اتفاق الهدنة… صفقة أم خدعة؟
بقلم: خليل العناني
| 3 فبراير, 2024
مقالات مشابهة
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
مقالات منوعة
بقلم: خليل العناني
| 3 فبراير, 2024
اتفاق الهدنة… صفقة أم خدعة؟
تساؤلات حول احتمالية التوصل إلى اتفاق هدنة جديد بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، حيث يتسع الحديث حول تفاصيل اقتراح الهدنة والتحفظات المحتملة.
تحليل مقترح الهدنة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية – بين التفاصيل والتحفظات
يتزايد الحديث حول إمكانية توقيع صفقة لعقد هدنة جديدة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية؛ ويتحدث البعض عن أن ذلك قد يحدث في غضون الأسبوع المقبل أو الذي يليه على أقصى تقدير، وذلك إذا ما اتفق الأطراف المنخرطون في مفاوضات هذه الصفقة على بنودها.
وحسب صحيفة “وول ستريت جورنال“، التي نشرت المقترح الإطاري لهذه الصفقة والذي صاغة ويليام بيرنز، مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه)، فإنه من المتوقع أن تتم الصفقة على ثلاث مراحل دون أن تحدد المدى الزمني لهذه الهدنة، فالبعض يتحدث عن أسابيع، والبعض الأخر يعتقد أنها ستكون ما بين شهرين وثلاثة؛ لكن هذه المراحل تبدأ مع مرحلة أولى تمتد لستة أسابيع، يتم خلالها وقف القتال بشكل مؤقت من الطرفين، مقابل الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية، ويتم الاقتصار خلال هذه المرحلة على إطلاق الشيوخ من الرجال والنساء، وكذلك الأطفال والمرضى.. في المقابل سوف تقوم إسرائيل بإطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجونها، والسماح بحرية الحركة للمدنيين في القطاع.
وإذا نجحت المرحلة الأولى من الاتفاق يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية منه، والتي من المفترض أن تشهد قيام المقاومة الفلسطينية بإطلاق سراح المجندات الإسرائيليات، وذلك مقابل سماح إسرائيل بدخول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة، وتشغيل محطات المياه والمخابز والمستشفيات، والإفراج عن عدد من السجناء والأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي. وإذا تمت هذه المرحلة بنجاح، يتم الانتقال إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق، والتي تشمل إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الذكور لدى المقاومة الفلسطينية،
وكذلك إعادة جثامين الرهائن الذين قتلوا في السابع من أكتوبر، مقابل إعادة جثث الشهداء الفلسطينيين الذين قتلوا في اليوم نفسه أيضا.. هذا هو مقترح الاتفاق الإطاري، الذي ناقشه “بيرنز” الأسبوع الماضي في اجتماع باريس مع نظيريه، الإسرائيلي والمصري، وبحضور رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
ولا تزال هناك بعض النقاط العالقة التي لم يتم حسمها، وربما تُعطل الاتفاق لأيام، وأهمها عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وهل ستكون النسبة كما كانت في اتفاق الهدنة الماضي الذي حدث في شهر نوفمبر، بحيث يتم إطلاق سراح ثلاثة سجناء فلسطينيين مقابل كل رهينة من الإسرائيليين، أم أكثر من ذلك.
ما يُتردد في الأخبار هو أن المقاومة الفلسطينية تشترط أن يتم إطلاق ١٥٠ أسير فلسطيني مقابل كل مجندة إسرائيلية يتم إطلاق سراحها، وهو شرط ترفضه إسرائيل على ما يبدو، خاصة إذا تعلق الأمر بإطلاق سراح كبار قادة المقاومة الفلسطينية في السجون الإسرائيلية، ممن يقضون فترات عقوبة طويلة تصل إلى مئات السنين.
وثمة ملاحظات عديدة حول بنود المقترح الإطاري، لعل أولها أنه مقترح إسرائيلي بالأساس، وقد جاء بعد أن تأكدت إسرائيل – ومن خلفها أميركا- أنه لا يمكن تحرير الرهائن لدى المقاومة عبر عملية عسكرية؛ أي أن المقاومة لم يكن لها يد في صياغة بنوده على نحو ما كان الأمر في اتفاق الهدنة السابق، الذي جري الاتفاق عليه وتنفيذه في نوفمبر الماضي.
أما ثاني الملاحظات وأخطرها، فهي أن المقترح لا ينص صراحة على وقف كامل لإطلاق النار وإنهاء الحرب، وإنما وقف مؤقت فقط مرتبط بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة، وهذه نقطة مهمة ومصيرية، لأنه لا توجد أية ضمانات بألا تستأنف إسرائيل حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة بعد انتهاء الاتفاق المؤقت، سواء أكان لشهر أم اثنين أم ثلاثة أشهر. وستكون تلك نقطة ضعف وثغرة كبيرة لو وافقت المقاومة على أي اتفاق لا ينص صراحة على إنهاء الحرب.
ثالثا، لا ينص الاتفاق المقترح على انسحاب إسرائيل من كافة مناطق قطاع غزة؛ وهو الأمر الذي – على الأرجح- لن تفعله إسرائيل، خاصة في شمال القطاع الذي تسعى تل أبيب لإنشاء منطقة أمنية عازلة بينه وبين مستوطنات غلاف غزة، وذلك حتى يعود الإسرائيليون إليه مرة أخرى؛ وهو ما يعني عمليا اقتطاع مساحة من أراضي القطاع، وإعادة احتلالها مرة أخرى من قبل إسرائيل.
كذلك لا توجد أية ضمانات بأن إسرائيل سوف تطلق سراح كبار الأسرى الفلسطينيين في سجونها.. ولذلك لم يكن غريبا أن يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قبل أيام لاءاته الثلاثة: لا لوقف الحرب، لا للانسحاب الكامل من قطاع غزة، ولا للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين تعتبرهم إسرائيل خطراً عليها. لذلك، فإن الموافقة على مقترح كهذا يعني أن المقاومة تسلّم نفسها لتل أبيب مقابل مكاسب مؤقتة، من قبيل زيادة المساعدات الإنسانية أو إطلاق سراح بعض الأسرى الفلسطينيين،
ولكن دون أية التزامات أو ضمانات حقيقية بإنهاء الحرب بشكل كامل؛ وهو ما يعني أن اتفاق الهدنة المؤقتة، والذي قد يتم التوصل إليه خلال الأيام المقبلة، ما هو سوى خدعة إسرائيلية دُبرت بليل، وذلك من أجل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، ولكن دون التزام بوقف فوري وشامل للحرب، ودون الانسحاب من قطاع غزة بشكل كامل.. وهو ما يعني أن تضحيات الشعب الفلسطيني على مدار الأشهر الأربعة الماضية قد تذهب
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي وخالد في تاريخ سوريا والمنطقة كلها؛ فالحدث فيه كبير جداً، وأشبه بزلزال شديد لن تتوقف تداعياته عند حدود القطر السوري، لعمق الحدث وضخامته ودلالته، وهو الذي يمثل خلاصة نضال وكفاح الأخوة السوريين على مدى ما يقرب من نصف قرن ضد...
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع "إصلاح" مدونة الأسرة في المغرب من تداعيات مرتقبة على منظومة الأسرة ومؤسّسة الزواج؛ بسبب اختزال التغيير في أربعة محاور قانونية ضيقة: منع تعدّد الزوجات، والحضانة، والطلاق، والإرث. ويكبر في رأسي سؤال فلسفي حيوي تفادَيْنا...
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها أهليته لأن يكون حاكماً عربياً مكتمل الموهبة، فلم يعد ينقصه شيء لاستقلال دولته، بل وأن يكون الحاكم على غزة عندما تلقي الحرب أوزارها، وهو ما كانت ترفضه إسرائيل قبل أن يفعلها! فعلها أبو مازن، فقد أغلق مكتب الجزيرة في رام...
0 تعليق