أحفاد أبي رُغال!
بقلم: أدهم شرقاوي
| 29 ديسمبر, 2023
مقالات مشابهة
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
مقالات منوعة
بقلم: أدهم شرقاوي
| 29 ديسمبر, 2023
أحفاد أبي رُغال!
تتناول هذه المقالة قصة “أبو رُغال” الذي خان ودل “أبرهة الحبشي” على الكعبة في عام الفيل، وكيف تحوّل هذا الحدث التاريخي إلى رمز للخيانة. يتم استعراض تحول مفهوم الخيانة إلى مفهوم أوسع يشمل الخيانة السياسية والاستخباراتية في العصور الحديثة.
مفهوم الخيانة وتأثيرها على المجتمع
عندما جاء “أبرهة الحبشي” ليهدم الكعبة، عام الفيل الذي وُلدَ فيه النبي ﷺ، لم يكن يعرف الطريق إلى مكة.. إذ ذاك انبرى “أبو رُغال” ليدلّه عليها! فلما وصلوا إلى مكان يُقال له “المغمس” مات “أبو رُغال”، فصار رمزاً للخيانة، وكانت العرب في جاهليتها ترجم قبره!
ثم مضت الأيام، واكتشفنا أن الخائن أبا رغال ليس شخصاً بمقدار ما هو فكرة توجد منها آلاف النسخ في كل عصرٍ؛ وما أكثرهم في أيامنا هذه، إذ لا يخلو منهم بلد! وهم أحقر من أن يُمثِّلوا بلدانهم، كل ما في الأمر أن البيت مهما كان جميلاً فلا بد أن يكون فيه مرحاض، وهؤلاء هم مراحيض الأوطان!
منذ أيام خرج علينا أحفادُ أبي رغال بفتح استخباراتي، وزعموا أنهم اكتشفوا هويّة أبي عُبيدة الحقيقية، ونشروا في هذا فيديوهات وتغريدات ومنشورات ومقالات، وفخروا وتفاخروا وتشدّقوا!
وكما العادة، لم تُعلِّق المقاومة على كلامهم، كما لم تُعلّق من قبل على كلام كبيرهم الذي علّمهم النذالة “أفيخاي أدرعي”، حين أذاع اسماً غير الذي أذاعوه هم، وكما لن تُعلّق مستقبلاً! وهذا من ذكائها، فإن أخطأ الرّجمُ بالغيب فلن تقول لهم: حاولوا مرّة أخرى؛ وإن أصابوا فلن تقول لهم: أحسنتم وشكر لكم إبليس جهودكم.
الخيانة الحديثة
يا للبطولة يا أحفاد أبي رغال، يا للبطولة! ثم لنفترضْ جدلاً أنكم كشفتم هويته -جدلاً فقط- فهل كشفتم تاجر مخدرات يسلب الأموال ويقتل الأجساد؟! أم هل كشفتم مقاولاً فاسداً سرق المال العام، ونفّذ مشاريع دون المواصفات؟!
هل كشفتم قاتلاً هارباً متخفياً؟! هل كشفتم تاجر مواد غذائية منتهية الصلاحية تُؤذي الناس؟! إنكم لم تكشفوا سوى اسم بطل، ولصالح محتل لا يرى فيكم أكثر مما يراه صيّادٌ في كلبه! مجرّد كلب أثر لا شريك صيد!. هذا من باب أنه سلّمنا جدلاً فقط، فتخيلوا موقفكم غداً حين يُماط اللثام، وتكتشفون أنكم كلاب أثر فاشلة!
ثم ما القيمة العسكرية العظيمة في كشف وجه أبي عبيدة؟ وما أثره على سير الحرب، أو على مستقبل المقاومة؟! أسيادكم في تل أبيب يعلمون منذ سنوات أن اسم قائد كتائب القسّام هو محمد الضيف، ونائبه مروان عيسى، فماذا استفادوا من هذه المعلومة؟ ها هي دباباتهم تُحرق، وجنودهم تُداس رقابهم!. فإن كُشف وجه أبي عبيدة فهذا ليس له تأثير إلا على حياته الشخصيّة، مزيد من الأمن الشخصي، وقلة من الخُلطة بالنّاس، أما صوته فسيبقى كما هو يجعل تلّ أبيب كلّها ترتجف!
ثم لنفترض أن يستشهد أبو عبيدة، حفظه الله لنا وأبقاه شوكةً في حلوقكم وحلوق أسيادكم في تل أبيب، فسيأتي غيره.. أبو عبيدة هو الناطق العسكري باسم كتائب القسّام، أي الرجل الذي يخرج علينا ليخبرنا بما فعلته كتائب القسّام، ولا يخرج علينا ليخبرنا بما فعله هو! إنها فكرة وليست أشخاصاً، وهذا ما لا يستطع العبيد من أمثالكم فهمه، ونحن نُحبُّ الأشخاص لإيمانهم بالفكرة، ولحُسن عرضها، بفصاحةٍ وجرأةٍ وثباتٍ، ولكننا لا نربطها بالأشخاص وإن أحببناهم!
أخيراً لمن يعقل منكم:
تخيّلوا أنه يوم القيامة، وقد قام الناس لربّ العالمين، ولحق كل قوم بأحبابهم، ففي أيّ صفّ تريدون أن يكون محشركم.. في صفّ أبي عبيدة أم في صفّ أفيخاي أدرعي؟!
هذه حرب لا منتصف فيها، أبيض أو أسود، حقّ أو باطل، وإنها أيام وتمضي، وعند الله تجتمع الخصوم!
لا أضعُ حرف الدال قبل اسمي، أنا من الذين تكفيهم أسماؤهم!
جاهل وإن بدوتُ عكس ذلك،
عاصٍ وإن كان في كلامي رائحة التقوى،
وعلى ما فِيَّ من نقصٍ أُحاولُ أن أدُلَّ الناس على الله، أُحاولُ فقط!
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي وخالد في تاريخ سوريا والمنطقة كلها؛ فالحدث فيه كبير جداً، وأشبه بزلزال شديد لن تتوقف تداعياته عند حدود القطر السوري، لعمق الحدث وضخامته ودلالته، وهو الذي يمثل خلاصة نضال وكفاح الأخوة السوريين على مدى ما يقرب من نصف قرن ضد...
0 تعليق