
حرب غزة الكاشفة
بقلم: خليل العناني
| 7 أبريل, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: خليل العناني
| 7 أبريل, 2024
حرب غزة الكاشفة
ستة أشهر مرت على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتي راح ضحيتها حتى كتابة هذه السطور أكثر من ٣٣ ألف فلسطيني، وأُصيب ما يقرب من ٧٥ ألف شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء؛ وهي حرب كاشفة وفاضحة على مستويات عدة، أولها المستوى الإسرائيلي سواء عسكريا أم سياسياً أم أخلاقيا.
لقد فضحت الحرب الاحتلالَ عسكرياً، فبالرغم من مرور نصف عام على بدء هذه الحرب، لم تنجح إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها التي أعلنتها، لا في القضاء على حركة حماس، التي لا تزال حتى الآن صامدة وقادرة على إيلام الكيان المحتل بعمليات نوعية ضد جنوده ودباباته ومدرعاته، ولا في استعادة الرهائن عبر عملية عسكرية.. صحيح أن إسرائيل دمّرت مباني ومدارس ومشافي ومساجد القطاع بشكل شبه كامل، لكنها لم تنجح في تدمير نفسية المقاوم الفلسطيني الذي لا يزال مرابطاً في ثغره يدافع عن أرضه ووطنه وكرامته؛ وإن الدعم العسكري اللامحدود، الذي تتلقاه تل أبيب من واشنطن، قد انكسر ولا يزال على صخرة المقاومة الفلسطينية. وباعتراف رئيس الاستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هاينز، فإن إسرائيل لم تنجح سوى في القضاء على ثلث القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
أما سياسياً، فقد كشفت حرب غزة عن حالة التخبط السياسي التي تمر بها إسرائيل، وهي التي تتصارع نخبها بشكل لم يحدث من قبل في ظل انقسامات عميقة، سواء في معسكر السلطة أم مع المعارضة، ناهيك عن حالة التخبط والفوضى التي تضرب الشارع الإسرائيلي، والانقسام حول مسألة الحرب واستعادة الرهائن، التي وصلت إلى أن يقوم أحد مؤيدي مجرم الحرب بنيامين نتانياهو بدهس خمسة متظاهرين يطالبون بوقف الحرب وعقد صفقة الرهائن. ولأول مرة تمر إسرائيل بمثل هذه الانقسامات السياسية والأيديولوجية والمجتمعية منذ نشأتها قبل أكثر من سبعة عقود، وكل ذلك نتيجة للحرب الحالية على قطاع غزة.
وأخلاقيا، فقد انكشفت إسرائيل بشكل غير مسبوق، وتعرّت حقيقتها الإجرامية والعنصرية على مستوى العالم، بعد جرائم الحرب التي ارتكبتها في قطاع غزة طيلة الأشهر الستة الماضية؛ ولعل حادثة مقتل سبعة من عمال “المطبخ المركزي العالمي” قد أسقطت ورقة التوت عن جرائم إسرائيل في حق المدنيين.. صحيح أن هذه الحادثة قد كشفت نفاق وازدواجية الغرب الذي انتفض لمقتل سبعة أشخاص، ولم تحركه مشاهد القتل المروّعة للخدّج والأطفال والنساء والشيوخ من الفلسطينيين، إلا أنها كشفت للعالم حقيقة الجيش الصهيوني الذي يقتل المدنيين بشكل ممنهج ومستمر بغض النظر عن جنسياتهم وخلفياتهم، وهي جريمة حرب جديدة تضاف إلى بقية جرائم هذا الجيش؛ ناهيك عن حرب التجويع والحصار التي تفرضها إسرائيل على سكان القطاع منذ أشهر، وذلك من أجل دفعهم باتجاه التهجير القسري. ولذلك سقط الكثير من المقولات الأخلاقية التي كانت إسرائيل تتستر خلفها من أجل إخفاء وجهها القبيح.
كذلك فضحت حرب غزة الغرب، خاصة الولايات المتحدة التي مارست – ولا تزال- كل أنواع الإجرام والتضليل والكذب في تبرير هذه الحرب، ومحاولة تسويقها للعالم باعتبارها “دفاعاً عن النفس”، وقد وصل الأمر إلى أن تقف أميركا وحيدة معزولة أمام العالم في مجلس الأمن من أجل الدفاع عن جرائم نتانياهو في حق الفلسطينيين؛ وكذلك استخدام حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات في مجلس الأمن من أجل منع صدور قرار يطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.. كما كشفت أن كل خطابات أميركا حول حقوق الإنسان هي فقط مجرد قشرة خارجية، تخفي تحتها الوجه القبيح للساسة الأميركيين الذين يموّلون ويدعمون الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
أيضا، فضحت الحرب على غزة حالة الضعف والوهن العربي الشديدة بشكل لم يحدث من قبل في أية جولة من جولات الصراع بين إسرائيل والعرب أو الفلسطينيين؛ وأوضحت بما لا يدع مجالا للشك أن هناك حكومات وأنظمة عربية شريكة ومتواطئة في حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، سواء من خلال المشاركة في الحصار أم في دعم الاحتلال الإسرائيلي ماليا واقتصاديا واستخباراتيا. ووصل الأمر ببعض الحكومات العربية إلى أن تقوم باعتقال من يتضامن أو يتعاطف مع الفلسطينيين، وهو أمر لم يكن لأكثر المتشائمين أن يتوقعوه، ويكشف حجم التحول في الموقف الرسمي العربي من قضية فلسطين.
وهكذا أسقطت الحرب على غزة كافة الأقنعة التي كانت تتستر خلفها إسرائيل ومعها حلفاؤها، سواء أميركا أو مَن يساندها مِن العرب؛ وأصبح واضحاً أن الفلسطينيين لا يحاربون إسرائيل فقط، وإنما أيضا من يقف معها ويدعمها، سواء أكانوا عربا أم عجماً.

أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق