حساسية تجاه قطر أم ولاء لأمريكا؟
بقلم: نديم شنر
| 1 مايو, 2023
مقالات مشابهة
-
ذلك يوم عزَّ فيه العرب
" ذلك يوم عز فيه العرب".. هكذا جاءت في المرويات...
-
العلم النافع: أساس التدبّر والتمكين
-
لم يخترع محمد علي الذرة!
أزمة الفنان، والمقاول، محمد علي، مرتبطة بمحنة...
-
الوثنيّة وأسبابُها.. بين يدي ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلّم
إلى جانب الجاهليّة التي كانت تمثّل الصّنميّة...
-
دولة تسير إلى حتفها!
عندما يريد الله تعالى أن يهلك الباطل ينصّب عليه...
-
وزارة الحقيقة.. حكاية رواية «1984»
قبل حلول كريسماس عام 1936 بأيام قليلة، دخل صحفي...
مقالات منوعة
بقلم: نديم شنر
| 1 مايو, 2023
حساسية تجاه قطر أم ولاء لأمريكا؟
قام مصنع منصات ناقلات الدبابات في سكاريا بتسليم دبابة “ألتاي” إلى القوات المسلحة التركية، خلال الحفل المهم الذي أقامه المصنع الأسبوع الماضي. وهكذا، فإن التعاون مع تركيا وقطر قد أنتج ثمرة أخرى الأسبوع الماضي.
ولطالما كان مصنع منصات ناقلات الدبابات على جدول أعمال زعيم المعارضة الرئيس “كمال كليجدار أوغلو”؛ حيث كذب كيليتشدار أوغلو بادعائه أن مصنع مسار الدبابات تم بيعه إلى قطر، التي تبلغ حصتها فيه 49 في المائة، واتهم المصنع بالخيانة؛ إلا أن الحقيقة واضحة، فالدبابة “ألتاي” أنتجها مصنع منصة ناقلات الدبابات، وتم تسليمها إلى القوات المسلحة التركية.
فهل يُعتبَر انتقاد كمال كليجدار أوغلو لهذا المصنع “حساسية ضد قطر” أم جزءا من خطة أكبر؟.
وقد رأينا طبيعة هدفه من خلال بيانٍ أدلى به قبل بضعة أيام.
بمجرد تولي إدارة إمام أوغلو وأعضاء حزب الشعب الجمهوري مناصبهم، بدأوا في استهداف مؤسسة فريق التكنولوجيا في تركيا، التي تنتمي إلى عائلة “بيرقدار”، والتي توفر تدريبا مجانيا على الروبوتات؛ وتم اتهام المؤسسة بتلقي المال من البلديات
الهدف هو شركة “بايكار”
بدأ كيليتشدار أوغلو في استهداف هالوك وسلجوق بيرقدار بشكل مباشر، وهما شريكا شركة بايكار التركية، التي تنتج الطائرات بدون طيار، المحلية والوطنية منها، إضافة إلى تلك التي ساعدت في نصر أذربيجان في حرب كاراباخ.
لم تكن هذه هي المرة الأولى، التي يستهدف فيها أعضاء حزب الشعب الجمهوري عائلة بيرقدار والطائرات بدون طيار؛ فقد كذب النائب عن حزب الشعب الجمهوري “سيزجين تانريكولو” بالقول إن الطائرات بدون طيار، المستخدمة ضد إرهابيي حزب العمال الكردستاني، قتلت القرويين الذين كانوا يقومون بنزهات.
وفي سنة 2019 تحولت بلدية اسطنبول، بعد الانتخابات المحلية التي أُجرِيت في تلك السنة، من حكم حزب العدالة والتنمية إلى حكم حزب الشعب الجمهوري، وكان رئيس البلدية “أكرم إمام أوغلو” من حزب الشعب الجمهوري. وبمجرد تولي إدارة إمام أوغلو وأعضاء حزب الشعب الجمهوري مناصبهم، بدأوا في استهداف مؤسسة فريق التكنولوجيا في تركيا، التي تنتمي إلى عائلة “بيرقدار”، والتي توفر تدريبا مجانيا على الروبوتات؛ وتم اتهام المؤسسة بتلقي المال من البلديات، رغم أن عائلة بيرقدار مولت عمل المؤسسة من خلال إعطاء المال من جيوبها.
