لن تمشي وحدك!

بقلم: أدهم شرقاوي

| 5 أكتوبر, 2024

مقالات مشابهة

مقالات منوعة

بقلم: أدهم شرقاوي

| 5 أكتوبر, 2024

لن تمشي وحدك!

منذ زمن قرأت قصة راقت لي كثيرا، عن جندي قال للضابط: صديقي لم يعد من ساحة القتال، أطلب منك الإذن بالذهاب للبحث عنه. فقال له الضابط: الإذن مرفوض، لا أريدك أن تخاطر بحياتك من أجل رجل من المحتمل أنه قد مات!

‏ولكن الجندي عصى أمر قائده، وذهب للبحث عن صديقه، وبعد ساعات عاد ينزف من جرح خطير أصابه، حاملا جثة صديقه! فقال له الضابط بغرور: قلت لك إنه قد مات.. ولكن قل لي أنت، أكان الأمر يستحق كل هذه المخاطرة؟! فقال له الجندي: أجل كان يستحق، عندما وجدته كان فيه رمق من حياة، وقال لي: كنت واثقا من أنك ستأتي!

الحياة أكثر عجبا من الأدب! وما نعتقد أنه مجرد أدب حبيس الصفحات ولا يمكن أن نصادفه في الحياة، ما نلبث أن نقع على أجمل منه! والواقع أكثر غرابة من الخيال.. وما نحسب أنه خيال، تأتي لحظات لتخبرنا أن في الواقع منه الكثير!

منذ أيام رأينا القساميَّين محمد مسك، وأحمد الهيموني، يصولان ويجولان في محطة قطارات تل أبيب مخلفَين وراءهما الكثير من جيف المحتلين! ولكن اللافت للنظر أن محمد مسك هو الذي كان يحمل بندقية، بينما كان أحمد الهيموني أعزل تقريبا!

 تساءل الجميع عن هذا المشهد الغريب! بندقية واحدة فلم يمشي صاحب مع صاحبه؟!

ثم كشفت الستارة، وبان المشهد.. محمد وأحمد بالأساس لم يكن معهما بندقية، استطاعا بيديهما العاريتين خنق جندي مدجج واغتنام سلاحه، ثم استعماله، من باب: هذه بضاعتكم رُدت إليكم!

أيضا، كان بإمكان أحمد الهيموني أن يرجع بعدما أتم مهمته الأولى، ولكنه أكمل الطريق، بقي خطوة خطوة مع صاحبه، كان شاهدا على الدم والرصاص، كان كأنما يقول له: لن تمشي وحدك!

أدهم شرقاوي

لا أضعُ حرف الدال قبل اسمي، أنا من الذين تكفيهم أسماؤهم!
جاهل وإن بدوتُ عكس ذلك،
عاصٍ وإن كان في كلامي رائحة التقوى،
وعلى ما فِيَّ من نقصٍ أُحاولُ أن أدُلَّ الناس على الله، أُحاولُ فقط!

3 التعليقات

  1. رحيق شهاب الدين

    ﴿ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾
    هكذا هم عباد الله المؤمنين المتوكلين على الله حقَّ التوكل؛ ما شاء الله لا قوة إلا بالله، دخل الثائران المقاومان المجاهدان القساميان -رضي الله عنهما- من مدينة خليل الرحمن إلى قلب الكيان، بكل ثبات وشجاعة وبسالة وقوة وعزة فأثخنوا في أعداء الله…

    وحق فيهما قوله تعالى: ﴿قَالَ سنَشُدُّ عَضُدَكَ بأخِيكَ ونَجعَلُ لكُمَا سُلطَانًا فلَا يَصِلُونَ إلَيكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا ومَنِ اتّبَعَكُمَا الغَالِبُونَ﴾

    وفاح المسك من الدماء الطاهرة لشهيدنا “محمد مسك” وتعطرت أرض وسماء فلسطين الحبيبة.
    رحم الله محمداً وأسكنه الفردوس الأعلى، وشفى الله أحمداً وعافاه وأبعد عنه كل ألم وفكَّ أَسْره، وجعلهما ممن يظلُّهم في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه ﴿الأَخِلّاءُ يَومَئذٍ بَعضُهُم لبَعضٍ عَدُوٌّ إلّا المُتّقِينَ﴾ ونحسبهما كذلك ولا نزكِّي على الله أحداً.

    جزاك الله خير الجزاء أستاذي القدير، ووفَّقك وأكرمك، ورضي عنك وأرضاك، وحفظك وحماك ورعاك وحوَّطك بملائكته وحرسك بعينه التي لا تنام أنت وزوجتك الكريمة وأولادك وأهلك وأحبابك…

    الرد
  2. حميداني البشير

    جزاك الله خير الجزاء

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

البنتاغون يتوقع اضطرابات كبيرة مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض

البنتاغون يتوقع اضطرابات كبيرة مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض

تتزايد المخاوف في أوساط البنتاغون بشأن عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث يُخشى أن يسعى لتنفيذ وعود انتخابية قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة على الجيش الأمريكي، الذي يُعرف بحياده السياسي. من بين هذه المخاوف، توجيه الجيش للعمل داخل الولايات المتحدة،...

قراءة المزيد
اِجعل لكَ خبيئة!

اِجعل لكَ خبيئة!

خرج المسلمون يوماً لقتال الروم، فلما التقى الجيشان خرجَ فارس من جيش الروم يطلب المبارزة، فخرج له رجل ملثَّم من جيش المسلمين فبارزه حتى قتله! ثم خرج فارس آخر من جيش الروم يطلب المبارزة، فخرج إليه الرجل الملثم نفسه من جيش المسلمين فبارزه حتى قتله! ثم خرج فارس ثالث من...

قراءة المزيد
خرافة اسمها الحب!

خرافة اسمها الحب!

من البديهيات أن المشاعر جزء أصيل لدى الإنسان.. البعض قسمها إلى مشاعر إيجابية: كالحب، والسعادة، والرضا؛ وأخرى سلبية: مثل الغضب، والاشمئزاز، والخوف. غير أن علم النفس ذهب ليؤكد أن كل المشاعر لها جانبان، واحد سلبي وآخر إيجابي؛ فالغضب -مثلاً- يعد أحد أسوأ المشاعر الإنسانية...

قراءة المزيد
Loading...