انتصروا وقُضي الأمر
بقلم: جابر بن ناصر المري
| 15 نوفمبر, 2023
مقالات مشابهة
-
يوميات بائع كتب عربي في إسطنبول (4)
نساء يقرأن الروايات وحكايات عن الكتب الأكثر...
-
لينينغراد وغزة: بين جنون العظمة وتطلعات الحرية
هتلر، المنتحر، المندحر والمهزوم، دخل التاريخ...
-
التواضع في القرآن الكريم .. قيمة أخلاقية تقود إلى الرفعة في الدنيا والآخرة
التواضع من القيم الأخلاقية العليا التي يحضّ...
-
إنهم يلعبون بنا (2)
للأسف، لم يبالغ "إدوارد برنايز" حينما أكد أن...
-
مسلسل تحجيم مصر.. عرض مستمر
في سبتمبر/ أيلول عام 2010 تعرضت صحيفة الأهرام...
-
الحلم العربي
تخيل الدول العربية قد اتفقت على تكوين جيش عربي...
مقالات منوعة
بقلم: جابر بن ناصر المري
| 15 نوفمبر, 2023
انتصروا وقُضي الأمر
تعترض آلة القتل الصهيونية طريق الحياة في غزة بقسوة، مستخدمة القنابل والفوسفور الأبيض في هجماتها على مراكز العلاج والمشافي. يتعرض الأطفال والنساء للخطر، ويظل الصهاينة يستهدفون دور العلاج بحجة أنها منصات لإطلاق الصواريخ. يتناول هذا المقال الوضع الراهن في غزة وردود الأفعال المتنوعة، بدءًا من الصمود الفلسطيني إلى الاستنكار العالمي.
عبور الثورة الشعبية في غزة – بين صمود الأشاوس واستنكار الرأي العام العالمي
ما زالت آلة القتل الصهيونية تمطر الفوسفور الأبيض، وكوكتيلا من القنابل والقذائف الحارقة على غزة العِزّة، والأهدافُ المفضلة عندهم هي المشافي والمراكز الصحية، التي قضوا على المئات من نزلائها، وأخرجوا حتى الآن 22 منها من الخدمة، متعللين بأنها منصات لإطلاق الصواريخ، في حين أن معظمها لا يخضع لسلطة حركة حماس، لكونها تتبع لمنظمات خيرية متعددة الجنسيات؛ وها هم عشرات الأطفال الخدج والنساء في شهور الحمل الأخيرة يلفظون الأنفاس الأخيرة، وتصعد أرواحهم الطاهرة إلى بارئها، وتنزل لعنات السماء على تتار القرن الحادي والعشرين.. واستهداف الغزاة لدور العلاج، هي حيلة العاجز الذي يمارس الابتزاز العاطفي: إما ان ترفعوا الرايات البيض أو نهلك مرضاكم بالمئات.
ولكن دون تمكُّن الصهاينة من كسر شوكة فلسطينيي غزة خرط القتاد، فجيش إسرائيل الذي يحتل المرتبة الـ17 في قائمة أقوى جيوش العالم، بميزانية سنوية تناهز 24 مليار دولار- منها 3.8 مليار دولار هدية سنوية من الولايات المتحدة- والذي يفوق عديد أفراده واحتياطييه عديد سكان غزة مجتمعين، والذي حشد 360 ألف جندي لاجتياح غزة لتفريغها من السكان كما هو معلن، هذا الجيش ما زال عاجزا عن كسر شوكة الأشاوس، الذين انبروا للدفاع عن أرضهم التي تعرضت للدنس طويلا، والذين انتزعوا النصر والأمل من فك الانكسار واليأس، بعملية طوفان الأقصى الباسلة، في السابع من أكتوبر المنصرم؛ وهؤلاء الأشاوس ما زالوا قابضين على جمر القضية، وأيديهم على أزندة بنادقهم، يسومون المعتدي الباغي سوء العذاب.
