من يتحدث باسم الإسلام؟!

بواسطة | فبراير 19, 2024

بواسطة | فبراير 19, 2024

من يتحدث باسم الإسلام؟!

يستكشف كتاب “من يتحدث باسم الإسلام؟ .. كيف يفكر – حقا- مليار مسلم؟” لـ جون إسبوزيتو وداليا مجاهد، نتائج استطلاع عالمي لفهم الإسلام والمسلمين في الغرب. حيث يبحث عن غموض الغرب تجاه الإسلام ويبين تنوع الآراء والتحديات التي يواجهها المسلمون في العالم الحديث

فهم الإسلام – بين الحقائق والتحديات

كم عدد المسلمين الذين يدعمون التطرف والإرهاب؟ ما القول في دين الإسلام الذي أنتج التطرف والإرهاب، وفي المسلمين؟ ما الذي يمكن عمله لمقاومة واستئصال التطرف الديني والإرهاب العالمي؟ هل هناك أمل في التطور الإسلامي؟

بهذه الأسئلة يبدأ جون إسبوزيتو وداليا مجاهد كتابهما “من يتحدث باسم الإسلام؟ .. كيف يفكر – حقا- مليار مسلم؟”؛ ترجم الكتاب د. عزت شعلان، وقدم له فهمي هويدي، وصدر عن دار الشروق.

الكتاب جاء نتيجة لأوسع استطلاع رأي عالمي يخص الإسلام والمسلمين في الغرب، قام به معهد جالوب، حيث تم مسح عينة تمثل أكثر من 90% من 1.3 بليون مسلم في العالم، ليكشف أن الغرب بالأساس لا يدري ما هو الإسلام؟ بل إن أغلب الأمريكيين يؤكدون أنهم لا يعرفون في الواقع شيئاً عن آراء وعقائد الناس في البلاد الإسلامية! ومن هنا تأتي أهمية الكتاب، إلى جانب أن مؤلفَيه أحدهما جون إسبوزيتو، أستاذ الديانات والشؤون الدولية والدراسات الإسلامية، ورئيس التحرير لموسوعة أكسفورد عن العالم الإسلامي الحديث، الصادرة في أربعة أجزاء، وله أكثر من 35 كتاباً منها “إرهاب باسم الإسلام” و “التهديد الإسلامي خرافة أم حقيقة؟”، ترجمتهم دار الشروق قبل ذلك. أما داليا مجاهد، فكانت المديرة التنفيذية لمركز “جالوب” للدراسات الإسلامية، حيث تقوم بتوجيه حقائق المسلمين والغرب على الإنترنت، وكانت أحد مستشاري الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

لهذا الكتاب فائدة عظيمة، في ما يقدمه من شرح وبيان وتوضيح للناس في الغرب، الذين لا يعرفون قيمة الإسلام أو العقيدة الإسلامية أو ما يعنيه الدين بالنسبة للمسلمين، وقد لخصتُه لكم في النقاط التالية :

– يقول ربع الأمريكيين تقريباً إنهم لا يريدون أن يكون أحد المسلمين من جيرانهم، ويؤمن أقل من النصف بأن المسلمين الأمريكيين على ولاء للولايات المتحدة؛ وعند سؤال الأمريكيين عن أقصى ما يعجبهم في المجتمعات الإسلامية، أغلبهم أجاب “لا شيء”، والرد الثاني “لا أدري”.. وقد شارك في الاستفتاء 57% من الأمريكيين!.

– عند سؤال المسلمين عن أحلامهم في المستقبل، لم يكن حلمهم الحرب أو الجهاد، وإنما الحصول على وظيفة أفضل .

– المسلمون الأمريكيون – مثل أي أمريكي غير مسلم- يرفضون الهجمات على المدنيين، باعتبارها غير مُبرَّرة من الناحية الأخلاقية.

– المسلمون حول العالم تعجبهم التقنية والديمقراطية، كما في أعلى الاستجابات لدى الأمريكيين عند تقديم السؤال نفسه .

– المسلمون يريدون من الغرب تعديل آرائه بشأن المسلمين، واحترام الإسلام .

-” يريد أغلب المشاركين في المسح ألا يكون للزعماء الدينيين دور مباشر في وضع الدستور، وهم في ذلك يؤيدون الشريعة الدينية باعتبارها مصدر التشريع .

– في دولة الإمارات العربية المتحدة وإيران، تشكل نسبة النساء بين طلاب الجامعات أغلبية؛ أما في المناطق الأخرى من العالم، فإن النساء يتأخرن عن الرجال حتى في التعليم الأساسي.

– النساء يعملن في الحكومة والمجالس النيابية والوزارات، وقد كن رئيسات للحكومات في تركيا وباكستان وبنجلاديش وإندونيسيا، بينما تكافح النساء في بلاد إسلامية أخرى في سبيل حق التصويت والترشيح للمناصب الحكومية الكبرى.

– يقول المؤلفان: “بينما قامت الجماعات الجهادية – على الرغم من هذا كله وفي تناقض سافر- بإرهاب المجتمعات الإسلامية باسم الإسلام، وهاجموا مركز التجارة العالمي والبنتاجون في واشنطن العاصمة، وفجروا القنابل في مدريد ولندن. إنهم يعكسون راديكالية تهدد العالم الإسلامي والعالم الغربي .

إن التنوع الهائل للإسلام والتيار الرئيس من المعتدلين المسلمين، قد غطَّت عليه وأدت إلى غموضه أقلية قاتلة من المتطرفين السياسيين (أو الأيديولوجيين)”.

– جاءت الإجابة عن سؤال لاستفتاء “جالوب” في عام 2001، وبين عامي 2005 و2007، في بلاد إسلامية، بأن ما يدعو إلى الإعجاب بالعالم الإسلامي هو “الالتزام الصادق بالإسلام عند الناس”.

– (90% من المصريين و91% من السعوديين) يرون أن الإسلام خارطة عقلية روحية، تقدم إحساساً بالمعنى والإرشاد والهدف والأمل، وليس صَدَفة مقيِّدة من القواعد والعقوبات .

– الإسلام يعني “الالتزام القوي بالله”، ويعرّف بعض علماء المسلمين الإسلامَ بأنه تحقيق السلام من خلال الالتزام بإرادة الله، وهذا التعريف مهم؛ لأن المسلمين يعتبرون أن أي إنسان حقق هذه الشروط في أية فترة من التاريخ فقد كان “مسلماً”. من أجل ذلك، لم يكن المسلم الأول هو النبي محمد (عليه السلام) بل آدم، كما يؤكد الإسلام أن الله أرسل الرسل والأنبياء إلى جميع الأمم .

– يعترف المسلمون بأنبياء الإنجيل، ووحي الله إلى موسى.. كذلك يأتي ذكر مريم (عليها السلام) في القرآن بعدد من المرات أكثر مما ورد في العهد الجديد .!

– الغالبية العظمى من المشاركين في استفتاء “جالوب” من سبع دول، غالبية سكانها مسلمون، أكدوا أن الصلاة تساعد إلى حد كبير في التخفيف من مشاعر القلق الشخصية عندهم.

وفي الأسبوع المقبل نكمل عرضنا هذه المحاولة الجيدة لتبيين حقيقة الإسلام والمسلمين للغرب .

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

"رأيت أطفالًا محروقين أكثر مما رأيت في حياتي كلها، رأيت أشلاء أطفال ممزقة".. هذه كلمات الدكتور مارك بيرلماتر، طبيب يهودي أمريكي، في شهادته حول العدوان الإسرائيلي على غزة. في مقابلة له على قناة CBS، قدم الدكتور بيرلماتر وصفًا صادمًا لمعاناة أطفال غزة.. الدكتور...

قراءة المزيد
جريمة اسمها التعليم!

جريمة اسمها التعليم!

قالوا قديمًا: "عندما نبني مدرسة، فإننا بذلك نغلق سجنًا".. وذلك لأن المدرسة في رأيهم تنير الفكر، وتغذي العقل، وتقوِّم السلوك؛ وذهب بعضهم إلى قياس تحضر الدول والشعوب بعدد مدارسها وجامعاتها. ومع إيماني الخالص بقيمة العلم وفريضة التعلم، فإنني أقف موقفًا معاديًا تجاه مسألة...

قراءة المزيد
أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو الضلال معضلةً، طرحت الكثير من التساؤلات عن مدى مسؤولية الإنسان نفسه عن ذلك الاختيار في ظل الإيمان بعقيدة القضاء والقدر، وكيف يمكن التوفيق بين مسؤولية الإنسان عن هداه وضلاله، وبين الإرادة والقدرة الإلهية، وما يترتب عليها من...

قراءة المزيد
Loading...