
ليس أوضح من الدّم
بقلم: أيمن العتوم
| 18 مارس, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: أيمن العتوم
| 18 مارس, 2024
ليس أوضح من الدّم
يمكن أن تختلف مع الآخرين على كل شيء وعلى أي شيء، ولكنك لا يمكن أن تختلف معهم على الدّم، ذلك أنه حين يسيل أمام ناظريك وأمام أنظار العالم كله فلا أحد بمقدوره أن يجادل فيه أو يماري.
وها هو الدم في غزّة، يسيل من كل فجّ، وينثعب من كل شِقّ، ويتفجر من كل صدر، ولا يمرّ يوم واحد على غزّة المنكوبة – بهذه الهمجية التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ- إلا ويكون لون الدم رايته، وصوته المسموع.
إن من أغرب الغرائب، ومن أعجب العجائب، التي لو لم نكن شاهدين عليها لما صدّقناها ولما قلنا إنها يمكن أن تحدث؛ هو أن يتشدّق العالم الأول بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ويخصّ حقوق المرأة بآلاف المواثيق والنداءات، ثم هو ينتهك ذلك كله انتهاكًا صارخًا في غزّة؛ كأن غزّة لا تنتمي إلى هذا العالم، أو كأن سكانها ليسوا بشرًا، إنما هم مجموعة حيوانات، ولو عَدُّوهم حيوانات لكان للحيوانات حقوق أيضًا، ولكنهم يعدّونهم في مرتبة أقلّ من البشر وأحطّ من الحيوانات!
في غزّة تُسلَب حرية الناس، يُقتَلون، يُشرّدون، يُبادُون، يُقتَلعون، يُهجَّرون، يُنفَون من حارة إلى حارة ومن مدينة إلى أخرى ومن شمال إلى جنوب… في غزّة لا حقوق ولا ديمقراطية ولا سخام ولا من يحزنون… في غزّة قتل مُمنهَج وإبادة عرقيّة، وتدمير للحجر والشجر والحيوانات بَلْهَ البشر… في غزّة تُهان المرأة التي صدّعوا رؤوسنا في الغرب بحقوقها؛ تُقتَل، تُسحَل، يُبقَر بطنها، تموت مع جنينها، وإذا عاشت عاشت وقد نقصها عضو من أعضائها، لا أحد في غزّة اليوم يعيش بجسد كامل.
في غزّة تجد المبتور والمجدور والمقهور والممرور والمكسور والمقرور، لا أحد كاملاً في غزّة، إن سَلِم جسدًا لم يَسلمْ نفسًا، الذين تراهم سَلِيمي الأجساد ليسوا كذلك، إنهم مُحطّمون من الداخل، بعثرتْهم الحرب، ودمّرتْ نفسيّاتهم، وأكلتْ شبابهم، ومصّتْ رحيق أعمارهم، وتركتْهم ينتظرون الموت ويهتفون به في كل حين أنْ أقبلْ فقد طالت غيبتك، ويردّدون مع المُهلّبي قوله:
ألا مـوت يُـبـاع فـأشـتـريـه فهذا العـيش ما لا خيـر فيه
ألا موت لـذيـذ الطـعم يأتي يُخلّصني من العيش الكريه
إذا أبصرتُ قبـرًا من بعيـد وددْتُ لَوَ.. انّـنـي ممّـَا يليه
ألا رحم المهيمن نفـس حُرّ تصدَّق بِالوفـاة على أخيـه
في غزّة ألف وجع ووجع، وألف مأساة ومأساة، وفي رمضان تتفاقم مآسي الناس وتتعدّد، وإذا كان وحش الجوع قبل رمضان قد فغر فاه وكشّر عن أنيابه فالتقم عددًا من الجوعى الذين بعث بهم الموت إلى الضفة الأخرى، فإن هذا الوحش المُدمّر في رمضان قد أصابه السُّعار، فراح يخبط بقدميه الأسطوريّتَين على أرواح الناس، فيُهلِك كل من عَبَره، ويقضي على كل من حدّق في عينيه…
فيا ربّ الجوع، ويا ربّ وُحُوشه التي لا ترحم: ألا ترحم عبادك المؤمِنين، فتُطعِمهم من جوع وتُؤامنهم من خوف.. ويا ربّ الصواريخ والبارجات، والدبّابات والراجمات: ألا ترحم ضعفاء غزّة أطفالاً ونساء وشيوخًا ممّن لا حول لهم ولا قوة فتُنزِل عليهم بدل الصواريخ رحمتَك وخيرك وفضلك، فإنك ربّ كل شيء، وإنه لا مُعقِّب لحُكمك، وإنّا إلى عطفك جِدُّ فقراء.

صدر لي خمسة دواوين وسبعَ عشرة رواية
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق