إنسانية جيش الاحتلال!

بواسطة | مايو 27, 2024

بواسطة | مايو 27, 2024

إنسانية جيش الاحتلال!

بعد اليأس الذي تواجهه حكومة نتنياهو في محاولة القضاء على حماس، والفشل في قيادة حرب عسكرية تنعش وهم مجد إسرائيل، والضغط للتسريع في إبرام صفقة تبادل الرهائن؛ قرر أن يتابع في حرب الإبادة، فيضرب بعنف مخيمات النازحين بأكثر من ثمانية صواريخ من الطائرات، ليقتل المزيد من المدنيين من النساء والأطفال في مخيم شمالي غربي رفح.

ملعب كرة قدم يمتلئ بالخيام للمدنيين تغير عليه بطائراتك، بعد أن أخبرتَهم أن هذه منطقة إنسانية يستطيعون الذهاب إليها ليجدوا الأمان فيها، وبالقرب من الأونروا؟!. نعم منطقة إنسانية.. اذهبوا إليها وسوف نقصفكم بالصواريخ ونقتلكم.. هذه هي الإنسانية لدى جيش الاحتلال!.

تأتي هذه المجزرة بعد قرار محكمة العدل الدولية بإيقاف الاجتياح العسكري لرفح وعدم التصعيد من قبل إسرائيل، لتقول إسرائيل إنها غير مهتمّة بالمجتمع الدولي ولا تعنيها هذه القرارات، وإنها فوق محكمة العدل وفوق الأمم المتحدة، فهي الابن المدلل للعالم الغربي الذي يحطم ما يشاء.

الجيش الإسرائيلي أعلن قبل ذلك أن المنطقة التي قصفها منطقة آمنة، استخدم ذخائر دقيقة، وادّعى أن الهجوم في رفح نُفِّذ ضد مسلحين كانوا الهدف لهذا الهجوم وفق القانون الدولي.. يتحدثون عن القانون أثناء ممارسة حرب الإبادة!

يصرح الجيش الإسرائيلي بأنه تلقى معلومات استخباراتية عن وجود قيادات ومسلحين من حماس في الموقع، بينما العالم كله يشاهد الضحايا الآن مدنيين من نساء وأطفال عزل، فيعود للتصريح بأنه يجري تحقيقا في هذا الأمر عن مقتل مدنيين!

سردية الجيش الإسرائيلي لم يعد يصدقها أحد، ولا حتى أهالي الرهائن الإسرائيليين الموجودين لدى حماس، الذين يطالبون بإقالة نتنياهو ومحاسبته على المتاجرة بالرهائن، وفشله في تحريرهم من قبضة حماس.

يدعي رئيس وزراء حكومة الحرب أن عدم تحريرهم يعود إلى تصلب موقف حماس.. فإذا كانت هذه قناعاتك فلماذا لا توقف الحرب وتجري مزيداً من المفاوضات لإتمام الصفقة؟ لم تستطع تحريرهم بالسلاح، أنت تحارب منذ ثمانية أشهر، ومع ذلك ما زال رهائنك لدى حماس!

رواية إسرائيل عن مجزرة مخيم النازحين، وأنها اغتالت ياسين ربيع وخالد نجار، المسؤولَين في مكتب الضفة الغربية التابع لحماس، تدينها أكثر مما تدين المقاومة؛ فأنت لأجل شخصين حرقت كل هؤلاء البشر أحياء، فهل هذه استراتيجية جيش؟ هل هذه قوة استخبارية تقول دائما إن لديها أقوى جهاز مخابرات في العالم؟ تحرك جيش الاحتلال – حسب تصريحه- بناء على معلومات من جهاز الشاباك، وهو الشاباك نفسه الذي عرض صورة لصحفي مصري على أنه من قادة حماس!

فشِل نتنياهو في إدارة الملف السياسي والعسكري، وطوال الوقت تخرج مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومته، وها هو يهرب من الفضيحة إلى فضيحة أخرى مغطاة بدماء الأبرياء.

أنت لم تستطع حماية مقر جيشك، إذ قصفتْ كتائب القسام مقر الجيش الإسرائيلي في نتساريم، ثم تذهب لقتل المدنيين!

حرْق اللاجئين في خيامهم، وصمت المجتمع الدولي الرسمي، يكشف الوجه القبيح لهذه الأنظمة، ووجهَ الإرهاب الذي مارسته إسرائيل في قطع رؤوس الأطفال في مشهد مشين للإنسانية، يفضح دولةً تمارس الحرب بدموية وجنون، غير عابئة بحياة البشر، وتجد في كل هذا المساندة من الولايات المتحدة الأمريكية التي زودت إسرائيل بالقنابل، وعلى رأس الداعمين بايدن ووزير الخارجية الأمريكي، والمسؤولون في البنتاجون.

يرسلون القنابل لقتل الأبرياء ويتباكون على الحرية والديمقراطية! هم يعرفون أكثر منا أنهم فشلوا في القضاء على المقاومة الفلسطينية، ويعرفون أيضا أن ما يقوم به نتنياهو محاولة انتصار لنفسه ولحكومته، وقد مُنيت بالفشل الذريع ونتج عنها كل هؤلاء الضحايا في خيام، قال الجيش الإسرائيلي نفسه إنها خيام آمنة للنازحين، ويستطيع سكان غزة اللجوء إليها.

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

"رأيت أطفالًا محروقين أكثر مما رأيت في حياتي كلها، رأيت أشلاء أطفال ممزقة".. هذه كلمات الدكتور مارك بيرلماتر، طبيب يهودي أمريكي، في شهادته حول العدوان الإسرائيلي على غزة. في مقابلة له على قناة CBS، قدم الدكتور بيرلماتر وصفًا صادمًا لمعاناة أطفال غزة.. الدكتور...

قراءة المزيد
جريمة اسمها التعليم!

جريمة اسمها التعليم!

قالوا قديمًا: "عندما نبني مدرسة، فإننا بذلك نغلق سجنًا".. وذلك لأن المدرسة في رأيهم تنير الفكر، وتغذي العقل، وتقوِّم السلوك؛ وذهب بعضهم إلى قياس تحضر الدول والشعوب بعدد مدارسها وجامعاتها. ومع إيماني الخالص بقيمة العلم وفريضة التعلم، فإنني أقف موقفًا معاديًا تجاه مسألة...

قراءة المزيد
أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو الضلال معضلةً، طرحت الكثير من التساؤلات عن مدى مسؤولية الإنسان نفسه عن ذلك الاختيار في ظل الإيمان بعقيدة القضاء والقدر، وكيف يمكن التوفيق بين مسؤولية الإنسان عن هداه وضلاله، وبين الإرادة والقدرة الإلهية، وما يترتب عليها من...

قراءة المزيد
Loading...