
الفُسطاط.. العاصمة المصرية الأولى
بقلم: د. جاسم الجزاع
| 12 مايو, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: د. جاسم الجزاع
| 12 مايو, 2024
الفُسطاط.. العاصمة المصرية الأولى
قارئ التاريخ العربي لا يمكنه تجاوز بعض المدن التي لها وقع في النفس، ومنها مدينة «الفسطاط» القديمة، عاصمة مصر الإسلامية الأولى، جوهرة الضفة الشرقية لنهر النيل، وهي التي شهدت العديد من الأحداث التاريخية الهامة على أرضها.
كانت «الفسطاط» أول مدينة عربية بناها المسلمون في مصر والقارة الإفريقية، وكانت مقر الحكومة العربية الجديدة في مصر، وقد بلغت قمة مجدها في القرن الثاني عشر الميلادي؛ وظلت عاصمة لمصر لفترات طويلة وعلى مراحل متقطعة، حتى غزا الفاطميون مصر عام 358هـ/ 969م، وأسس فيها جوهر الصقلي مدينة «القاهرة»، فدخلت الفسطاط في حيز المدينة الجديدة.
كان لابد لعمرو بن العاص بعد أن أتم فتح مصر أن يتخذ لها حاضرة يتركز فيها العرب الفاتحون، وتكون لهم قاعدة لحكم مصر، ومقرًّا لنشر الإسلام ورسالته بين أهلها؛ وكانت «الإسكندرية» حسب المعطيات التي رآها لا تصلح، لأنها تقع على البحر المتوسط الذي يسيطر عليه الروم، وقد يهاجمها الروم عن طريق هذا البحر. لذلك شرع عمرو بن العاص في تأسيس المدينة الجديدة عام 21هـ/ 642م، فاختار المنطقة الواسعة التي تقع شرق نهر النيل، في موضع التقاء الوجهين البحري والقبلي، وكانت هذه المنطقة محاطة بالتلال من الشمال والشرق، والنيل من الغرب، وكان اتصالها بالمدينة المنورة ميسراً و سهلاً.. وسُميت هذه المدينة باسم «الفُسطاط» نسبة إلى فسطاط عمرو بن العاص، أي خيمته.
وقد أقامت القبائل العربية في الأماكن التي حددها عمرو بن العاص لها، وأقاموا الدور والمباني و الخانات، وشيد عمرو بن العاص مسجدًا، وهو ما زال موجودًا حتى الآن، وشيد دارًا له خاصة بجوار هذا المسجد الأثير. وبحكم موقع مدينة الفسطاط على النيل فقد زادت أهميتها التجارية، حيث كانت السفن الآتية من الجنوب إلى الشمال ترسو في مينائها.
وقد تعرضت مدينة الفسطاط لأحداث مؤلمة متوالية أدت في النهاية إلى زوالها نتيجة لتعرضها للخراب والدمار؛ ومنها مطاردة العباسيين لبقايا بني أمية سنة 132هـ وفي ما بعدها، وكذلك تعرضت للتدمير من قِبل «الحاكم بأمر الله» لأن سكان المدينة عارضوا دعوته الفكرية، ونظر من فوق جبل المقطم إلى المدينة وهي تحترق، مثلما فعل «نيرون» أثناء حريق روما، والتاريخ يشبه بعضه بعضاً.. كذلك تعرضت الفسطاط للدمار في أيام الشدة العظمى في عهد الخليفة الفاطمي «المستنصر بالله»، والتي استمرت سبع سنين، ومات بسببها كثير من الناس. واستمر الخراب والدمار في الفسطاط حتى زالت بعض معالمها من الوجود كأنها لم تغن بالأمس .
ومدينة الفسطاط حاليًا تُعرف باسم «حي مصر القديمة»، وهو من أعرق أحياء مدينة القاهرة الكبرى، ويتميز هذا الحي بوجود المناطق الأثرية، مثل جامع عمرو بن العاص، وحصن بابليون، وحفائر مدينة الفسطاط، وغيرها من الآثار التي تحمل عبق التاريخ وحكاياته المصرية، أما شوارع هذا الحي فهي تعج بالحياة العصرية.
وهكذا ازدهرت الفسطاط كعاصمة لمصر على ضفاف النيل، وهي الآن تمثل سجلاً مفتوحًا يروي قصص التاريخ.

أكاديمي كويتي
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق