التاريخ الأسود لفرنسا.. الجرائم ضد الإنسانية

بواسطة | سبتمبر 3, 2023

بواسطة | سبتمبر 3, 2023

التاريخ الأسود لفرنسا.. الجرائم ضد الإنسانية

ما زالت فرنسا تتباهى أمام العالم بأنها بلد الحرية والديمقراطية والثقافة، وأنها تقبل الآراء المتغايرة.. ولكن الحقيقة غير ذلك تماما، والتاريخ والواقع يشهدان على ذلك.
لقد اتخذت فرنسا هذه الشعارات ستارا لتُخفي وراءه وجهها القبيح، وتاريخها الأسود؛ فالحقيقة هي أن فرنسا صنعت حضارتها وتقدمها على أنقاض الجثث، وجماجم الشيوخ والأطفال والنساء، ونهبت ثروات الشعوب والبلاد قديما، وما زالت تعيش على خيرات البلاد التي احتلها.. ومما لا شك فيه أن فرنسا قامت بجرائمها ضد الإنسانية لتحقيق منافعها الخاصة، وتمكين قبضتها وسيطرتها على ثروات البلدان ومواردها الاقتصادية، لتدخل في تنافس بغيض مع الدول الاستعمارية الأخرى مثل إنجلترا وألمانيا، وإسبانيا والبرتغال، وغيرها.
وفرنسا لها طرائق متعددة لتترجم جرائمها بأساليب مختلفة، فقد تنوعت وانتقلت من الاحتلال العسكري مرورا بالاحتلال الاقتصادي، وانتهاء بالاحتلال الفكري وفرض أجندتها الفكرية على الشعوب الأخرى في إطار ما يسمى بالاستعمار الجديد. وإن جرائمها ضد الإنسانية قد بدأت مبكرا منذ العصور الوسطى؛ فقد لعبت دورا كبيرا إبان الحروب الصليبية في شنها لحملات عسكرية دموية على الدول العربية والإسلامية، وشاركت بفاعلية في هذه الحروب مرتكبة أبشع الجرائم ضد الإنسانية؛ ثم إن فرنسا في القرون الثلاثة الأخيرة ارتكبت كثيرا من الانتهاكات ضد الإنسانية إبان إنشاء مستعمراتها الانتهازية في أرجاء العالم، وخاصة في قارة أفريقيا والبلاد العربية، حيث حلَّ النصيب الأكبر من هذا العدوان.
فقد احتلت فرنسا مصر في الفترة من سنة 1798م إلى سنة 1801م، وخلال هذه المدة التي استمرت لثلاث سنوات، وعلى الرغم من قصرها، ارتكبت فرنسا أبشع الجرائم ضد المصريين، فقد قام (نابليون) قائد الحملة الفرنسة بتدمير مدينة الإسكندرية بالقنابل، وألقى القبض على حاكم المدينة وأعدمه رميا بالرصاص؛ وبعد قيام المصريين بثورتهم الأولى ضد الفرنسيين سنة 1798م، لجأ نابليون إلى الشدة والعنف ضد المصريين، فقام بالقبض على زعماء الثورة وإعدام مشايخ الأزهر، ودخل الفرنسيون الجامع الأزهر بخيولهم، في إساءة واضحة لحرمة المكان!. ثم جاءت ثورة المصريين الثانية في عام 1800م، فتصدى كليبر للثوار، وأمر بتدمير أحياء القاهرة بالمدافع، وقتل الثوار، ومنع الغذاء عن سكان المدينة، وفرض الضرائب على المصريين، وصادر الأموال والممتلكات.. وما تزال جمجمة سليمان الحلبي موجودة حتى الآن في “متحف الإنسان” في فرنسا ومكتوب أسفلها “المجرم”، إشارة إلى هذا المناضل الذي قتل كليبر، ذاك الذي عاث فسادا في مصر، وأمر بذبح السجناء وإلقاء جثثهم في النيل ليلا، ناهيك عن حالات الاغتصاب للنساء المصريات.. وبذلك أسفرت الحملة الفرنسية المجرمة على مصر عن قتل ما يزيد على خمسين ألفا من المصريين، وقامت فرنسا بسرقة أكثر من عشرة آلاف قطعة أثرية ما زالت إلى الآن تُعرض في متحف اللوفر بفرنسا .
ومن المجازر التي لا تُغتفر لفرنسا جرائمها ضد الإنسانية، والتي تعتبر الأبشع والأشنع بين جرائم المستعمرين الغربيين ضد البلاد العربية؛ وتتصدر المشهد هنا تلك الجرائم التي قامت بها فرنسا ضد الشعب الجزائري، والتي وصفها السفير الفرنسي في الجزائر عام 2005م بأنها “مأساةٌ لا تُغْتفر”. فقد احتل الفرنسيون الجزائر في الفترة من سنة 1830م إلى سنة 1962م، وقاموا خلالها بأبشع الجرائم من قتل وتعذيب، واعتقال واغتصاب، وقصف للمنازل وحرقها، ونفي للمواطنين، وإعدامات جماعية، وحرق للأراضي والمحاصيل.. إلخ. كما أنهم نفذوا تفجيرات نووية في الفترة بين سنتي 1960 و1966 في الصحراء الجزائرية، وأسفرت هذه التفجيرات عن مقتل 42 ألف جزائري، وتعرض الآلاف من الجزائريين للإشعاعات النووية، التي أدت إلى إصابتهم بأمراض سرطانية.
وقد بدأ الفرنسيون جرائمهم في الجزائر بتحويل جامع (كيتشاوة) إلى إسطبل للخيول، وأخرجوا المصاحف وأحرقوها، وقتلوا آلاف المصلين؛ وفي مرحلة لاحقة تم هدم الجامع وأُنشِئت مكانه كاتدرائية؛ وفي سنة 1852م قامت فرنسا بحرق مدينة الأغواط، التي كان يسكنها 4500 شخص، فقضت على ثلثي هؤلاء في ليلة واحدة. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، خرج الشعب الجزائري يطالب بالاستقلال، فقامت القوات الفرنسية بقتل أكثر من 45 ألف جزائري، وخلال 15 يوما فقط من المظاهرات قامت القوات الفرنسية بتنفيذ قصف جوي ضد السكان وتدمير 44 قرية.
وفي عام 1955م، جمع الفرنسيون 1500 رجل جزائري في ملعب إحدى المدن، حيث تم قتلهم ودفنهم في خنادق بشكل جماعي؛ وفي العام نفسه قاموا بتدمير قرية الزفزاف وقتلوا الرجال والنساء والشيوخ والأطفال، وأضرموا النار في البيوت والأكواخ وحظائر الحيوانات. ثم إن قوات الاحتلال الفرنسي قامت في عام 1957م بإذابة أجساد رموز المقاومة الجزائرية وهم أحياء، ومنهم الشيخ العربي التبسي الذي أُذيب جسده في قدر مليء بالزيت المغلي.. ومن صور الجرائم الفرنسية في الجزائر أيضا قتل المرأة الجزائرية مع طفلها الرضيع بعد أن حاول الفرنسيون اغتصابها، وعندما رفضت رُميت مع رضيعها بالرصاص! فـ { قاتلهم الله أنى يؤفكون}، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وفي سلسلة جرائم فرنسا النكراء تأتي جريمتها في إحدى مدن مالي؛ ففي سنة 1899م جمع القائد الفرنسي كل الأمهات والأطفال الرضع وأمر بقتلهن طعنا بالرماح، ثم قام الجيش الفرنسي بنهب الأموال والمواشي والخيول.
ومن مجازر فرنسا في المغرب مذبحة الدار البيضاء، التي حدثت سنة 1907م، وقد جاءت هذه المذبحة ردا على ثورة الأهالي المغاربة ضد الاستعمار الفرنسي، إذ قامت فرنسا آنذاك بتدمير مدينة الدار البيضاء بالكامل، فتحولت من مدينة مزدهرة إلى أنقاض ومدينة للأشباح؛ وبعد الاستيلاء على المدينة تم قتل المتمردين والمدنيين بشكل عشوائي؛ ولقد وصف القبطان الفرنسي (كراسي) في كتابه (اختراق الشاوية) هذه المجزرة بالقول: “إن الدار البيضاء منذ أغسطس 1907م لم تعد مسكونة إلا بالمَوتى”.
ومن جرائم فرنسا الشنعاء جريمتها في تشاد، ففي نوفمبر 1917م قامت القوات الفرنسية في تشاد بدعوة العلماء والمثقفين للاجتماع بهم من أجل التوصل إلى صيغة مشتركة للتفاهم وإدارة شؤون البلاد، وقد استجاب العلماء ومشايخ البلاد لهذه الدعوة، ولكن القوات الفرنسية غدرت بهم شرّ غدرة، ودخلت عليهم بالسواطير، وتم إبادة ما يقرب من 400 عالم من خيرة علماء دولة تشاد! .
وفي الفترة من سنة 1920م حتى 1946م وقعت سوريا تحت الاحتلال الفرنسي، واستمر بذلك 26 سنة، ارتكبت فرنسا خلالها أبشع الجرائم ضد الشعب السوري، من قصف الأحياء والمنازل فوق رؤوس ساكنيها، وقطع رؤوس الثوار، وإعدامهم، واغتصاب النساء، وتهجير السكان من القرى والمدن.
في مدغشقر ارتكبت القوات الفرنسية مذبحة ضد الأبرياء.. كان ذلك في 1947م.
ومن الجرائم التي لا تنتهي في سجل فرنسا المعادي للإنسانية، تلك الإبادة الجماعية التي حدثت في رواندا في عام 1994م، حيث شنت جماعة (الهوتو) التي تمثل الأغلبية في رواندا حملة إبادة جماعية ضد جماعة الأقلية (التوتسي)، فقُتل خلال مئة يوم حوالي 800 ألف شخص، وتعرضت مئات الآلاف من النساء للاغتصاب، وقُضِي على 75% من التوتسي في رواندا!. وقد أشار العديد من التقارير إلى تورطٍ فرنسي في هذه الإبادة الجماعية من خلال تقديم فرنسا الدعم العسكري لجماعة الهوتو، وإرسالها الجنود المرتزقة إلى رواندا للمشاركة في هذه المجزرة البشرية، وكل ذلك كان تحت غطاء دبلوماسي وإعلامي.
والحقيقة أن مجازر فرنسا ضد الإنسانية لم تقتصر فقط على بلدان أفريقيا والبلاد العربية، ولكنها امتدت إلى مناطق أخرى حول العالم، ومن ذلك دعم فرنسا للقوات الصربية لإبادة المسلمين في البوسنة والهرسك في التسعينات، وقد أودت هذه الحروب بحياة 150 ألف قتيل.
أما دولة غايانا، التي تقع في قارة أمريكا الجنوبية، فقد حولتها فرنسا إلى منفى للمعارضين، ومركز لتعذيب العبيد.
وأوضحُ شاهدٍ على جرائمها ضد الإنسانية هو تأسيسها لـ “متحف الإنسان” في عام 1937م، وهو يضم آلاف الجماجم، ويحمل معاني الافتخار بقتل أصحاب هذه الجماجم انتصارا لفرنسا في حروبها ضد شعوب العالم!.
ومن جرائمها المعاصرة ضد المسلمين وضد رسول الإنسانية، إعادة نشرها للرسوم المسيئة لنبي الإسلام ﷺ، وكان ذلك في عام 2020م، وقد اعتبر ماكرون هذا الفعل من باب “حرية التعبير”!.
 وأخيرا، يأتي في سجل إجرامهم ما ينوون فرضه من منع للحجاب في مراكز التعليم الحكومي، ويُقابَل ذلك بدعم من الحكومة الفرنسية؛ ويأتي معه الترويج لكل الأفكار المناوئة للفطرة الإنسانية، ودعمهم الشامل للشذوذ الجنسي والمثلية، وهجومهم على كل مجتمع يرفض وصاية الفرنسيين على عقولهم وعاداتهم وتقاليدهم!.
وما هذا الذي عرضناه إلا غَيض من فيض، وما خفي أعظم.. ففرنسا تمتلك تاريخا أسود من الجرائم ضد الإنسانية؛ وإن التاريخ لا ينسى، ونحن يا فرنسا لن ننسى، وتبقى للتاريخ كلمة.
وهنا نتوقف لنسأل: أيبقى بعد الذي ذكرناه من جرائمهم عربي في الوجود، أو إنسان في هذا العالم ذو ضمير حي، يرى في فرنسا بلدا للإنسانية والديمقراطية والحريات؟!.

