
المرجفون في المدينة والمعايير المزدوجة
بقلم: أسامة السويسي
| 28 نوفمبر, 2023

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: أسامة السويسي
| 28 نوفمبر, 2023
المرجفون في المدينة والمعايير المزدوجة
حول تطور الرأي العام تجاه القضية الفلسطينية، يستعرض الكاتب تناقضات مواقف المسؤولين الأوروبيين وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي في كشف تضليل الإعلام الغربي. كما يسلط الضوء على قمع الدعم للفلسطينيين على وسائل التواصل والرد العالمي الواسع للقضية.
حول مواقف العالم: الكشف عن وقاحة الصهاينة وتضامن الشعوب مع القضية الفلسطينية
مذيع قناة الجزيرة في لقاء خاص سأل الإسباني جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي: هل ما يرتكبه “الكيان المحتل” في غزة يمكن وصفه بأنه جرائم حرب؟
رد بوريل: لا.. لست محاميا لأقول إنها ترتكب جرائم حرب.
سأله المذيع: وهل ما قامت به المقاومة في السابع من أكتوبر جريمة حرب؟
بوريل رد دون تردد: نعم.. إن ما حدث كان قتلا للمدنيين بشكل واضح من دون أي سبب.
المذيع قاطعه: لكنك توًّا قلت إنك لست محاميا لتقول إن الطرف الآخر يرتكب جرائم حرب.. أليس من حق الفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم؟
بوريل: لا.. ما حصل في هجوم حركة المقاومة الإسلامية كان رعبا وما يحدث في غزة أمر مرعب.. كلاهما أمر مرعب.
هكذا يفكر ويتعامل المسؤول السامي للاتحاد الأوروبي.. ويسألونك عن سر بجاحة ووقاحة الصهاينة، وعدم مراعاتهم القوانين الدولية أو خوفهم من محكمة العدل!. إنهم يرتكبون المجازر متحصنين بمثل هذا الموقف، ناهيك عن مواقف الغرب الأخرى للحكومات في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا التي تقدم كل الدعم للمحتل الغاصب. يحدث هذا بينما نجد في المقابل إجراءات قمع وتضييق على كل الداعمين للقضية الفلسطينية، الذين يطالبون بوقف الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة، ويدعمون حق الشعب الفلسطيني في الحصول على الحرية ومحاسبة الكيان الصهيوني على جرائم الحرب.
وبالفعل تغيرت الصورة والفكرة بين شعوب العالم الغربي تجاه القضية بعد أن انكشف تزوير الإعلام الغربي وتضليله على مر العقود، انكشف ذلك مع الفيديوهات الحية الحقيقة التي تنقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها منصة إكس (X)، التي يبدو صاحبها إيلون ماسك صامدا حتى اللحظة في مواجهة الضغوط الصهيونية، التي منعت عنه إعلانات أكبر الشركات العالمية التي يسيطرون عليها ومن خلالها يتحكمون في المشهد السياسي الغربي وكذلك الإعلام، حتى بقية منصات التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها مجموعة “ميتا” التي تمتلك “فيسبوك” و”انستغرام”، وتضع قيودا شديدة على كل من يدعم فلسطين، بل إنها سمحت بعرض إعلانات تدعو لمحو الفلسطينيين والقضاء عليهم.. ومع كل هذا كشفت الإحصاءات لمظاهرات العالم أن نسبة 95% تؤيد فلسطين، مقابل 5% فقط تدعم المحتل.
لك أن تتخيل عزيزي أن هذا الدعم الدولي لفلسطين يأتي في وقت، كشف فيه بعض المتصهينين العرب بلا خجل عن ميولهم في صف الكيان، ومنهم من أعلنها صراحة دون مواربة.. وكثيرون يدّعون العروبة ارتدوا ثياب النفاق، فكانوا كالمرجفين في المدينة الذين ذكرهم الله عز وجل في القرآن الكريم.. قال تعالى: {لئن لم ينتهِ المنافقون والَّذين في قلوبهم مرضٌ والمُرجِفون في المدينة لنُغريَنَّك بهم} [الأحزاب: 60].
