشر بين إسرائيل وإيران. وتقدم الصين دعماً اقتصادياً وسياسياً حاسماً للتعاون بين موسكو وبيونغ يانغ وطهران، بينما تعزز قدراتها العسكرية استعداداً لاحتمال نشوب حرب بشأن تايوان.

في تصريحات أثارت قلق العواصم المتحالفة، قال ترامب قبل أيام من انتخابات 5 نوفمبر: “في كثير من الأحيان، حلفاؤنا أسوأ من أعدائنا المزعومين”. وكرر تهديده بعدم حماية أعضاء الناتو الذين “يتخلفون” في مساهماتهم لأمن الحلف “تحت أي ظرف من الظروف”.

يشعر الأوروبيون بالقلق بشكل خاص بشأن فترة رئاسية ثانية لترامب.. أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة “غالوب” الشهر الماضي أن أغلبيات ساحقة دعمت كامالا هاريس في ألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، وكذلك في كوريا الجنوبية واليابان. في المقابل، لم تتجاوز نسبة الدعم لها في روسيا 12% من المستطلعين.

على الرغم من الوعود الكبيرة بـ “Zeitenwende” (نقطة تحول تاريخية)، التي قدمها المستشار الألماني أولاف شولتز بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، في فبراير 2022، لم توسع أوروبا قدراتها الأمنية بالقدر الذي تحتاجه للدفاع عن نفسها. وتبقى القارة معتمدة بشكل كبير على الحماية الأمريكية التي لم تعد مضمونة.

والآن، مع شكوك حول دعم ترامب للأمن الأوروبي، تواجه أوروبا اختباراً لقدرتها على حماية مستقبلها، بما في ذلك -في الأجل القريب- منع انتصار روسي في أوكرانيا. وقال برونو تيرتريه، نائب مدير مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية، إن على قادة المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وبولندا الاجتماع بشكل عاجل لتنسيق موقف مشترك، خصوصاً لتجنب الوقوع في الفخاخ ذاتها التي حصلت خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، حيث سعت الدول الأوروبية بأشكال منفردة إلى عقد صفقات ثنائية مع واشنطن.

وقال أليكس سوبيل، نائب بريطاني ورئيس المجموعة البرلمانية حول أوكرانيا: “النتيجة يجب أن تؤكد التزام المملكة المتحدة والحلفاء الأوروبيين بقيم الحرية والديمقراطية”. وقال: “نحن جميعاً بحاجة للعمل معاً لضمان عدم تسلل العزلة والحماية الاقتصادية”.

عند السؤال عن كيفية التعامل مع ترامب، قال مسؤولون كبار في عواصم حليفة إنهم بحاجة أولاً لمعرفة نوع الإدارة التي سيشكلها ترامب، ومن سيشغل المناصب الأساسية في الأمن القومي والسياسة الخارجية. العديد من المحترفين في الأمن القومي من فترة ترامب الأولى انفصلوا عنه علنًا، ولن يعودوا إلى الإدارة الجديدة. دائرة ترامب الحالية تضم شخصيات مثل وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، الجمهوري التقليدي الصارم بشأن روسيا والصين، وجي دي فانس، نائبه الذي يفضل تقليص الالتزامات تجاه أوروبا والتركيز على آسيا، بالإضافة إلى مؤيدين لعزلة تامة ونهج تعاوني يعتمد على المصالح.

بينما وعد ترامب بالتفاوض على السلام في أوكرانيا في غضون 24 ساعة، فإنه لم يوضح كيف سيفعل ذلك. ويتوقع المسؤولون الأوروبيون أن يحاول التوصل إلى صفقة كبيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنهم يتساءلون عما إن كان سيلتزم فعلاً بالتوصل إلى اتفاق، أم سيتخلى عن ذلك كما فعل بعد قمة فاشلة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في 2019.

من وجهة نظر أوروبية، قد يكون من الأفضل لترامب أن يتوقف ببساطة عن تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا، قائلاً إن هذه مشكلة أوروبية، ما يضع أوروبا أمام مسؤولياتها، بحسب السياسي الألماني نوربرت روتغن، الذي أضاف القول إن الأسوأ بالنسبة لأوروبا سيكون ترامب، الذي يصر بالفعل على إبرام صفقة مع بوتين، مشيراً إلى أن “مثل هذا الاتفاق لا يمكن أن يأتي إلا على حساب أمن أوكرانيا، وبالتالي أوروبا”.

في الشرق الأوسط، على عكس أوروبا، العديد من حلفاء وشركاء أمريكا متفائلون أو حتى مرحبون بفوز ترامب، فكثير من هذه الحكومات ذات السجلات المتواضعة في حقوق الإنسان تتطلع إلى عدم تلقي دروس من واشنطن. تأمل تركيا أن يسحب ترامب القوات الأمريكية من سوريا، متخلياً عن الجيب الكردي هناك. ويعتمد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على دعم ترامب لاتخاذ خطوات أكثر صرامة ضد إيران، في حين أن السعودية ودول الخليج الأخرى تعتقد أن ترامب سيقدم ضمانات أكثر مصداقية لأمنها.

هذا الأمر يترك إيران دولة كبرى وحيدة في الشرق الأوسط، ترى أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض تمثل تهديداً واضحاً.

المصدر: وول ستريت جورنال
تاريخ النشر: 06/11/2024

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

رسالة إلى أمريكا

رسالة إلى أمريكا

وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...

قراءة المزيد
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!

أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!

أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...

قراءة المزيد
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة

غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة

على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...

قراءة المزيد
Loading...