الخلاف بين بايدن ونتنياهو يسبب “غضباً هائلاً” في واشنطن

بواسطة | مايو 21, 2024

بواسطة | مايو 21, 2024

الخلاف بين بايدن ونتنياهو يسبب “غضباً هائلاً” في واشنطن

الولايات المتحدة تخشى من أن أهدافها في غزة – تحرير الرهائن وتقديم المساعدات للفلسطينيين – لا تتماشى مع رغبات رئيس الوزراء الإسرائيلي في البقاء السياسي وغزو رفح

قال مفاوضون مخضرمون إن الخلاف العميق بين الرئيس بايدن وبنيامين نتنياهو بشأن الحرب في غزة تسبب في “غضب هائل” في واشنطن.

عندما طُلب من جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، وصف مستوى الثقة بين مسؤولي واشنطن ونظرائهم الإسرائيليين، حاول التقليل من التوترات من خلال الإصرار على أنه لا تزال هناك “اتصالات جيدة”. ولكن في الأشهر السبعة التي تلت الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، كان هناك انقسام متزايد بين ما يعتبره المسؤولون الأميركيون وأقرب حلفائهم في الشرق الأوسط أهدافاً لحرب إسرائيل اللاحقة في غزة، حيث ينفس الجانبان الآن علناً عن إحباطاتهما.

الأمر الذي لم يعد محل شك أن إدارة بايدن لا تريد التعامل مع الحكومة الإسرائيلية، وأنها لا تفعل ذلك إلا اضطرارًا.. قال آرون ديفيد ميلر، الباحث في شؤون الشرق الأوسط، وكان مفاوضاً في الإدارات الديمقراطية والجمهورية السابقة، وهو الآن زميل بارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، قال إن إدارة بايدن “تتعامل مع حكومة إسرائيلية، ليس لديها حافز حقيقي للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن ينهي الحرب بشكل أساسي، بل لديها في الواقع كل الحوافز في اتجاهات أخرى”.

لقد ألزم بايدن أمريكا بضمان أمن إسرائيل، وعندما هاجمت إيران إسرائيلَ الشهر الماضي بوابل من المسيّرات الانتحارية والصواريخ الباليستية، بدا أن التوترات بين البلدين قد هدأت، ومع ذلك قيل إنه صُدم بشدة عندما قتل الجيش الإسرائيلي عن طريق الخطأ سبعة من عمال الإغاثة من مؤسسة “المطبخ المركزي العالمي” الإنسانية، في الأول من أبريل/ نيسان 2024. وأدى هذا الهجوم إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وهو الطلب الذي تجاهلته إسرائيل جزئيا، وإلى إصدار تحذيرات عامة بشأن الهجوم على مدينة رفح في غزة.

إدارة بايدن حذرت من حمام دم من الضحايا المدنيين إذا حدث غزو بري واسع النطاق لرفح، بينما تصر إسرائيل على أن العملية ستمضي قدما، وأنها ضرورية للعثور على العقول المدبرة لهجمات 7 أكتوبر وقتلهم. وقد دفع هذا الولايات المتحدة إلى وقف شحنة أسلحة إلى إسرائيل الأسبوع الماضي، تتكون من 1800 قنبلة زنة 2000 رطل، و1700 قنبلة زنة 500 رطل.

وفي واشنطن، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن أهداف الإدارة – إطلاق سراح الرهائن الـ 130 الذين تحتجزهم حماس منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وزيادة المساعدات للمدنيين الفلسطينيين- لا تتماشى مع أهداف نتنياهو وحكومته المتشددة؛ فنتنياهو يدرك أن إنهاء الحرب، سواء جاء ذلك بتفكيك حماس وقتل كبار قادتها أم لا، من المرجح أن يعجّل بزواله السياسي.

وقال ميلر إن هذه الهوة تسببت في “غضب هائل” داخل الحكومة الأمريكية، وأضاف: “بايدن في طريق استراتيجي مسدود، لقد كانت الإدارة الأمريكية مترددة في فرض كلفة أو نتيجة واحدة على إسرائيل، لكنها تجد نفسها أمام حكومة يرأسها رجل خلط بين بقائه السياسي وما يعتقد أنه السلوك الصحيح للحرب”.

ومع أن الزعيم الإسرائيلي قد عاد عودة غير متوقعة على رأس الحكومة من قبل، فإنه في عمره المتقدم (74 عاما)، وبعد فشله في منع الهجمات الإرهابية، من المرجح أن تؤدي نهاية الحرب إلى إسدال الستار على حياته المهنية.

وبدا التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وشيكاً يوم الاثنين، عندما قالت حماس إنها وافقت على وقف القتال لمدة ستة أسابيع ستبدأ خلالها إطلاق سراح بعض الرهائن. وقالت إسرائيل – التي وقعت بالفعل- إن نص الاتفاق قد تغير، وفي غضون ساعات شنت عملية في رفح، مع الحرص على عدم تجاوز الخط الأحمر الذي وضعه البيت الأبيض المتمثل في غزو بري واسع النطاق.

ومع ذلك، يعرف كل من الجانبين أنه يحتاج إلى الآخر؛ إسرائيل تحتاج إلى المساعدات العسكرية الأمريكية، وواشنطن تعلم أن إطلاق سراح الرهائن والبدء في إعادة بناء شيء ما من تحت أنقاض غزة، مادياً وسياسياً، سوف يحتاج إلى دعم إسرائيل، وهو الأمر الذي لن يأتي إذا ظلت حماس في مكانها.

المصدر: التايمز
تاريخ النشر: 08/05/2024

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

"رأيت أطفالًا محروقين أكثر مما رأيت في حياتي كلها، رأيت أشلاء أطفال ممزقة".. هذه كلمات الدكتور مارك بيرلماتر، طبيب يهودي أمريكي، في شهادته حول العدوان الإسرائيلي على غزة. في مقابلة له على قناة CBS، قدم الدكتور بيرلماتر وصفًا صادمًا لمعاناة أطفال غزة.. الدكتور...

قراءة المزيد
جريمة اسمها التعليم!

جريمة اسمها التعليم!

قالوا قديمًا: "عندما نبني مدرسة، فإننا بذلك نغلق سجنًا".. وذلك لأن المدرسة في رأيهم تنير الفكر، وتغذي العقل، وتقوِّم السلوك؛ وذهب بعضهم إلى قياس تحضر الدول والشعوب بعدد مدارسها وجامعاتها. ومع إيماني الخالص بقيمة العلم وفريضة التعلم، فإنني أقف موقفًا معاديًا تجاه مسألة...

قراءة المزيد
أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو الضلال معضلةً، طرحت الكثير من التساؤلات عن مدى مسؤولية الإنسان نفسه عن ذلك الاختيار في ظل الإيمان بعقيدة القضاء والقدر، وكيف يمكن التوفيق بين مسؤولية الإنسان عن هداه وضلاله، وبين الإرادة والقدرة الإلهية، وما يترتب عليها من...

قراءة المزيد
Loading...