وفي التفسير جاء: لئن لم يكفَّ الذين يضمرون الكفر ويظهرون الإيمان، والذين في قلوبهم شك وريبة، والذين ينشرون الأخبار الكاذبة في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، عن قبائحهم وشرورهم، لنسلِّطنَّك عليهم، ثم لا يسكنون معك فيها إلا زمنًا قليلا، مطرودين من رحمة الله، في أي مكان وُجِدوا فيه أُسِروا وقُتِّلوا تقتيلا ما داموا مقيمين على النفاق ونشر الأخبار الكاذبة بين المسلمين بغرض الفتنة والفساد.
وللأسف، ما أكثر المرجفين هذه الأيام من المنافقين الذين ينشرون الأخبار الكاذبة، ويتعمدون تثبيط الهمم واغتيال المعنويات ونشر الإحباط بكلام، يبدو ظاهره فيه تأييد للمقاومة بينما باطنه فيه تقليل من شأن العمليات العسكرية والسياسية، التي تقوم بها في مواجهة عدو مدعوم من أقوى دول العالم لكنها تظل صامدة؛ وقد شهد العقلاء أن المحتل لم يحقق أي مكسب عسكري ولا هدفًا واحدًا مما أعلنه قبل الحرب على غزة بشأن تفكيك حركة حماس واستعادة الرهائن بقوة السلاح؛ حتى إنه هبط بتلك الأهداف إلى نزع قوة حماس واستعادة الأسرى عن طريق التفاوض والهدنة.. والأمر الوحيد الذي ينجح فيه هو القصف المتوحش، الذي أسقط آلاف المدنيين الأبرياء من الفلسطينيين، وغالبيتهم من الأطفال والنساء.. وهو يدرك جيدا أنه غير مُعرَّض للمحاسبة على تلك الانتهاكات للقوانين والأعراف الدولية بسبب الدعم الأمريكي الكامل.
ولو واجهتَ المُرجف بتلك الحقائق لقال لك: “لكن الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون فادح، وراح بسبب حركة حماس آلاف من الضحايا لا ذنب لهم، وكانوا يعيشون في سلام قبل السابع من أكتوبر”؛ وعبثا ستحاول إقناعه أن حياة الفلسطينين تحت الحصار في غزة والضفة الغربية لا تطاق، بل إنها ليست حياة في الأساس في ظل انتهاكات صارخة من الكيان المحتل على مدار ما يزيد عن سبعة عقود، وأن كل حركات التحرير في العالم قدّمت أثمانا باهظة، لكن هذا لم يقلل من أهمية المقاومة والوقوف بكل بسالة في مواجهة الاحتلال.
بل ومن رابع المستحيلات أن يقتنع بما تحقق من إنجازات، سواء في أنها المرة الأولى التي يسقط لدى العدو ما يزيد عن 2500 قتيل، أو أسر ما يربو على 250، بينهم قيادات كبيرة في جيش الاحتلال، أو أنه للمرة الأولى في التاريخ يتم تجهير ما يزيد عن نصف مليون مستوطن، أو سقوط مقولة الجيش الذي لا يُقهر وإظهار هشاشته وإيقاف تمدد التطبيع، وسقوط ورقة التوت عن الغرب مدعي الإنسانية وحقوق الإنسان، بخلاف إعادة بث روح القضية الفلسطينية في قلوب الأمة وتوحيد الشعوب، وإحياء الأمل في الجيل الذي تم اختراق عقول الغالبية منه بسبب مخططات صهيوينية.
فلا تتعب نفسك في النقاش مع تلك الفئة من المرجفين.. ويكفي أن العالم اكتشف حقيقتهم المخزية.

ناقد رياضي بقناة الكاس
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق