
كيف تتعطل الأعمال والإنجازات؟
بقلم: محمد خير موسى
| 24 يوليو, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: محمد خير موسى
| 24 يوليو, 2024
كيف تتعطل الأعمال والإنجازات؟
عندما أعادت قريش بناء الكعبة ووصلت إلى مرحلة وضع الحجر الأسود في مكانه، اختلفت القبائل فيما بينها حول من يسجَّل باسمه الإنجاز.
توقف العمل، وتعطل المشروع، وتنامى التنازع والاختلاف، وكاد الأمر يصل إلى الاقتتال لولا أن تدخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأشار عليهم بوضع الحجر في ثوب تمسك كل قبيلة من طرفه، ويشتركون معًا في تحقيق هذا الإنجاز ووضع الحجر الأسود مكانه.
كم هي الإنجازات التي تعطلت؟ وكم هي المشاريع التي توقفت؟ وكم هي الاختلافات التي تنامت وتعاظمت بين الكيانات والجماعات والتنظيمات والتيارات القائمة حول من يسجل باسمه الإنجاز؟! بل كم هي المشاريع التي تم إفشالها وتعطيلها داخل الجماعة الواحدة والتيار الواحد والكيان الواحد بسبب: “من يسجَّل باسمه الإنجاز؟”!.
الماركة المسجلة
“التجار وحدهم هم الذين يحرصون على العلامات التجارية لبضائعهم، كي لا يستغلها الآخرون ويسلبوهم حقهم من الربح؛ أما المفكرون وأصحاب العقائد فكل سعادتهم في أن يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم، ويؤمنوا بها إلى حد أن ينسبوها لأنفسهم لا إلى أصحابها الأولين!
إنهم لا يعتقدون أنهم أصحاب هذه الأفكار والعقائد، وإنما هم مجرد وسطاء في نقلها وترجمتها، إنهم يُحسّون أن النبع الذي يستمدون منه ليس من خلْقهم، ولا من صنْع أيديهم، وكل فرحهم المقدس، إنما هو ثمرة اطمئنانهم إلى أنهم على اتصال بهذا النبع الأصيل”
بهذه الكلمات صور سيد قطب لب المشكلة، ولئن كان قد تحدث عن الأفكار والعقائد؛ فإن مخرجاتها، وهي الأفعال والمشاريع والبرامج، تنسحب عليها أكثر من غيرها هذه المعارك الباردة، والتنافس غير الأخلاقي في سبيل العلامات التجارية.
وهنا يكمن الفرق الكبير بين التجار وأصحاب الرسالات؛ فالتجار يخوضون معاركهم من أجل تحصيل الربح الذاتي، بينما أصحاب الرسالات همهم هو الربح الجمعي، الذي يصب في خدمة الغاية العظمى والأهداف الكبرى، التي يشتركون فيها مع غيرهم، ويقيمون معاركهم على هذا الأساس.
فإن رأيت من يحمل رسالة سامية همُّه تعطيل إنجاز الآخرين الذي يصب في خدمة هدفه، وذلك بغية أن يسجل هذا الإنجاز لاحقا باسمه هو، أو حتى يكون له قصب السبق عند عرض الإنجازات والتفاخر بها؛ فاعلم بأنه قد داس رساليته بتحوله إلى التجارة الرخيصة الخاسرة.
بين توثيق الإنجازات وتعطيلها
من الضروري جدًّا أن يوثق المرء أو المؤسسة أو الكيان إنجازاته، ليكون قادرا على محاسبة نفسه، ومعرفة مواطن الصواب والخلل في طريقه إلى تحقيق أهدافه وخدمة رسالته.
ومن حق المرء أو المؤسسة أو الكيان أو الجماعة أو التيار أن تُنسب إنجازاته له، ويفرح بذلك؛ وهذه فطرة في المرء لا يجادل فيها أحد. ولكن أن يتم تعطيل الإنجازات بسبب التنافس فيمن يكون هذا الإنجاز باسمه ومنسوبا له؛ فهذه خطيئة كبيرة يُلبِسها أصحابها ثوب الغيرة على العمل والرسالة والمشروع، لإيهام أنفسهم بحسن القصد وسلامة السلوك القبيح.
وهذا السلوك بشع للغاية في تعامل الكيانات والجماعات والتيارات فيما بينها؛ ولكنه يكون أبشع وأخطر بكثير حين يتسرب إلى داخل الجماعة الواحدة والتيار الواحد؛ فتجتهد مؤسسة في تعطيل إنجازات مؤسسات أخرى من الجماعة ذاتها أو التيار نفسه، لأن الإنجاز سيسجَّل باسم غيرها، وهذا حين يقع يكون نذير شر يجب تداركه، قبل أن يعصف بهذه الجماعة ما لا يحمد عقباه من التشقق الذي يزداد عبر الزمن في غفلة عن أهلها.
الإمساك بأطراف الثوب
من الأهمية بمكان أن يقتنع الإسلاميون على اختلاف تياراتهم وكياناتهم وجماعاتهم وفصائلهم بأن الإنجازات الكبرى تتحقق حين يمسك الجميع بأطراف الثوب، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قريش يوم بناء الكعبة.
ومن الضرورة بمكان أن يؤمنوا بأن الوصول إلى هذه القناعة يحتاج نفوسا كبيرة وقلوبا واسعة وعقولا رحبة، والخروج من ضيق الأنا المؤسسية والحزبية إلى سعة الرسالة.
فإن لم يكن، فلا أقل من ألا يخسروا بعضهم، وألا يوقفوا العمل ويعطلوا المشاريع ويُفشلوا البرامج، بسبب الاختلاف بشأن من يسجل باسمه الإنجاز.

مختص بقضايا الفكر الإسلامي ومشكلات الشباب
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق