عصابة “النتن ياهو” الإجرامية

بواسطة | فبراير 15, 2024

بواسطة | فبراير 15, 2024

عصابة “النتن ياهو” الإجرامية

أهداف فاشلة.. وتعنت عجيب

تناول المقال القمع الإسرائيلي ورفض نتنياهو للهدنة في غزة، مع تجاهله لمعاناة الأسرى والمدنيين. حيث يسلط الضوء على الجرائم الحربية واستمرار الحرب الإجرامية، مشيرًا إلى فشل الولايات المتحدة في التوسط، وضرورة تصدي العالم لتلك الانتهاكات ضد حقوق الإنسان.

القمع الصهيوني وتدمير آمال الهدنة في غزة

لا أتعجب مطلقا لرفض رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو كل الجهود للتوصل إلى هدنة، وإيقاف إطلاق النار في حرب الإبادة التي يشنها على الشعب الفلسطيني في غزة.

وكلنا يعلم أن زعيم العصابة الصهيونية يدرك جيدا، أنه في اليوم الذي ستتوقف فيه آلة التدمير الحربية سيجد نفسه معرضا للمحاكمة بتهم فساد عدة داخل الكيان الصهيوني، ولهذا يسعى دائما لاستمرار تلك الحرب لآخر نفس، حتى إن دخلت شهرها الخامس دون أن تحقق أيًّا من تلك الأهداف التي أعلنها بنفسه.

ولا يخشى “النتن ياهو” أية عواقب لتلك الحرب الإجرامية في ظل تأكده من عدم المحاسبة، وهو في الوقت ذاته لا يضع في حساباته عودة الأسرى من قواته، الذين أُسروا في عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.

فمن لم ينجح في تحقيق هدف واحد من خططة في تلك الحرب على مدى ما يزيد عن أربعة أشهر لا تعنيه حياة أسراه، وهو الذي فشل في تحرير أي واحد منهم، رغم التجهيزات غير المسبوقة التي تمتلكها قواته، ودعمها بأحدث أجهزة التجسس من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، وهو لم يحقق أي من الهدفين المعلنين للحرب، فلم يستعد أسيرا واحدا، وكل المحاولات السابقة في هذا الاتجاه باءت بالفشل الذريع، حتى أن جنوده قتلوا أسراهم بالخطأ، ويدرك جيدا هو وقادة جيش الاحتلال أنه لن يتمكن من تحريرهم إلا وهم جثث هامدة، خصوصا في ظل ثبات وصمود المقاومة رغم أن الحرب غير متكافئة، بين جيش مدجج بأحدث الأسلحة وأكثرها تطورا، ومقاومة صنعت سلاحها بنفسها لكنها تمتلك العقيدة والإيمان بحق الدفاع عن الأرض المسلوبة، وفي مواجهة كيان محتل غاصب؛ ولم يفلح جيش الاحتلال رغم كل ذلك في النيل من صلابة المقاومة الباسلة، التي توجه له الضربات العسكرية على مدار الساعة، ويدفع أثمانا باهظة لاستمرار وجود قواته في قطاع غزة.

الانتصار المزعوم الذي يدعيه “النتن ياهو” هو استمرار حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وتدمير الحجر والشجر والبشر من الأبرياء المدنيين والأطفال والنساء، والتنكيل بمن يقبض عليهم؛ وهو لا يتوقف عند هذا، فقد ارتكب كل جرائم الحرب التي وصفتها محكمة العدل الدولية بجريمة الإبادة الجماعية.

تابعتُ تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الأسرى، وكنتُ على يقين تام أن “النتن ياهو” وعصابته لن يقبلوا ولن يوافقوا، حتى وإن قام وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن (اليهودي) بجولة مكوكية في الشرق الأوسط، وعبَّر عن تفاؤله باقتراب نجاح المفاوضات؛ فقد تعلمنا منذ طوفان الأقصى أن الجانب الأمريكي ليس أكثر من شريك في الحرب، وكل تصريحات الحكومة الأمريكية يحدث عكسها.. لقد فُضح كذب الرواية الأمريكية التي سقطت عنها ورقة التوت، واكتشف العالم حقيقة من تدعي الدفاع عن الديمقراطية، وتنادي بحقوق الإنسان وغيرها من الشعارات الزائفة، التي أثبتت أنها تمارس نقيضها من خلال المشاركة في مجلس الحرب الإسرائيلي ودعمه ماليا وعسكريا وحمايته في المنظمات الدولية، وانجرارها رسميا لحرب موسعة في الشرق الأوسط للدفاع عن طفلها المدلل.

ومازلت عند رأيي أن المعادلة ستختلف إن أظهر الأشقاء العرب وجها مختلفا أمام أمريكا والغرب، حتى وإن خرج تصريح واحد من جامعة الدول العربية بالنية لتشكيل جيش عربي موحد.. تخيلوا فقط ما سيحدث.

وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم انصر الأشقاء في فلسطين واحفظ أهل غزة بعينك التي لا تنام.

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

"رأيت أطفالًا محروقين أكثر مما رأيت في حياتي كلها، رأيت أشلاء أطفال ممزقة".. هذه كلمات الدكتور مارك بيرلماتر، طبيب يهودي أمريكي، في شهادته حول العدوان الإسرائيلي على غزة. في مقابلة له على قناة CBS، قدم الدكتور بيرلماتر وصفًا صادمًا لمعاناة أطفال غزة.. الدكتور...

قراءة المزيد
جريمة اسمها التعليم!

جريمة اسمها التعليم!

قالوا قديمًا: "عندما نبني مدرسة، فإننا بذلك نغلق سجنًا".. وذلك لأن المدرسة في رأيهم تنير الفكر، وتغذي العقل، وتقوِّم السلوك؛ وذهب بعضهم إلى قياس تحضر الدول والشعوب بعدد مدارسها وجامعاتها. ومع إيماني الخالص بقيمة العلم وفريضة التعلم، فإنني أقف موقفًا معاديًا تجاه مسألة...

قراءة المزيد
أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو الضلال معضلةً، طرحت الكثير من التساؤلات عن مدى مسؤولية الإنسان نفسه عن ذلك الاختيار في ظل الإيمان بعقيدة القضاء والقدر، وكيف يمكن التوفيق بين مسؤولية الإنسان عن هداه وضلاله، وبين الإرادة والقدرة الإلهية، وما يترتب عليها من...

قراءة المزيد
Loading...