1 تعليق

  1. عابرة

    شكرا لك . ولد اختي يعيش في كندا ويدرسونهم شخصية نابليون انه بطل الانسانية… خليته يقرا هالمقال عشان يكشف اكاذيبهم

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

"رأيت أطفالًا محروقين أكثر مما رأيت في حياتي كلها، رأيت أشلاء أطفال ممزقة".. هذه كلمات الدكتور مارك بيرلماتر، طبيب يهودي أمريكي، في شهادته حول العدوان الإسرائيلي على غزة. في مقابلة له على قناة CBS، قدم الدكتور بيرلماتر وصفًا صادمًا لمعاناة أطفال غزة.. الدكتور...

قراءة المزيد
جريمة اسمها التعليم!

جريمة اسمها التعليم!

قالوا قديمًا: "عندما نبني مدرسة، فإننا بذلك نغلق سجنًا".. وذلك لأن المدرسة في رأيهم تنير الفكر، وتغذي العقل، وتقوِّم السلوك؛ وذهب بعضهم إلى قياس تحضر الدول والشعوب بعدد مدارسها وجامعاتها. ومع إيماني الخالص بقيمة العلم وفريضة التعلم، فإنني أقف موقفًا معاديًا تجاه مسألة...

قراءة المزيد
أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو الضلال معضلةً، طرحت الكثير من التساؤلات عن مدى مسؤولية الإنسان نفسه عن ذلك الاختيار في ظل الإيمان بعقيدة القضاء والقدر، وكيف يمكن التوفيق بين مسؤولية الإنسان عن هداه وضلاله، وبين الإرادة والقدرة الإلهية، وما يترتب عليها من...

قراءة المزيد
Loading...