“حماية الاحتلال واجبنا”!

بقلم: أدهم شرقاوي

| 4 مايو, 2024

بقلم: أدهم شرقاوي

| 4 مايو, 2024

“حماية الاحتلال واجبنا”!

الذين لا ينفكُّون يقولون لنا إنهم أوّل الرصاص، صفّقوا للرئيس وهو يقول: “حماية الاحتلال واجبنا”!

وهذان أمران لا يجتمعان أبداً، فإما أنّ المحتل كان يستحق الرصاص، وماضيكم جميل، وحاضركم قد تنكّر لكل ذلك الماضي وانقلب عليه! وإما أن هذا المحتل له الحق في الوجود وعليكم حمايته، فهذا يعني أن تعتذروا عن سنوات الثورة الطويلة، وتخبرونا أن أبا جهاد الوزير وأبا إياد كانا على خطأ!. أو على الأقل، على كلّ واحد منكم أن يجلس مع نفسه ويسألها السؤال المرعب التالي: كيف يمكن أن تبدأ ثورة بهدف طرد محتل، ثم ينتهي بها المطاف أن تكون حارساً له، وهي في كلا الأمرين على حق؟!

في أمريكا الجنوبية، كان الغزاة الأوروبيون ينتقمون من الناس الذين يرفضون إفشاء أسرار المقاومين بسلخ جلودهم أحياء، ورغم هذا بقي الناس يحمون مقاومتهم!

تحرير الجزائر كلّف الجزائريين أكثر من مليون شهيد، ولا أحد في الجزائر يُحمّل المقاومة مسؤولية دم الشهداء، كلهم يعرفون أن الاحتلال هو المجرم، وأن المقاومة بطلة!

الفيتناميون حتى اليوم يفاخرون بمقاومتهم التي تصدّت لأمريكا، رغم أنّ هزيمة أمريكا كلّفتهم مئات آلاف القتلى!

في إفريقيا، كان الغزاة الأوروبيون يبيعون أبناء القبائل التي ترفض الاستسلام عبيداً في سوق النخاسة، ورغم هذا بقي الذين يرفضون الاستسلام أبطالاً في عيون الضحايا!

كل الشعوب التي خضعت للاحتلال عبر التّاريخ قدّست مقاوميها.. وحدها السُّلطة في رام الله تُريدنا أن نقتنع أن المقاومة هي السبب! والحقيقة أن المقاومة هي نتيجة للاحتلال، وهي ليست خياراً وإنما هي واجب، وكل من يتباكى على الشهداء عليه أن يخبرنا بما فعل لحمايتهم!

نحن من حقنا أن نسأل عن سبعين ألف عنصر أمن يتقاضون مرتباتهم من خبزنا وتعليمنا.. ما الذي فعلوه لغزة؟! طيّب بلاش غزّة، ما الذي فعلته أجهزة أمن السُّلطة حين كان الاحتلال يجوب الضفة ويقتل ويُدمّر أمام ناظريها؟!

الحقيقة المُرَّة التي لا يجرؤ أحد على قولها، ولا يريد أحد من السلطة أن يسمعها هي التالي: حدث في تاريخ الثورات أن استطاع المحتل أن يُجنّد ثائرا لخدمته، ولكنها المرة الأولى في التاريخ التي يستطيع فيها محتلّ أن يُجنّد ثورة كاملة! الاحتلال حوّل الثورة من مشروع إلى وظيفة، والوظيفة حمايته؛ وقد ربط بقاءها ببقائه، فهي في الحقيقة تدافع عن خبزها أكثر مما تقف ضد المقاومة، ولكنه رغيف معجون بالذّل والعمالة!

الحقيقة مُرّة.. أعرف، ولكن على أحد أن يقولها على بلاطة!

الحقيقة الأخرى التي يجب أن تُقال أنَّ كل من يقف ضدَّ المقاومة فهو يقف مع الاحتلال، لا يوجد منطقة وسطى في هذه الحرب، لا يوجد لون رمادي، وحين تجد نفسك لست مع المقاومة، فلا تتحير لتعرف أين أنت، أنت مع “إسرائيل” حيثما كنت!

والسّلام

أدهم شرقاوي

لا أضعُ حرف الدال قبل اسمي، أنا من الذين تكفيهم أسماؤهم!
جاهل وإن بدوتُ عكس ذلك،
عاصٍ وإن كان في كلامي رائحة التقوى،
وعلى ما فِيَّ من نقصٍ أُحاولُ أن أدُلَّ الناس على الله، أُحاولُ فقط!

3 التعليقات

  1. منير فواز

    ايدكم الله

    الرد
    • ايمان الكسجي

      تحية اعتزاز وفخر لصاحب كلمة الحق في زمن عز فيه قول الحق
      والخزي والعار لكل من تواطأ وخان وبرر ودافع عن الكيان الغاصب
      تحيا المقاومة وتحيا فلسطين

      الرد
  2. رحيق شهاب الدين

    ﴿فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا﴾ نسأل الله الثبات، وحسبنا الله ونعم الوكيل في سلطة الخزي والذلِّ والعار! وفي الخونة والعملاء وعبيد الصهاينة! ومَن هانت عليه دماء إخوانه! أخزاهم الله في الدنيا والآخرة.

    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾

    اصطفى الله واختص وأعزَّ مقاومتنا الأبية ومجاهدينا الأبرار المؤمنين الصادقين المخلصين، ونحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحداً بشرف الجهاد والشهادة ﴿يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾

    أما أولياء الشياطين فليبشروا بالجحيم في الدنيا والآخرة بإذن الله ﴿بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾

    ربِّ إني أعوذ بكَ من قهر مجاهدينا وأهلنا الأبرار، اربط على قلوبهم وانصرهم على الصهاينة والمتصهينين واكفهم شر والعملاء والخونة وأولياء الشياطين.

    رعاك الله وحفظك وحماك ورفع قدرك وأعلى شأنك والسلام لقلبك أستاذي القدير.

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

لا تتركوا جبل المحامل وحده في الطوفان

لا تتركوا جبل المحامل وحده في الطوفان

كثيرًا ما أمعنت النظر صغيرًا في لوحة زيتية كانت تزين صالون بيت جدي، تتوسطها صورة رجل طاعن في السن والتعب، يحمل القدس على ظهره مربوطة بحبل الشقاء على جبينه ويمشي حافيًا في صحراء من الرفاق. وكبيرًا عرفت أنها لوحة "جبل المحامل" للفنان سليمان منصور، وهي ترمز إلى الشعب...

قراءة المزيد
ذلك يوم عزَّ فيه العرب

ذلك يوم عزَّ فيه العرب

" ذلك يوم عز فيه العرب".. هكذا جاءت في المرويات عن النبي الأكرم ﷺ مقولته، عندما ذُكرت أمامه معركة ذي قار التي قادها العرب في جاهليتهم ضد القوات الساسانية الفارسية، وكان النصر فيها من نصيب العرب. وكأن النبي الأعظم يشير- والله أعلم- إلى مفهوم السيادة والحرية لدى العرب،...

قراءة المزيد
Loading...