
لا أشعر أني مخطئ ..
بقلم: إبراهيم عبد المجيد
| 16 أبريل, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: إبراهيم عبد المجيد
| 16 أبريل, 2024
لا أشعر أني مخطئ ..
في ليل السبت إلى الأحد الماضي حدث هجوم واسع لم يحدث من قبل، بطائرات مسيَّرة وصواريخ من إيران على إسرائيل، ردا على الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق منذ حوالي أسبوعين .
عرفت بالهجوم الإيراني من صفحات السوشيال ميديا وخاصة الإكس (أو تويتر)، وجدت نفسي أتابع بشغف ما يقال لمدة ساعتين قبل أن أنتقل إلى شاشة قناة الجزيرة لأتابع الأمر بكل جوانبه.. ظهرت على السوشيال ميديا آراء كثيرة تعتبر ما فعلته إيران تمثيلية ستنتهي إلى لا شيء، وخاصة أن إيران نفسها كانت قد أعلنت أنها أخبرت أميركا بأنها ستقوم بالرد، وأنها ستكتفي به ولن تعود إليه إلا إذا قامت إسرائيل بالرد عليها.. كذلك لم يثق الكثيرون بإيران بسبب تدخلها في سوريا ومؤازرتها لجرائم نظامها السياسي في حق الشعب السوري، أو بسبب أنها تعتنق المذهب الشيعي، ويجد أتباع غير هذا المذهب الكثير من المعاناة هناك. وفي المقابل طبعا هناك من تحمس للرد، وأعلن أن إيران تفعل ما لم يفعله غيرها من الدول العربية والإسلامية وستهزم إسرائيل.
وجدت نفسي على الشاطئ وحدي، لم أدخل في الجدل الدائر ولم أُبدِ فيه رأيا.. تركت السوشيال ميديا وجلست أمام قناة الجزيرة أتابع ما يحدث، انطلاق الطائرات المسيرة من إيران وتوقيته، وكيف وأين وقعت في الطريق، أو أين وصلت في إسرائيل، وما فعلته القبة الحديدية الإسرائيلية أو الصواريخ البريطانية والأمريكية لحماية إسرائيل. لم تكن النتائج كما يتوقع المشجعون لإيران، وظل من يرون أنها تمثيلية عند رأيهم، لم تكن النتائج كما يتوقع أي أحد، خاصة أن إسرائيل عملت كعادتها على إخفاء شيء من خسائرها أو أكثرها.
وحين سمعت عن اجتماع عاجل لمجلس الأمن لم أندهش، فهذا المجلس الذي تستطيع دول مثل أميركا أو إنجلترا أو فرنسا أن توقف أي قرار فيه تراه ضد الصهيونية، سيتحرك بسرعة من أجل إسرائيل .هذا المجلس لم يفعل من قبل شيئا لصالح الفلسطينيين، الفلسطينيين الذين تتم إبادتهم؛ وتتواصل إبادة غزة منذ أكثر من سبعة أشهر دون أن يصدر قرار إنساني ملزم لإسرائيل، كإيقاف الحرب أو دخول مساعدات أو ما يشبه ذلك، وهي قرارات شكلية تتمرد عليها إسرائيل مهما كانت عباراتها إنسانية.. لم أهتم بما سيفعله مجلس الأمن، سواء أدان إيران أم طالب بوقف التوتر بين الدولتين، إيران وإسرائيل.
ظللت أتابع الشاشات راجيا من الله أن تنجح طائرات إيران المسيرة وصواريخها بالوصول إلى إسرائيل، ورغم إسقاط أغلبها في الفضاء ظللت أتمنى.. تذكرت حياتي وأنه لا يمكن أن تتغير معتقداتي عن الكيان الصهيوني الذي وُضع في المنطقة لتظل في حالة تخلف، تذكرت الحروب وما دفعناه كمصريين أو سوريين أو لبنانيين أو كعرب من ضحايا، تذكرت مذابح إسرائيل بحق الفلسطينيين قبل وبعد حرب 1948 التي يطول ذكرها، تذكرت حقيقة أن كل اتفاقيات السلام معها ومع بعض الدول العربية – وأولها مصر- لم تجعل إسرائيل تتوقف عن طرد الفلسطينيين من أرضهم، ولم توقف مذابحها فيهم.. حتى اتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية نفسها لم تؤثر فيها، لم تسمح إسرائيل أبدا بقيام دولة فلسطين، الذي فيه – وهو اعتراف بحق الفلسطينيين الطبيعي- اعتراف بحق إسرائيل المزعوم في الاحتلال، هي التي ترى أنها مهما طال الزمن ستعمل على تحقيق دولتها الخرافية من النيل إلى الفرات.
لم أشغل نفسي بأي رأي سياسي في ما فعلته إيران سلبا أو إيجابا، لكن ظللت أرجو أن أرى صواريخها تسقط على سكان إسرائيل، ليعرفوا معنى الإبادة التي يمارسونها ضد الفلسطينيين على مدار ما يقرب من ثمانين سنة.. لا مدنيين في إسرائيل، فكل سكانها من الصهاينة يتحولون إلى عسكريين في أي وقت. تابعت مسيرة الطائرات الإيرانية المسيرة والصواريخ فلم يحدث أن سقطت على المدنيين، لكن الهلع كان حاضرا، وصفارات الإنذار لم تنقطع في فضاء إسرائيل. انتهى الأمر وبدأت التحليلات السياسية، بدأت أميركا بالطلب من إسرائيل أن لا ترد حتى يتوقف القلق الذي يمكن أن يشمل العالم إذا اتسعت الحرب؛ كذلك طالبت دول عربية بإنهاء التوتر، وأعلنت إسرائيل أنها سترد.. ستفعل حقيقة أم هو حديث لتهدئة الغاضبين فيها من سياسة نتنياهو ورجاله؟ لا فرق!.
وسط هذا العالم الذي تحرك كنتُ سعيدا بأن ترى إسرائيل من يستطيع تهديدها على هذا النحو، رغم أني أعرف جرائم إيران في سوريا، وليس لأني لا أعادي الشيعة بحكم كوني من السنة، فأنا لم أؤمن قط بأي معنى لهذا الصراع بين السنة والشيعة، غير الخلفيات السياسية التي تنجح في البلاد الديكتاتورية في استخدام الدين لتحريك الجماهير، الخلفيات السياسية هي التي كانت وراء هذا الصراع طوال التاريخ منذ معركة صفين بين معاوية بن أبي سفيان وعلي بن أبي طالب.. الخلاف في فهم الدين أو استخدام هذا الفهم هو أسرع حصان في الحروب.
والآن، هل ستتعظ إسرائيل وتدرك أن الهجوم عليها يمكن أن يحدث يوما ما؟ إذا لم تتعظ حكوماتها وحكامها سيتعظ كثير من سكانها، وأولهم سكان المستعمرات. الفكرة التي هي في الفضاء الآن ستستقر مع قليل من العقل، وهي أنه في الشرق الأوسط لن يتم قبول وجود الكيان الصهيوني مهما طال الزمن، مهما بدا من قدرة إسرائيل ومن يساندها، ستجد أعداءها في كل زمان مهما طالت الهدنة، هي الكائن الغريب نشأة وسلوكا علينا نحن العرب، وفي القلب منا فلسطين. شعوري أني لم أكن مخطئا في سعادتي بالهجوم على إسرائيل حتى لو انتهى إلى الفشل ظل معي، ليس لأنه أيقظ الحلم في إمكانية الرد على الصهاينة فقط ، لكن لأنه أيقظ الحقيقة في أنهم كيان غاصب يمكن أن يأتيه العقاب.
في السياسة لا شيء ينتهي في يوم وليلة، وحتى الإمبراطوريات القديمة التي كانت أكبر من إسرائيل هزمها الزمن، لأنها توسعت في غير بلادها، فما بالك بمن جاؤوا من الشتات في العالم جريا وراء حلم صنعته أساطيرهم لا الحقائق، وصنعته دولة مثل إنجلترا لتشق الصف في العالم العربي الذي أدركت مبكرا أنه سيخرج من عباءة احتلالها واحتلال غيرها من الدول لبلادنا العربية، دول – مثل فرنسا وإيطاليا- شاركت إنجلترا احتلال العالم العربي يوما ما منذ القرن التاسع عشر.
هكذا عشت أتمنى أن أرى يوما تخسر فيه إسرائيل، أو تذوق شيئا مما تفعله بأهلنا في فلسطين، عشت أتمنى أن يتحقق هذا اليوم ويكبر الأمل، رغم أي خيبات أو هزائم كانت لنا.. وقفت على هذا الشاطئ وحدي ليل السبت حين حدث الهجوم الإيراني، رغم أن الهجوم الإيراني لم يحقق خسائر كثيرة لإسرائيل، وسأظل أقف عليه ما بقي من العمر ولا أهتم بأي خلافات مع من يهاجم إسرائيل، فكل شيء مؤجل أمام عدو تاريخي يُقيم بنيانه على أوهام وأساطير، ويعمل منذ عشرات السنين على إبادة شعبنا العربي في فلسطين.
1 تعليق
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
كنت على ذات الشاطئ أقف