وبما أن سلجوق بيرقدار متزوج من ابنة الرئيس أردوغان، بدأوا في تشويه سمعته بعبارات مثل “العريس”، “الطائرات بدون طيار الخاصة بالعريس” مشيرين إلى وجود واسطة. وصحيح أن سلجوق بيرقدار متزوج من ابنة الرئيس أردوغان، لكن سر نجاح شركة “بايكار” مخفي في العمل الصبور لوالده “أوزديمير بيرقدار”، الذي بدأ منذ سنوات.
إذا تم بيع الصناعات الدفاعية للقطاع الخاص، فهذا أيضا خطر كبير على تركيا؛ فهنالك احتمال أن يبيع المصنع للأمريكيين
ماذا لو باع الشركة؟
وعلى الرغم من هذه الحقائق، فإن حرب أعضاء حزب الشعب الجمهوري مع بيرقدار لم تنته أبدا. فقبل أسبوعين، استهدف المرشح الرئاسي كمال كليتشدار أوغلو بيرقدار مرة أخرى بالكلمات التالية:
“إذا تم بيع الصناعات الدفاعية للقطاع الخاص، فهذا أيضا خطر كبير على تركيا؛ فهنالك احتمال أن يبيع المصنع للأمريكيين، أو يعطيها للقطريين كما أعطيناهم مسارات الدبابات. وفي جميع الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية في العالم، يجب على صناعة الدفاع أن تسير جنبا إلى جنب مع الدولة”.
وبعدها أعلنت عائلة بيرقدار أنها لا تنوي بيع الشركة لأي شخص، وأوضحت أنه في صناعة الدفاع، لا يتم بيع أي منتج، إلا بعد حصول عملية البيع على إذن الحكومة، ناهيك عن بيع شركة.
ولكن، على الرغم من هذه الحقيقة، لم يتردد كيليتشدار أوغلو في تقديم معلومات مضللة، مفادها أنه يمكنهم بيع الشركة للأجانب.
استهداف المهرجان
في الأسبوع الماضي، استهدف كيليتشدار أوغلو مهرجانَ الطيران والفضاء والتكنولوجيا، الذي نظمته عائلة بيرقدار، التي تنتج مركبات جوية بدون طيار محلية ووطنية، دون أي حوافز ومساعدة مالية من الدولة حتى الآن؛ وتُصدِّر ما قيمته 2 مليار دولار سنويا، وهذا يضيف قوة كبيرة لصناعة الدفاع التركية.
وفي مساء اليوم الذي كان من المقرر أن يبدأ فيه المهرجان في مطار أتاتورك؛ شارك كيليتشدار أوغلو، المرشح الرئاسي لتحالف الأمة ورئيس حزب الشعب الجمهوري، مقطع فيديو على حسابه على تويتر، وقال إنه إذا وصل إلى السلطة، فسوف يعطي مطار أتاتورك لشركة أمريكية، فيها اثنان من الأتراك، شريكين في دراسات الفضاء والطيران.
وتمت مشاركة الفيديو، الذي يحمل عنوان “أحد أكبر المشاريع في حياتي” وأعلن أنه إذا وصل مع أنصاره إلى السلطة، فسوف يحولون مطار أتاتورك إلى مركز لمشاريع الطيران والفضاء. وفي الفيديو أعلن كليتشدار أوغلو، أنه من أجل إنشاء وتطوير المركز، سيتم العمل مع “إرين أوزمن” و”فاتح أوزمن”، الذين تُعرف إنجازاتهما في جميع أنحاء العالم، وهما صاحبا شركة سييرا نيفادا في أمريكا.
وطلب من الشباب أن يقوموا بالبحث عن أصحاب الشركة في جوجل، وشبههم بالحجارة الكريمة.
تعمل شركة سييرا نيفادا أيضا مع وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، وتزود وكالة المخابرات المركزية بخدمات الاستخبارات الإلكترونية والمراقبة والاستطلاع.
علاقة المخابرات الأمريكية
وبعد هذا التصريح بدأ الجميع بالبحث عن عائلة أوزمن وشركة سييرا نيفادا، وأثناء البحث رأوا اسم (وكالة المخابرات المركزية الأمريكية) أمامهم.
وفقا لجوجل، اشترت إرين أوزمن وزوجها فاتح أوزمن شركة سييرا نيفادا في عام 1994، وحولوها إلى شركة دولية حديثة في مجال الطيران والفضاء والإلكترونيات.
وتحت إدارة عائلة أوزمن نمت الشركة، وتحولت من شركة صغيرة تضم 20 شخصا إلى منظمة عالمية بقيمة مليار دولار، تعمل في 4 دول مختلفة و 18 ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية مع أكثر من 3 آلاف موظف.
وتعمل شركة سييرا نيفادا أيضا مع وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، وتزود وكالة المخابرات المركزية بخدمات الاستخبارات الإلكترونية والمراقبة والاستطلاع.
فصور الطائرة الخاصة من نوع دورنير التابعة لشركة سييرا نيفادا، المملوكة لإرين أوزمن، برقم التصنيع N3097، والتي تحمل أفراد القوات الخاصة الأمريكية في ليبيا وسوريا، تم عرضها سابقا على الجمهور.
بالإضافة إلى ذلك، تم الكشف عن أن عائلة أوزمن تلقت مؤخراً مناقصة جديدة بقيمة 410 ملايين دولار من الولاية الأمريكية؛ وحتى الآن، تلقوا 15.3 مليار دولار في المناقصات.
كل هذا يكشف أن كمال كليتشدار أوغلو يعارض في الواقع تطوير صناعة الدفاع التركية، تماما مثل الإدارة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي.
النتيجة
من المثير للاهتمام أن كمال كليتشدار أوغلو، الذي يشعر بالقلق، من أن عائلة بيرقدار ستبيع شركته للأمريكيين، ليس قلقا بشأن فتح مطار أتاتورك لشركة أمريكية تتعامل مع وكالة المخابرات المركزية.
كل هذا يكشف أن كمال كليتشدار أوغلو يعارض في الواقع تطوير صناعة الدفاع التركية، تماما مثل الإدارة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي.
يمكننا أن نتفهم عدم ارتياح الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لوجود صناعة دفاعية قوية.. لكن، لماذا يشعر كيليتشدار أوغلو بالقلق من تقوية صناعة الدفاع؟!.
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
لا تتركوا جبل المحامل وحده في الطوفان
كثيرًا ما أمعنت النظر صغيرًا في لوحة زيتية كانت تزين صالون بيت جدي، تتوسطها صورة رجل طاعن في السن والتعب، يحمل القدس على ظهره مربوطة بحبل الشقاء على جبينه ويمشي حافيًا في صحراء من الرفاق. وكبيرًا عرفت أنها لوحة "جبل المحامل" للفنان سليمان منصور، وهي ترمز إلى الشعب...
ذلك يوم عزَّ فيه العرب
" ذلك يوم عز فيه العرب".. هكذا جاءت في المرويات عن النبي الأكرم ﷺ مقولته، عندما ذُكرت أمامه معركة ذي قار التي قادها العرب في جاهليتهم ضد القوات الساسانية الفارسية، وكان النصر فيها من نصيب العرب. وكأن النبي الأعظم يشير- والله أعلم- إلى مفهوم السيادة والحرية لدى العرب،...
0 تعليق