
ماذا تعني مقاومة؟.. حكايات الغريب في السويس
بقلم: أسامة السويسي
| 24 أكتوبر, 2023

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: أسامة السويسي
| 24 أكتوبر, 2023
ماذا تعني مقاومة؟.. حكايات الغريب في السويس
في عصر الكذب والتزوير وتزييف الحقائق، باتت المقاومة والدفاع عن الأرض والعرض عملاً “إرهابياً”، وبات من حق المحتل الغاصب قتل الأبرياء من أطفال ونساء وعجائز بداعي الدفاع عن النفس.
وللأسف، نجحت مخططات الإعلام الغربي في ترسيخ تلك الصورة المغلوطة في أذهان كثيرين، ومنهم -للأسف أيضاً- أشخاص محسوبون علينا أخوة في الدم.. فلم يعد مستغربا أن تسمع من جارك عبارات مثل “المقاومة هي التي استفزتهم”، وكأنه بات على صاحب الأرض أن يشاهد كل تلك الانتهاكات على مر عقود طويلة ويظل صامتا، حتى مع الاستفزازات الرهيبة من جانب الكيان الصهيوني الذي لم يعد يبالي بأي شيء ولم يقف أمامه رادع يمنعه من تنفيذ الاعتداءات الصارخة على المقدسات، واقتحام المسجد الأقصي مرارا وتكرارا، واستباحة دماء الأطفال، واعتقال الآلاف وسط صمت عالمي مريب.. والمنطق يقول إن من حق المقاومة الرد، والدفاع عن المقدسات وعن الأرض، ومقاومة الاحتلال.
في السبيعنيات -أيام طفولتي- كنا نحفظ عن ظهر قلب العديد من الأناشيد الوطنية، التي تُدرَّس في مادة اللغة العربية؛ من بينها نشيد تقول كلماته:
لـي أخ مـجـنـد اسـمـه مـحـمـد
قام في الصباح يحمـل السـلاح
قال: إني ذاهب يا أخي أحارب
مصـرنا تـنادي أمــنــا تــنـادي
كسـروا الـقيـود اعبروا السدود
تعلقت بهذا النشيد بالذات لأن أخي الكبير “محمد” كان أحد المقاتلين في الجيش المصري خلال حرب أكتوبر 1973، وفرداً بين صانعي الانتصار على العدو الصهيوني، وقد فتحت عيوني على أسرتي تعيش “مهجرة” من مدينتنا “السويس” بسبب قذانف ومدافع المحتل، التي مزقت البيوت وأجبرت الناس على النزوح إلى محافظات أخرى في مصر؛ وبعد العبور وانتصار أكتوبر عدنا إلى “السويس” في العام 1974، وكان الدمار يحيط بكل شيء، وأتذكر تحذيرات القوات المسلحة ونحن على مشارف المدينة بعدم التعامل مع أي لُقيات ثمينة لأنها قد تكون نوعا من القنابل التي يتركها العدو خلفه عقب طرده، طبعا بخلاف بقايا الصواريخ والقنابل والرصاص والألغام المنتشرة في كل مكان.
كنا نحتفل بأعياد النصر ثلاث مرات في السنة.. في السادس من أكتوبر، وفي الرابع والعشرين منه، وأيضاً في العاشر من شهر رمضان المبارك؛ فقد كان السادس من أكتوبر، الموافق للعاشر من رمضان، يوم العبور واقتحام خط بارليف ودخول سيناء، وكان يوم 24 أكتوبر هو عيد “السويس والمقاومة الشعبية”، وكان يوم عطلة رسمي في كل الجمهورية.
ففي يوم 24 أكتوبر 1973 نجحت “المقاومة الشعبية” في القضاء على محاولات الجيش الصهيوني لاحتلال مدينة السويس، عقب التفافه من ثغرة في “الدفرسوار”، ما نتج عنه تهديد بمحاصرة قواتنا المسلحة في سيناء بعد العبور وتحقيق الانتصار على العدو، وهذا عقَّد حينها مسار الأحداث في حرب أكتوبر، حينما تمكن الجيش الصهيوني من تطويق الجيش الثالث الميداني في “السويس” من خلال الثغرة بينه وبين الجيش الثاني الميداني في “الإسماعيلية”.
ولأن معظم قوات الجيش الثالث الميداني كانت مشغولة بالفعل في القتال داخل “سيناء” نجحت قوات العدو في دخول مدينة “السويس” وأوكلت مهمة القتال إلى لواء مدرع وكتيبة مشاة من لواء المظليين، ودخلت المدينة دون وجود خطة للمعركة.. لكن اللواء تعرض لكمين أسفر عن خسائر فادحة، كما تعرضت قوات المظليين لنيران كثيفة وحوصر العديد منهم داخل المباني المحلية؛ وكان هذا بفضل المقاومة الشعبية من الفدائيين في السويس، وأوقفت قذائف فدائيي المقاومة وقنابلهم ومدافعهم الخفيفة وبنادقهم دبابات العدو التي بلغت 24 دبابة، دُمِّر منها 20 دبابة وفر الأحياء من أفراد جيش الاحتلال إلى المباني التي حوصروا فيها، فتمت تصفية من يقاتل وأُسِر من استسلم؛ ومع حلول الليل كانت المقاومة قد سطرت ملحمة انتصار عظيم بقيادة أبناء المحافظة، يتقدمهم الراحل الشيخ حافظ سلامة ومحمود عواد وإبراهيم سليمان ومحمد سرحان.
كل مصر كانت تعرف أسماء أبطال “المقاومة”، وتقدّر دورهم البطولي.. وكنت في مدرسة أحمد شوقي الابتدائية من المشاركين في طابور العرض، خلال احتفالات المحافظة بالعيد القومي للمقاومة الشعبية.
وفي الثمانينيات تم إلغاء العطلة الرسمية يوم 24 أكتوبر، وصارت الاحتفالات بعيد المقاومة تقتصر على مظاهر بسيطة جدا.. معظم الأجيال الحديثة لا تعرف عن بطولات المقاومة غير فيلم “حكايات الغريب”؛ لكن جيلي وما قبله يعرف ويقدّر دور “المقاومة”، ويدرك حقه في الدفاع عن أرضه المغتصبة من العدو الصهيونى الذي لا يعرف الرحمة ولا الإنسانية؛ واسألوا أهل مدن القناة وضحايا مدرسة بحر البقر وعمال الغزل.

ناقد رياضي بقناة الكاس
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق