
شكرا للأعداء!
بقلم: أدهم شرقاوي
| 14 سبتمبر, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: أدهم شرقاوي
| 14 سبتمبر, 2024
شكرا للأعداء!
في كتاب “الآداب الشرعية” لابن مفلح، وكتاب “سراج الملوك” للطرطوشي، أن موسى (عليه السلام) دعا الله عز وجل فقال: يا رب، أسألك أن لا يذكرني الناس بسوء! فأوحى الله تعالى إليه: يا موسى، ذلك شيء لم أجعله لنفسي، أفأجعله لك؟!
يا صاحبي، لا بد لكل أحد من محبين وكارهين، حتى الله تعالى لا يحبه كل الناس، وإبليس شخصيا له مريدون كثر!
وإن العاقل إنما ينظر إلى محبيه وكارهيه، فإن أحبه أهل الحق وكرهه أهل الباطل فهو على خير، وإن أحبه أهل الباطل وكرهه أهل الحق فهو أضل من حمار أهله! فإن قيل لك إن المرء يُعرف بأعدائه كما يعرف بأصدقائه فصدق!
كثيرون سيكرهونك لفضائلك لا لعيوبك، والناس لا يحبون من يرون فيه نقصهم!
يروي “بلوتارخ”، وهو فيلسوف ومؤرخ روماني، في كتابه الشهير “السير المقارنة لعظماء اليونان والرومان”، قصة يقول فيها:
عندما كان الملك “هيرو” يتكلم مع أحد أعدائه الأسرى، قال له هذا الأسير: “بالإضافة إلى كونك متعجرفا، فإن لك أنفاسا كريهة أيضا”!. أراد الملك أن يتحقق من هذا الأمر، وعندما عاد إلى قصره، قال لزوجته بشيء من التوبيخ: كيف لم تخبريني أن رائحة أنفاسي كريهة، كان يجب أن أعرف الأمر منك لا من الناس!
وكانت الزوجة سيدة بسيطة، عفيفة، وغير مؤذية، فقالت له: “يا سيدي، كنت أظن أن أنفاس الرجال جميعا لها نفس الرائحة”!
لا تغلق أذنيك عن صوت أعدائك!. ثمة حقائق عن نفسك لا يخبرك بها إلا العدو!
الأصدقاء يحابوننا عادة، ويحرصون على مشاعرنا، أما أعداؤنا فيدلّوننا على عيوبنا، ومن المهم جدا أن يرى المرء نفسه بعيون أعدائه!
عندما تقع الخلافات استمع جيدا لما يقال لك، لا شيء يكشف عن مكنونات الصدور كالخلافات.. وقد قالت العرب قديما: خفايا القلب تظهرها فلتات اللسان!
وقد وعى الحكماء منذ فجر التاريخ أهمية الأعداء!
الفيلسوف اليوناني “فلوطرخس” يرى أن الأعداء المتربصين للزلات يشجعوننا على الانضباط والتنظيم، وحسن إدارة الأمور؛ لأن الشعور بالخطر يدفعنا إلى تقليل حدوث الأخطاء، وسد الثغرات التي قد يتسلل منها الأعداء!
الأمر أشبه أن تعرف أن أحد المدعوين إلى مائدة الطعام عندك كثير الانتقاد.. هذا- وإن كان شعورا سيئا بالنسبة لك- حافز لك أن لا تترك ثغرة تُنتقد منها!
صحيح أنه أمر مرهق أن يتعامل المرء مع أشخاص كل همهم أن يتصيدوا أخطاءه، ولكن هذا مدعاة للانضباط، مهما حاولنا أن ننكر هذا!
وجود معارضة يدفع السلطة لتحسين أدائها، والمدرس الشديد يجعلك تستعد بجدية لامتحانه، الناقد صعب المراس يجلس فوق قلمك فيدفعك- دون أن يدري وتدري- إلى تحسين نتاجك، ووجود لاعبين على دكة البدلاء يُخرج أقصى طاقات اللاعبين الذين في الملعب.. ثمة قدرات كامنة فينا، نحن مدينون بإظهارها للذين يلاحقون عيوبنا!

لا أضعُ حرف الدال قبل اسمي، أنا من الذين تكفيهم أسماؤهم!
جاهل وإن بدوتُ عكس ذلك،
عاصٍ وإن كان في كلامي رائحة التقوى،
وعلى ما فِيَّ من نقصٍ أُحاولُ أن أدُلَّ الناس على الله، أُحاولُ فقط!
1 تعليق
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
بارك الله فيك و نفعنا بما تعلم