أدهم شرقاوي
مهتم بالشؤون العربية والإسلامية
أعرني قلبك يا فتى!
أعرني قلبك يا فتى، فإن الأحداث جسام، والأمور على مفترق طرق، وإن الناظر بعينه يتملكه اليأس، أما الناظر بعقيدته فلا يرى غير قول نبيه ﷺ يهمس لزيد وقد ضاقت: يا زيد، إن الله جاعل لما ترى فرجاً ومخرجاً! ولست أبيعك الوهم، وما كنت لأخدرك، أنا القادم من الغد، حيث المشهد الأخير...
اِجعل لكَ خبيئة!
خرج المسلمون يوماً لقتال الروم، فلما التقى الجيشان خرجَ فارس من جيش الروم يطلب المبارزة، فخرج له رجل ملثَّم من جيش المسلمين فبارزه حتى قتله! ثم خرج فارس آخر من جيش الروم يطلب المبارزة، فخرج إليه الرجل الملثم نفسه من جيش المسلمين فبارزه حتى قتله! ثم خرج فارس ثالث من...
كغثاء السيل!
نتغنى ببطولة المعتصم الذي جهز جيشا كاملا لأجل امرأة واحدة استنجدت به.. فما لنا وضعنا أصابعنا في آذاننا فلا تسمع صراخ حرائر غزة؟! ما لنا نراهن يخرجن من تحت الأنقاض أشلاء فنشيح النظر، وإن نظرنا فلا تتحرك فينا غيرة الرجل على عرضه؟. بئس الخلف الذي لا يحفظ من سلفه إلا...
خذلان النخب!
أقبح من الجهل هي تلك الحكمة الباردة، هذا الجبن الذي يرتدي عباءة الفلسفة، جعجعة منمقة، ومفردات رنانة، ولا طحين! كان بإمكان هذه النخب المخصية أن يسعها الصمت، وهذا بحد ذاته خذلان، وتذكرة مجانية إلى مزبلة التاريخ، ولكنهم أبوا إلا أن يطعنوا ظهر أشرف هذه الأمة في أقدس...
وداعاً يحيى!
نقَّبوا عليه تراب غزة، فقد كان المطلوب الأول لهذا العالم العاهر! كانت تهمته أنه كان حرّا، وهذا الكوكب العبد لا يربكه شيء أكثر من أن يرى حرا بيده بندقية! طالما آمن أن هذه الأرض غابة، وأنه لا شيء فيها بالمجان، وأنه لن يأتي أحد إليك ليقول لك: هذا حقك فخذه! تريد شيئا، قم...
انصروا المرابطين أو تهيؤوا للموت!
في كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير: عندما هاجم المغول مدينة "بخارى" بقيادة "جنكيز خان"، عجزوا عن اقتحامها.. فكتب "جنكيز خان" لأهل "بخارى" يقول: ﻣﻦ وقف ﻓﻲ صفنا ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ! فانقسم أهل المدينة ﺇﻟﻰ صفين ﺍﺛﻨﻴﻦ: ﺍلصف ﺍﻷﻭل رفض، وأصر على القتال دفاعا عن الدماء، وذودا عن...
لن تمشي وحدك!
منذ زمن قرأت قصة راقت لي كثيرا، عن جندي قال للضابط: صديقي لم يعد من ساحة القتال، أطلب منك الإذن بالذهاب للبحث عنه. فقال له الضابط: الإذن مرفوض، لا أريدك أن تخاطر بحياتك من أجل رجل من المحتمل أنه قد مات! ولكن الجندي عصى أمر قائده، وذهب للبحث عن صديقه، وبعد ساعات عاد...
تخيّل أن تصبح رقمًا!
منذ يومين سلّم الاحتلال الصليبَ الأحمر ثمان وثمانين جثة متحللة مجهولة الهوية، تعود لأهل غزة!. مر الخبر على هذا الكوكب عابرا، ثمانية وثمانون إنسانا صاروا أرقاما! منذ يومين وأنا عالق في هذا الخبر، أسأل نفسي: ماذا لو صرتُ يوما رقما؟! تخيل معي أن تغدو أنت أيضا رقما!. تخيل...
“إسرائيل” تسير على الطريق الصحيح!
1. "إسرائيل" تسير على الطريق الصحيح، طريق فرعون إذ قتل آلاف الأطفال كي لا يأتي موسى عليه السلام، ولكنه حين جاء رباه في قصره رغما عن أنفه! إن الأسلحة التي يريدها الله ليهلك بها الباطل لا يمكن للباطل القضاء عليها بعملية استباقية! إن لله مواعيد لا تؤجل! 2. "إسرائيل" على...
شكرا للأعداء!
في كتاب "الآداب الشرعية" لابن مفلح، وكتاب "سراج الملوك" للطرطوشي، أن موسى (عليه السلام) دعا الله عز وجل فقال: يا رب، أسألك أن لا يذكرني الناس بسوء! فأوحى الله تعالى إليه: يا موسى، ذلك شيء لم أجعله لنفسي، أفأجعله لك؟! يا صاحبي، لا بد لكل أحد من محبين وكارهين، حتى الله...