وائل الدحدوح مثل السيف فردا – إغتيال حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا

بقلم: سامي كمال الدين

| 7 يناير, 2024

مقالات مشابهة

مقالات منوعة

بقلم: سامي كمال الدين

| 7 يناير, 2024

وائل الدحدوح مثل السيف فردا – إغتيال حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا

في مأساة جديدة للأسرة الإعلامية، يفقد وائل الدحدوح ابنه في هجوم إسرائيلي، وتسقط ضحية للقصف الإسرائيلي حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا. يبرز المقال مسار وائل الدحدوح في العمل الصحفي، حيث نقل الحقيقة للناس عبر شبكة الجزيرة، وكان دائماً يكافح لتسليط الضوء على الواقع رغم جهود إسرائيل لتشويه الصورة.

جريمة اغتيال جديدة: وائل الدحدوح يفقد ابنه وحمزة الدحدوح ومصطفى ثريا يسقطون ضحية للقصف الإسرائيلي

في مشهد يُبكي القلب قبل العين، وقف وائل الدحدوح أمام جثمان ابنه المسجى يكفكف دموعه، وعلى وجه حمزة تظهر حروق خلَّفها الاغتيال الإسرائيلي المباشر، لا يعرف المحيطون بالجثمان ماذا يفعلون بين ابنٍ شهيدٍ، وبين أبٍ مكلومٍ بمن فقد من أسرته قبل أقل من شهرين، إذ غيَّب الموت ابنته وزوجته وابنه وحفيدته، وها هو الابن يلحق بهم ليبقى وائل فردا وحيدا..

ذهــب الـذيــن أحـبــهـم   وبقيت مثل السيف فردا

لا أعرف ما الذي دار في نفسه وهو يمسك أصابع يد ابنه بأصابع يده.. يتحسس يده، يتأمل وجهه ويبكي، صامداً كالسيف، وحيداً مثل حبات دمع العين المتساقطة منه؛ يحيط به الجمع لكن هذا الزحام لا أحد، فليس هناك أحد مهما كان يستطيع أن يملأ مكان عائلته التي رحلت كلها.

أنت أمام وائل الدحدوح، الذي أمضى سنوات طوالاً في العمل الصحافي وكذلك في العمل التلفزيوني، منذ بدأ مراسلاً لقناة العربية عام 2003، ثم التحق بشبكة الجزيرة عام 2004 واستمر فيها حتى الآن، ناقلا الحقيقة للناس في عالم إعلامي تحاول إسرائيل تضليله بكل الطرق والوسائل.

هذه جريمة جديدة تُضاف إلى آلاف الجرائم التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، حيث قتل في هذا اليوم الصحافيين؛ مصطفى ثريا وحمزة الدحدوح ابن وائل الدحدوح، في استهداف مباشر لسيارتهما خلال قصفه لمنطقة غرب خان يونس داخل قطاع غزة؛ وقبل ذلك في 25 أكتوبر 2023 قتلت إسرائيل أربعة من أسرة وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة في غزة، خلال قصف مباشر للجيش الصهيوني على منزل في مخيم النصيرات جنوب وادي غزة، كانوا قد نزحوا إليه.. وفي هذا القصف قتلوا زوجته وابنه وابنته، وكانت معهم أيضاً أسرة من عائلة عوض؛ ولم يتمكن الدفاع المدني حينها من انتشال جميع الجثث.

هذا هو الخبر الذي ننقله والعمل الإعلامي الذي نقوم به، وائل أيضاً كان وقتذاك يؤدي عمله وينقل الأحداث على الهواء مباشرة مع الزميل عبد السلام فارح، وتلقى اتصالاً يفيد بتعرض منزل أسرته للقصف، انسحب وائل من البث وهرول ليقوم بالعمل الأبوي، الأب رب الأسرة ذهب ليطمئن على أسرته.. وحينما أدرك ما حلَّ بها، قال والدموع تترقرق في عينيه: “بنتقموا منا بالأولاد؟ دموعنا دموع إنسانية وليست دموع جبن وانهيار، فليخسأ جيش الاحتلال”.

باغتيال حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا اليوم، يصل عدد الصحفيين الذين اغتالتهم إسرائيل منذ عملية طوفان الأقصى إلى حوالي 25 صحفيا، وهي تستمر في بربريتها وفي قتلها الحقيقة وكل صوت ينقل الحقيقة، ظنا منها أنها تخفي بذلك أدلة الجريمة، لكنها ترتكب آلاف الجرائم، فهل تستطيع إخفاء كل الأدلة عليها؟!.

حتى لو فعلتها، ستصرخ الحقيقة نفسها معلنة أن هذه أرض محتلة، مورست عليها جريمة تهجير قسري لشعب كامل، وكلنا يعلم أن التهجير القسري جريمة إلا الولايات المتحدة الأمريكية! وكيف ترى أمريكا في ذلك جريمة، وهي التي قضت على شعب بأكمله، واستولت على أرضه لتقيم إمبراطوريتها عليها؟!

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

رسالة إلى أمريكا

رسالة إلى أمريكا

وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...

قراءة المزيد
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!

أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!

أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...

قراءة المزيد
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة

غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة

على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...

قراءة المزيد
Loading...