أخلاقيات جيش الصهاينة

بقلم: أسامة السويسي

| 25 يوليو, 2024

بقلم: أسامة السويسي

| 25 يوليو, 2024

أخلاقيات جيش الصهاينة

مازال قادة الكيان الصهيوني يتحدثون عن أخلاقيات جيش الاحتلال، ويرددون أنه الجيش الأكثر أخلاقيّةً في العالم.

هذا الجيش الذي لم يعرف غير سفك دماء الأبرياء، فهو لا يقاتل، بل يقتل الحجر والشجر والبشر.. هذا الجيش لا يعرف غير لغة التدمير؛ يستبيح قتل الأطفال والنساء والمدنيين، ويستخدم في سبيل ذلك كل أنواع الأسلحة، بما فيها المحرمة دوليا (القنابل الفوسفورية)، والقنابل ذات الوزن الثقيل.

هذا الجيش يطلق كلابه لتنهش جسد سيدة مسنة، ثم طفلا من ذوي الإعاقة، وهما حالتان تم تسجيلهما بالفيديو، بخلاف مئات الحالات التي لم تصلها الكاميرات.

هذا الجيش تعمد اغتيال الصحفيين لمنعهم من رصد جرائمه التي يرتكبها بوحشية.. ولم يكتف بذلك، لكنه اغتال عائلات عدد كبير من الصحفيين الفلسطينيين، فسجل رقما قياسيا في استهداف الصحفيين في تاريخ الحروب.

هذا الجيش هو الذي فرض حصارا على كل المعابر لمنع وصول المساعدات، بل واستهدف بالرصاص الشاحنات التي دخلت قطاع غزة ليمعن في حرب التجويع على الشعب الأعزل.

هذا الجيش استهدف العاملين في منظمات الإغاثة الدولية، وقتل بدم بارد عددا كبيرا منهم.. وحادثة عمال المطبخ المركزي العالمي ليست ببعيدة.

هذا الجيش دمر معظم المستشفيات في القطاع، ولم يكتف بقصفها، بل اقتحمها ودمّرها، واعتقل كثيرين من الأطقم الطبية، ولم يغادر المستشفيات إلا وقد أصبحت غير مؤهلة للعمل، ليحرم المصابين من العلاج فيتضاعف عدد الشهداء.

هذا الجيش قام جنوده باصطياد الأبرياء الذين يرفعون الرايات البيضاء في طريقهم إلى الوصول للمساعدات.. وهو من قنص المئات، وأطلق مسيّراته عليهم في الطرقات، وقام بدفن الجثث بالجرافات.

هذا الجيش هو الذي سرق جثث الشهداء، وأعادها بعد أن عبث بها وسرق منها الأعضاء والجلود.

هذا الجيش هو الذي يقصف مراكز الإيواء وخيام اللاجئين والمدارس. وبسبب صواريخه وقنابله لم يعد هناك مكان آمن في أي بقعة من قطاع غزة.. وهو الذي يحدد الأماكن التي يجب التوجه إليها ثم يدمرها.

هذا الجيش هو الذي استهدف المساجد والكنائس والمتاحف، وضرب مصادر المياه والكهرباء، وقطع الاتصالات، ودمر المزارع والمخابز والأسواق، ليحرم أهل غزة من كل ما يساعدهم على البقاء أحياء.

هذا الجيش هو الذي قتل أسراه عندما عرف أماكنهم، ولن يتوانى عن استهداف بقيتهم لو عرف أماكنهم، ليريح قيادته السياسية من ضغوط أهالي الأسرى.

هذا الجيش هو الذي يرتكب أفظع وأبشع أنواع الجرائم جهارا نهارا دون خشيةٍ من أي عقاب، حتى وإن أقرت محكمة العدل الدولية بتوافر كل عناصر جريمة الإبادة الجماعية.

هذا هو الجيش الذين يدّعون أنه الأكثر أخلاقيّةً في العالم.

لا تتعجبوا.. فمن كذبوا على الله، وكذَّبوا الأنبياء وقتلوهم، ليس غريبا عليهم أن يدَّعوا أي شيء.

1 تعليق

  1. مصطفى حامد حافظ

    سلمت يداك الإعلامي الكبير الأستاذ أسامة السويسي
    وسلم قلم الحق والمداد الذي كتب به

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

واشنطن تسعى لمزيد من الشفافية من إسرائيل بشأن خططها للرد على إيران

واشنطن تسعى لمزيد من الشفافية من إسرائيل بشأن خططها للرد على إيران

تتزايد حالة القلق في الإدارة الأمريكية إزاء عدم إطلاعها على تفاصيل العمليات العسكرية الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالرد المحتمل على إيران. وتأمل واشنطن في تجنب مفاجآت مماثلة لتلك التي واجهتها خلال العمليات الأخيرة في غزة ولبنان. كان من المقرر أن يجتمع وزير الدفاع...

قراءة المزيد
الحالة العامّة للأسرة والمرأة في الجاهليّة قبيل ولادة النبيّ صلى الله عليه وسلم

الحالة العامّة للأسرة والمرأة في الجاهليّة قبيل ولادة النبيّ صلى الله عليه وسلم

عند الإطلالة على حالة عموم النساء في المجتمع الجاهليّ، وما اكتنف الأسرة آنذاك، فيمكننا وصف وتقييم الحالة بعبارة واحدة، وهي: انتكاس الفطرة، وتشوّه معنى الرجولة، وغيبوبة الأخلاق. كان الزواج يتمّ على أنواع عدة، كلّها إلا واحدًا يظهر مدى الانحدار القيمي والظلام الأخلاقي،...

قراءة المزيد
ما بعد الاستعمار.. وفتح الجراح القديمة

ما بعد الاستعمار.. وفتح الجراح القديمة

من الملاحظ أنه في عصرنا، عصر العولمة، نجد أن الثقافات والهويات العربية أصبحت تتعرض لضغوط غير مسبوقة، لكي تكون مغمورة ومنسية ومجهولة، نتيجة الانفتاح الكبير على العالم، وتأثير الثقافة الغربية وغزوها للعقول العربية، لا سيما فئة الشباب؛ فتأثيرات العولمة عميقة ومعقدة...

قراءة المزيد
Loading...