من الذي انتصر؟!

بواسطة | نوفمبر 25, 2023

بواسطة | نوفمبر 25, 2023

من الذي انتصر؟!

تعتبر غزة مصدرًا للإلهام والصمود في مواجهة التحديات، حيث حققت نصرها قبل بدء الحرب، مثيرة للدهشة بتحقيقها الانتصار في ساحة المعركة قبل أن يتم إعلان الهدنة.

غزة تحقق النصر قبل بداية الحرب: حصاد صمود وتحدٍ

لم تضع الحرب أوزارها بعد، ما هي إلا هدنة، والهدنة استراحة بين حربين، والحديث عن النصر قبل نهاية الحرب هو أشبه بشراء سمك في البحر قبل اصطياده! ولكن.. في هذه الحرب حقَّقتْ غزَّة النصر قبل أن تبدأ الحرب، من اللحظة التي أذلَّت فيها قوَّاتُ النخبة في كتائب القسام جنود فرقة غزَّة، حين أخرجوهم من دبّاباتهم وجرُّوهم على الأرض كالخراف، حين داسوا على رؤوسهم حقيقةً ومجازًا كانت نتيجة الحرب قد حُسمت!
النصر في الحرب لا يُقاس بعدد شهدائنا مقابل جِيَفِهم، في كل حروب التحرير كان صاحب الأرض هو الذي يُقدّم الفاتورة الأكبر من الدَّم.. الجزائريون لم يقتلوا من قوات الاحتلال الفرنسيّ أكثر من خمسين ألفًا، ولكنهم انتصروا رغم أن عديد شهدائهم بلغ مليونًا ونصف؛ والأمريكان قتلوا من الفيتناميين أضعافًا مضاعفةً مما قتل الفيتناميون منهم، ورغم هذا خرجت أمريكا من فيتنام وهي تجرُّ أذيال الخيبة!
النّصر في الحرب بالنسبة للمقاومة هو بقاؤها واقفة على قدميها رغم جراحها، وهذا هو الذي حدث، فإن من وقّع الهدنة هي قذائف الياسين 105 وليس أروقة السياسة! في الحروب لا صوت أعلى من صوت الميدان! أما المحتلّ فنصره الوحيد هو أن يكسر المقاومة كسرًا لا تقوم بعده، وهذا ما لم يتحقق، ولن يتحقق بإذن الله.
بعد أن استوعب الاحتلال الصدمة، وأفاق من الصدمة التي تلقّاها في كرامة جيشه، وتمزيق أسطورته، بل وتهديد كيانه كله بالزوال، بدأَ حربًا شعواء، أعلن فيها أهدافًا لم يحقق منها شيئًا!
أعلن الاحتلال أنه سيُغيّر شكل الحكم في غزّة، وأن حماس لن يكون لها وجود؛ ثم ها هو يفاوضها، ويعترف بقدراتها، بل ويرضخ لشروطها! وأعلن الاحتلال أنه سيحرِّر أسراه بالقوة، ولم يستطع أن يحرِّر أسيرًا واحدًا، وما وصل إلى يديه من أسراه هو ما أطلقته المقاومة عن يدٍ والاحتلال صاغر!. أعلن الاحتلال أنه سيفكك بنية القسام العسكرية، وقد رأينا المثلثات الحمراء وهي تشير إلى دباباته قبل أن تحترق! حتى إنه قبل سريان الهدنة بعشر دقائق كانت الكتائب تطلق الصواريخ في إشارةٍ منها أنها صاحبة القرار والميدان!
أعلن الاحتلال أنه سيقتل قيادات المقاومة، ثم ها هم ما زالوا يديرون الحرب باقتدارٍ، عسكرُهم وساستُهم! ثم لو منّ الله على بعضهم بالشهادة فهذا ليس نصرًا للمحتل، هذه المقاومة ولّادة، استشهد أحمد ياسين فصار قذيفة، واستشهد يحيى عيّاش فصار الصاروخA250 ، الأطول مدىً وقدرة على التدمير بين صواريخ المقاومة! حتى عز الدين القسام الذي استشهد قبل ميلاد دولة الكيان حملت الكتائب اسمه!.. لا يوجد دم يضيع سدى على هذه الأرض!
أعلن الاحتلال أنه سيشوّه صورة المقاومة في العالم، فحدث عكس ذلك!
الاحتلال بعد فشله في تحقيق أهدافه التي أعلنها ذهب يقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والجامعات، ويُمعن القتل في البيئة الحاضنة للمقاومة عقابًا لها أنها وضعت المقاومة في عينيها، فشاهدَ العالم جرائمه، وخرجت المظاهرات في كل الدنيا تندِّد بنازيته وجرائمه.
هذه الجولة ستنتهي عاجلًا أم آجلًا.. البيوت المهدمة سنبنيها، وسنصهر حديدها ونجعله أجسامًا لصواريخ الجولة القادمة! وشباب قوات النخبة الذين استشهدوا سنُدرّب غيرهم، المساجد سنعيد مآذنها شامخة، والمستشفيات سنعيد لها دورها، والجامعات سنقيمُ صفوفها ومختبراتها، والأطفال سننجب غيرهم، والعائلات التي مُحيت من السجلات المدنية، سنسجّل غيرها العشرات!
وليس بيننا وبين هذا المحتل إلا لغة الرصاص، اللغة الوحيدة التي يفهمها ويحترمها! ولن نتوقف حتى يُصلّي من يبقى منا في المسجد الأقصى!

أدهم شرقاوي

لا أضعُ حرف الدال قبل اسمي، أنا من الذين تكفيهم أسماؤهم!
جاهل وإن بدوتُ عكس ذلك،
عاصٍ وإن كان في كلامي رائحة التقوى،
وعلى ما فِيَّ من نقصٍ أُحاولُ أن أدُلَّ الناس على الله، أُحاولُ فقط!

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

"رأيت أطفالًا محروقين أكثر مما رأيت في حياتي كلها، رأيت أشلاء أطفال ممزقة".. هذه كلمات الدكتور مارك بيرلماتر، طبيب يهودي أمريكي، في شهادته حول العدوان الإسرائيلي على غزة. في مقابلة له على قناة CBS، قدم الدكتور بيرلماتر وصفًا صادمًا لمعاناة أطفال غزة.. الدكتور...

قراءة المزيد
جريمة اسمها التعليم!

جريمة اسمها التعليم!

قالوا قديمًا: "عندما نبني مدرسة، فإننا بذلك نغلق سجنًا".. وذلك لأن المدرسة في رأيهم تنير الفكر، وتغذي العقل، وتقوِّم السلوك؛ وذهب بعضهم إلى قياس تحضر الدول والشعوب بعدد مدارسها وجامعاتها. ومع إيماني الخالص بقيمة العلم وفريضة التعلم، فإنني أقف موقفًا معاديًا تجاه مسألة...

قراءة المزيد
أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو الضلال معضلةً، طرحت الكثير من التساؤلات عن مدى مسؤولية الإنسان نفسه عن ذلك الاختيار في ظل الإيمان بعقيدة القضاء والقدر، وكيف يمكن التوفيق بين مسؤولية الإنسان عن هداه وضلاله، وبين الإرادة والقدرة الإلهية، وما يترتب عليها من...

قراءة المزيد
Loading...