هل يفعلها قادة الأمة ويعقدون قمة طارئة في غزة؟!
بقلم: شريف عبدالغني
| 23 نوفمبر, 2023
مقالات مشابهة
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
مقالات منوعة
بقلم: شريف عبدالغني
| 23 نوفمبر, 2023
هل يفعلها قادة الأمة ويعقدون قمة طارئة في غزة؟!
دعوة إلى قمة إنسانية في غزة تحت سماء العرب والإسلام. المقال يطالب قادة الأمة بالتوحد لكسر حاجز الصمت ووقف المجازر، مقترحًا تحديد موعد لقمة عربية إسلامية في غزة للتصدي للأزمة الإنسانية والتصدي للاعتداءات الإسرائيلية.
دعوة للقمة الإنسانية: قادة العرب والإسلام يتحدون الحصار ويزورون غزة
1- نداء لكسر الحصار
حسنًا فعل أسيادنا وتيجان رؤوسنا الذين في قصور السُّلطة العربية والإسلامية، حينما شددوا في البيان الختامي لقمة الرياض مؤخرًا على “ضرورة كسر الحصار عن غزة، وإلزام دخول قوافل المساعدات فورًا”.
وحسنًا يفعل كثير من هؤلاء القادة، باتصالاتهم مع نظرائهم في عواصم القرار العالمي الكبرى، لمحاولة وقف عرض المجازر المروّع تجاه الشعب الفلسطيني في القطاع، والمستمر منذ أكثر من شهر ونصف.
2- الحل السحري
لكن.. أصحاب هذه الجهود المحمودة، من الحكام والمسؤولين، يدركون قبل غيرهم أن صواريخ وقنابل وكل أسلحة الفتك الصهيونية، هي أسرع في الوصول إلى رؤوس أهلنا في غزة من أصوات محركات طائراتهم، التي تنقلهم إلى هذه العاصمة أو تلك بحثًا عن مسؤول دولي عاقل، يستطيع إرغام نتنياهو ومجلس حربه و”جيش دفاعه” على وقف هذا الجنون، الذي يصرّ ويؤكّد المذكور على استئنافه بعد هدنة الأيام الأربعة، التي تم الإعلان عن التوصل إليها صباح الأربعاء 22 نوفمبر، بعد جهود كبيرة ومُقدَّرة للدبلوماسيَّة القطرية مع القاهرة وواشنطن، وسط أمنيات شعبية عربية بالبناء عليها لحماية ما تبقّى من غزَّة.
لا شكَّ أن مسؤولي الأمة على يقين أنه في مدة المكالمة الهاتفية ذاتها، التي يستعرضون فيها، بعضهم مع بعض، “الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة”، وفق التعبير الأثير للبيانات الرسمية عن هذه الاتصالات، يسقط عشرات الشهداء والجرحى تحت وابل القصف الدموي المتواصل.
ثم.. قبل هذا وبعده، إن قَصر الجهود على هذا الاتجاه، وبذل الغالي والنفيس في التحايل والحصول على الدعم الغربي لإدخال بعض المساعدات إلى القطاع، تكون نتيجته وبوضوح على أرض الواقع استمرار “نتنياهو وجيش دفاعه” في حرب الإبادة ضد غزة وما فيها من بشر وحجر، بينما نقوم نحن بإرسال ما يسد رمق باقي الأحياء، حتى يأخذوا دورهم لاحقًا في طابور القتل، والمحظوظ منهم من يجد من يدفنه، بدلًا من ترك جثته لكلاب الشوارع تنهشها!
3- درس من الفاتيكان
إذن ما الحل؟
الحل عند البابا فرنسيس! كان الرجل في قمة “الدهاء السياسي” حينما زار مدينة الموصل العراقية في مارس 2021؛ لقد أراد بابا الفاتيكان أن يوجّه رسالة واضحة إلى العالم بشأن ما فعله تنظيم داعش بحق مسيحيي الموصل، حيث لم يتبقَّ منهم في المدينة سوى بضع عشرات من الأسر.. اختار الحبر الأعظم أن يكون مؤتمره الذي تنقله كل الكاميرات إلى كل المعمورة، أمام ركام كنيسة أثرية مدمَّرة، وسط المدينة التي كانت معقلًا للتنظيم، وقال أثناء إشرافه على صلاة على أرواح ضحايا الحرب من أمام الركام، إن “التناقص المأساوي في أعداد تلاميذ المسيح، هنا وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط، إنما هو ضرر جسيم لا يمكن تقديره”.
4- تحدي القمة
بالتالي..
يا قادتنا وسادتنا، ومصدر عزّنا وفخرنا.. لماذا لا تنظرون في هذا الحل السحري، لتكرروا ما فعله البابا؟
أمامكم غزة.. ما الذي يمنع من الدعوة لعقد قمة عربية إسلامية طارئة فيها، برئاسة “أبومازن”؟ هل سيكون هناك مكان أفضل لنقل الصورة واضحة للعالم أكثر من الأرض المحروقة نفسها؟ هل سيكون هناك وسيلة ناجعة أكثر من انتقال سادتنا صفًا واحدًا إلى القطاع من معبر رفح لوقف الحرب، ودعوة كبار رجالات الدنيا إلى مشاركتهم الحوار في وضع حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، كما يقولون دائمًا في ختام اجتماعاتهم من يوم ما تفتحت عيوننا على الدنيا؟!
المكان مثالي، لن تتعبوا مثل البابا الذي ظل يبحث عن مكان لعقد مؤتمره، إن الخراب في غزة على مدِّ الشَّوْف، أينما تولوا وجوههم تجدوا الدمار! بيوت.. مدارس.. مستشفيات.. دور عبادة، أينما تحلّوا تشاهدوا بأم عيونكم جثث الأطفال والنساء والشيوخ. لن يجد “أبومازن” أي غضاضة في أن يفتتح المؤتمر مستعينًا بمقولة مستمدة من عبارة البابا في الموصل: “إن التناقص المأساوي في أعداد الفلسطينيين، هنا وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط، إنما هو ضرر جسيم لا يمكن تقديره!”.
5- الرسالة المؤثرة
لا أنا ولا أي عاقل سيطلب منكم “إعلان حرب”، ولن نحمّلكم فوق طاقتكم، بل سنحمل معكم شعارًا للقمة “إذا دنا السلم يا نتنياهو دنونا.. وإذا دنت الحرب ما تلاقينا”.. فقط نطلب منكم موقفًا ملموسًا لوجه الله، يستجيب لنداء الإنسانية.
لنتخيل.. لو فعلها القادة وعقدوا قمتهم أمام مستشفى الشفاء، وعرضوا في قمتهم على الشاشة الرئيسة صور الملائكة “الأطفال الخدج”، الذين تم إخراجهم من الحضانات لتوقف الخدمة.
لنتخيل.. رد فعل الشارع العربي على هذه القمة من المحيط الذي كان ثائرًا إلى الخليج الذي كان هادرًا.
لنتخيل.. كم الشعبية التي سيجنيها القادة جميعهم لو توجهوا إلى غزة.
أظن – وليس كل الظن إثمًا- أن أي حاكم سيحضر هذه القمة، وبينه وبين شعبه أو قطاع منه سوء تفاهم أو تذمر أو نتفة معارضة، فإن كل الجراح ستطيب، وسيعود من غزة سيدًا وقائدًا تاريخيًّا بحق، وليس كما يصوّر له إعلامه البائس وجوقة هتيفته البلهاء.
6- فعلوا كما فعله الأمير قطر
أيها السادة تيجان رؤوسنا.. لا تخشوا على حياتكم أبدًا لو عقدتم هذه القمة بدون أي تأمين، أهالي القطاع رغم كل مآسيهم سيحمونكم برموش عيونهم، فأنتم رُسل العناية الإلهية لإنقاذهم من مسلسل المذابح، وإعادتهم إلى الحياة.
“نتنياهو وجيش دفاعه” لن يستطيعا منع قمتكم، لن يتجرأا على قصف اجتماعكم، حتى لو أصابكم صاروخ مثل الذي سقط على المستشفى المعمداني، أو قذيفة كتلك التي طالت المستشفى الإندونيسي أو غيرها من المشافي، فسيخلدكم التاريخ بين صفحاته.
صفحات التاريخ، التي لا تعترف – وأنتم سادة العارفين- سوى بأصحاب “الأفعال الاستثنائية”؛ وهي لا تذكر من يعيشون حياتهم في منطقة الظل البعيدة، ويتخذون قراراتهم ممسكين العصا من المنتصف.
لقد فعلها من قبل حاكم واحد زار غزة منفردًا، هو أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة، في أكتوبر 2012، وكانت أول زيارة من نوعها يقوم بها مسؤول عربي على هذا المستوى إلى القطاع، بعد سنوات من الحصار الإسرائيلي؛ ولم تكن هذه الزيارة هي الوحيدة للأمير إلى القطاع، إذ زاره أيضا قبل ذلك التاريخ بأكثر من 13 عامًا، ووُصفت تلك الزيارة بأنها تاريخية، إذ كان وقتها أول زعيم خليجي يزور فلسطين منذ عام 1967.
7- حلم للتغيير
نحلم بأن يتخذ قادة الأمة ومسؤولوها “القرار التاريخي” ويتوجهوا إلى غزة مجتمعين، لا أن يفعلوا مثل ذلك المسؤول الذي يتسمّر مساء كل يوم أمام الشاشات ليشاهد بكل أسى مسلسل قتل أهل فلسطين، وهو يمصمص شفتيه من هول ما يرى، وبعدها ينتفض ويقول :”مش هاسكت.. لازم أتحرك.. لازم أعمل حاجة”.. ثم يكمل وهو يتثاءب: “لازم أقفل التلفزيون.. وأنااااااام”!!.
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي وخالد في تاريخ سوريا والمنطقة كلها؛ فالحدث فيه كبير جداً، وأشبه بزلزال شديد لن تتوقف تداعياته عند حدود القطر السوري، لعمق الحدث وضخامته ودلالته، وهو الذي يمثل خلاصة نضال وكفاح الأخوة السوريين على مدى ما يقرب من نصف قرن ضد...
0 تعليق