أما الجبهة التي انتصرت فيها حركة حماس كما لم يفعل أي فصيل فلسطيني، بمن فيهم الفصائل التي باعت جوهر القضية في منابر أوسلو ومدريد ابتغاء مرضاة الدول الغربية، فهي جبهة الرأي العام العالمي؛ فمدن أمريكا وأوروبا الكبرى، والعديد من العواصم الأفريقية والآسيوية اشتعلت غضبا، فخرجت جماهيرها هادرة لنصرة حق الشعب الفلسطيني في العيش الكريم على أرض الأجداد، فقد صار العالم مدركا أنه ومنذ أن عرفت البشرية علم الخرائط، كانت هناك فلسطين، وأن الكيان المسمى بإسرائيل طفيل خبيث، زرعته القوى الكبرى بعد الحرب العالمية الثانية على أرض فلسطين فصار فيها سرطانا، وشرع يفتك بالجسم الذي سكن فيه؛ ومن أراد أن يرى كيف تتفاعل شعوب العالم مع حرب إسرائيل على غزة، فليبتعد عن قنوات التضليل الإعلامي من شاكلة (سي إن إن) و(بي بي سي)؛ فتطبيق تك توك على الهواتف فيه عشرات مقاطع الفيديو لجماهير تهدر كالسيول وبكل اللغات مناصَرَة لأهل غزة، واستنكارا للمعتدي العُتُل الزنيم، بينما لم يخرج موكب واحد يبرر بربرية إسرائيل، فوسائل التواصل الاجتماعي حررت الشعوب من إسار الإعلام الحكومي، ومن ثم لم يشترِ أهل بريطانيا ترهات رئيس وزراء بلادهم ريشي سوناك، الذي قلبه على إسرائيل صنيعة بلاده ويرمي حماس بالإرهاب، ولا اشترى الأمريكان خطرفات الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي لا يملك ذرة من الحياء تجعله يميز بين الضحية والجاني.. والرسالة البليغة التي ينبغي أن يضعها أهل غزة في بريد العصابة الحاكمة في تل أبيب هي:
لن تفلت الأفعى وإن حشدت أساطيل الجحيم وحصنت أوكارها
الثورة الشعبية الكبرى تغذت بالدماء
وأضرمت فوق المآذن نارها
والنصر حف بها وباركت الشعوب مسارها
ويل لكم من غضبة الحق الأنوف وثورة الحق الجليلة
ستظل وقفتنا بخط النار رائعة طويلة
سنعلِّم التاريخ ما معنى الصمود وما البطولة
سنذيقكم جرحا بجرح
ودماً بدمٍ
والظلم ليلته قصيرة
ومؤدى الرسالة هو أن قيام وطن فلسطيني حر ومستقل وذي سيادة كاملة على أراضيه، أمر لا مساومة حوله، وإلا فستكون هناك طوفانات كثيرة جارفة، تجعل كل صهيوني يصرخ: أمي أبي أدركاني، فيعود إلى حيث أتى من أوربا وروسيا والولايات المتحدة طلبا للأمان.
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
انصروا المرابطين أو تهيؤوا للموت!
في كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير: عندما هاجم المغول مدينة "بخارى" بقيادة "جنكيز خان"، عجزوا عن اقتحامها.. فكتب "جنكيز خان" لأهل "بخارى" يقول: ﻣﻦ وقف ﻓﻲ صفنا ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ! فانقسم أهل المدينة ﺇﻟﻰ صفين ﺍﺛﻨﻴﻦ: ﺍلصف ﺍﻷﻭل رفض، وأصر على القتال دفاعا عن الدماء، وذودا عن...
يوميات بائع كتب عربي في إسطنبول (4)
نساء يقرأن الروايات وحكايات عن الكتب الأكثر مبيعًا قراء الروايات هم النساء يحكي ماريو بارجاس يوسا، الروائي الحاصل على جائزة نوبل، في مقالة له بعنوان لماذا نقرأ الأدب؟ بترجمة راضي النماصي، عن موقف يتكرر معه دائمًا، إذ يأتيه شخص حينما يكون في معرض كتاب أو مكتبة، ويسأله...
الهجوم الإسرائيلي ضد حزب الله يتسع
آلاف الجنود يتقدمون والحديث عن حرب طويلة عندما دخل جنود من الفرقة 98 الإسرائيلية إلى لبنان في أول غزو للبلاد، منذ ما يقرب من عقدين، وصف المسؤولون الإسرائيليون العملية بأنها «محدودة، محلية ومستهدِفة». لكن خلال الأسبوع الماضي، توسع نطاق الهجوم البري الإسرائيلي ضد حزب...
0 تعليق