نشر قراصنة إيرانيون صورًا خاصة لمسؤولين إسرائيليين بارزين، تتضمن صورة لنائب رئيس الوزراء السابق بيني غانتس، وهو في وضع غير لائق بجوار امرأة. كما ظهرت صور أخرى لناتان شارانسكي، نائب رئيس وزراء سابق آخر، في مواقع متعددة، إضافةً إلى مواد شخصية تخص سفيرًا إسرائيليًّا حاليًّا وملحقًا عسكريًّا سابقًا في الولايات المتحدة.

نفت الحكومة الإسرائيلية أن تكون الصور قد التُقطت داخل منشأة نووية، مؤكدةً -بعد فحص دقيق- أن الصور والخرائط لا تنتمي لأي من منشآتها. وصرحت إسرائيل بأن الصور تتضمن «مادة تقنية تتعلق بمشروع إعداد مسرع جسيمات في مركز سورك للأبحاث النووية».

منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، تواجه إسرائيل موجة غير مسبوقة من الهجمات الإلكترونية، التي يُقدر أنها تضاعفت ثلاث مرات على مدار الأشهر الـ 12 الماضية. وشهدت الأشهر الأخيرة تسريبات واسعة للبيانات المسروقة من وزارتي العدل والدفاع ومراكز الأبحاث النووية، ومؤسسات أخرى.

يرى الخبراء أن الهدف الأساسي من هذه الهجمات هو إضعاف الروح المعنوية في إسرائيل، إذ تم ربط العديد منها بمجموعات يُعتقد أنها تابعة للاستخبارات الإيرانية، مثل مجموعة «حنظلة».

تُعتبر مجموعة «حنظلة» -التي تحمل اسم شخصية كاريكاتيرية فلسطينية شهيرة، أنشأها رسام الكاريكاتير ناجي العلي في الستينيات- ذراعًا للاستخبارات الإيرانية، حيث تركز أنشطتها على التأثير النفسي، وفقًا لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية. وقد أعلنت المجموعة في سبتمبر الماضي عن سرقة 197 غيغابايت من البيانات من مركز سورك للأبحاث النووية، كرد انتقامي على ما وصفته بعملية اغتيال إسرائيلية لحسن نصر الله، زعيم حزب الله.

يقول خبراء الأمن السيبراني إن نشاط مجموعة «حنظلة» يتماشى مع سياسات وأهداف الحكومة الإيرانية. وأوضح كيفين بومونت، الخبير في الأمن السيبراني، أن بعض المجالات التي استخدمتها المجموعة أظهرت حركة مرور أولية من عناوين IP إيرانية، مشيرًا إلى أن أسلوب كتابتها يتطابق مع خطاب الحكومة الإيرانية.

يأتي هذا التصعيد السيبراني الإيراني ضد البرنامج النووي الإسرائيلي بعد أكثر من عقد على عملية التخريب الإلكتروني، التي نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد منشأة نطنز الإيرانية، باستخدام فيروس ستاكسنت، ما أعاق البرنامج النووي الإيراني لعدة سنوات.

كانت عملية ستاكسنت السرية، التي استهدفت منشأة نطنز النووية الإيرانية، قد نفذتها بشكل مشترك وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) مع الموساد الإسرائيلي، ما أدى إلى تعطيل أجهزة الطرد المركزي بشكل كبير، وتأخير التقدم النووي الإيراني لسنوات.

ومع استمرار الهجمات الإلكترونية الإيرانية ضد إسرائيل، يرى المراقبون أن إيران تسعى إلى استغلال هذه الهجمات ليس فقط لتعطيل البنية التحتية الإسرائيلية، بل لتعميق الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي، وبث الخوف والضغط النفسي على المسؤولين والشعب. وتعتبر هذه الهجمات جزءًا من صراع أوسع بين إيران وإسرائيل، يمتد ليشمل الجوانب العسكرية والسياسية والتكنولوجية، ما يزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية المتوترة.

مدونة العرب

كاتب ومحرر
مهتم بالقضايا العربية والإسلامية

• الولايات المتحدة تقرن العمل العسكري بالدبلوماسية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط
• الصراع في الشرق الأوسط يهدد شريان الحياة الرئيس للطاقة في أوروبا.. ما حجم الخطر؟