

أيمن العتوم
شاعر وروائي أردني
التحديات الوطنية العربية – متى يكون الصُّلح مُمكِنًا؟!
تستعرض هذه المقالة الجزء الأول من تحليل حول القوة والضعف في المواجهة مع العدو، مع التركيز على الضرورة الحاسمة للقوة والتحدي في التعامل مع التحديات. تحليل القوة والضعف في المواجهة الضّعفاء لا يُصالحون، الضّعفاء يستسلمون. وحده القويّ هو القادر على أنْ يُصالِح. ولا قُوّة إلا لاثنتَين: الرّصاصة والكلمة. ولا يُمكن أنْ تكون الرّصاصة صائبة ما
الكلمة الرصاصة!
تستعرض هذه المقالة قوة العناصر المختلفة التي تشكل قوة الفرد والمجتمع، حيث تتناول أبعاد القوة من خلال العدد، العُدّة، الفكرة، السلاح، والإيمان، مع التركيز على كيف يمكن للكلمة أن تكون رصاصة فعّالة في مختلف المجالات. قوة الكلمة كرصاصة: رمز الصمود والانتصار في معركة الحياة للقوة ألف وجه؛ العدد والعُدّة قوة، الفكرة قوة، السلاح قوة، الإيمان
العقيدة القتاليّة
ماذا يعني أن يموت كل هؤلاء؟ أن تسقط بالصواريخ والراجمات هذه الأجساد الطاهرة جميعها؟ أن يستمرّ الموت والذبح والتهجير والإبادة بهذا الشكل؟ ما الذي تكشف عنه هذه السلوكات التي تبدو غير مألوفة، لم تأتِ بها حرب سابقة، أو لم تأتِ بمثل مستواها من الفظاعة والبشاعة؟.. الجواب بسيط معقّد في آنٍ معًا: إنها العقيدة القتالية للطرفين.
موازين القوى في الحرب
الإيمان أقوى من الدبابات، العقيدة أَدْوم من الأرتال، حُبّ الموت في سبيل الله أقوى من الصواريخ، الإرادة تصنع المعجزات.. نحن نقاتل من أجل أن نحيا. لم تكن غزّة بِدْعًا من التاريخ، وإن كانت غُرّته اليوم، نقطةَ الضوء في نهاية النفق، وبصيصَ الأمل في ظلمات اليأس.{كم من فئةٍ قليلةٍ غلبتْ فئةً كثيرةً بإذن الله} [سورة البقرة:249]..
إنهم يسرقون أجمل شبابنا!!
أعظم ما جُعلتْ من أجله عدالة الآخرة ظلم الدنيا، ولهذا قال جل في علاه: {لا ظلم اليوم}. ولولا يقين قيام الناس لرب العالمين من أجل أن يأخذ المظلومون حقوقهم لجُنُّوا! فمن يحتمل كل هذا الأذى والضيم والدمار والموت والهلاك في غزّة إذا لم يكن مطمئنا إلى عدالة السماء يوم الحساب؟ والظلم في الدنيا قائم وطامٌّ،
لهذا اليوم ربَّيتك
كان قدَرا.. كل شيء يجري بقدر، أعرف هذا تماما؛ ولذلك أنا مطمئنة، وأشعر أن موجة الرضا التي تغمرني تعادل كل هذه الآلام التي تبدو أنها لا تتنهي. مضت عشرة أعوام قبل أن تهلّ علينا، كان بيتنا مظلما قبلكَ، كنا وحيدَين أنا وأبوك، نذرع الغرفة عصاري الأيام التشرينية كأننا نذرع الفراغ.. لا شيء يُدخل البهجة على
اعتياد الموت
كيف يكون شكل الموت؟! إنه ثوب أخذ مقاس كل بشري يدبُّ على وجه الأرض، ثم ها هو ينتظر اللحظة المقدَّرة من أجل أن يرمي عليكَ ذلك الثوب، ليرحل بك إلى عالم الأرواح، لا أحد من البشر لم يُؤخذ مقاسه، ثم لا أحد ينجو من أن يلبس ذلك الثوب.. في غزة مثلا، كان صانع الأثواب قد
يا آل غزّة صبرا.. إن موعدكم الجنة
ستقولون صبَرْنا على سبعة حروب ولم يتحرك الدم في الشرايين العربية، ولم يطرف لكم جفن، ولم يهتزّ لكم شارب؛ ولقد شرب العدوّ من دمائنا حتى سَكِر، وشرب البحر من دمائنا حتى صار أحمر قانِيا، وشربت الأرض من دمائنا حتى نبتَ الدّحنون، ينزّ دما كلما طلع الصباح… فإلى متى سنصبر؟! ستبصقون في وجوهنا، وتقولون: قد كان
العَين بِالعَين
يبحث المرء في بحر اليأس الطامي عن فسحة أمل، وفي زمن الهزائم العاصفة عن فُرجة نصر.. وقد فطر الله الناس على الحرية؛ فولدتْهم أمهاتهم أحرارا، وعلى نبذ الظّلم؛ فلا يقبل بالظّلم أحد إلا ما كان فاقدا الإحساس، جمادا لا قلب له، أو دابّة لا عقل لها، ولذا قال المُتلمّس الضبعي: ولن يـقـيم على خَسْـف يُـرادُ
هل ما زال أدب المقاومة حاضرا؟
هكذا هي الحرب.. كيف يمكنك أن تتغلب على غولها دون أن تمدّ ذُبالة روحك بكلمات تحيا بعد أن تكون آلتُها قد طحنتك أو طحنت جيلك غير آسفة؟! تموت الأزهار مبعثرة الأشلاء على ساحتها، ومن عجبٍ أن دماء تلك الأزهار الفتية، تُنبِت على أرض المعركة الأزهار من جديد! أهو استمرار لسرّ البقاء في ساحة الفناء؟ أم