من يتحدث باسم الإسلام؟! (2)
بقلم: سامي كمال الدين
| 26 فبراير, 2024
مقالات مشابهة
-
ما بعد الاستعمار.. وفتح الجراح القديمة
من الملاحظ أنه في عصرنا، عصر العولمة، نجد أن...
-
اقتصاد الحرب.. ماذا يعني اقتصاد الحرب؟!
لم يوضح د. مصطفى مدبولي رئيس وزراء مصر ماذا يقصد...
-
انصروا المرابطين أو تهيؤوا للموت!
في كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير: عندما...
-
يوميات بائع كتب عربي في إسطنبول (4)
نساء يقرأن الروايات وحكايات عن الكتب الأكثر...
-
لينينغراد وغزة: بين جنون العظمة وتطلعات الحرية
هتلر، المنتحر، المندحر والمهزوم، دخل التاريخ...
-
التواضع في القرآن الكريم .. قيمة أخلاقية تقود إلى الرفعة في الدنيا والآخرة
التواضع من القيم الأخلاقية العليا التي يحضّ...
مقالات منوعة
بقلم: سامي كمال الدين
| 26 فبراير, 2024
من يتحدث باسم الإسلام؟! (2)
كتاب جون إسبوزيتو وداليا مجاهد “من يتحدث باسم الإسلام.. كيف يفكر – حقا – مليار مسلم؟” يبحث في نتائج استطلاع قام به معهد “جالوب” على 1.3 بليون مسلم؛ ترجم الكتاب د. عزت شعلان وقدم له فهمي هويدي وصدر عن دار الشروق. يقدم الكتاب صورة رائعة عن الإسلام للقارئ الغربي، وقد حاولنا في المقال السابق تقديم بعضٍ من أهم ما جاء في الكتاب، وها نحن نكمل :
تصور الإسلام في الغرب ودور الدين في الحكم
– أظهر استفتاء أجرته صحيفة “واشنطن بوست” بالاشتراك مع قناة تليفزيون إيه بي سي ( A.B.C ) في عام 2006، أن نصف الأمريكيين تقريباً (46%) لديهم فكرة سلبية عن الإسلام، بنسبة تزيد 7% عن النسبة الملحوظة بعد بضعة أشهر من الحادي عشر من سبتمبر عام 2001. وتبعاً للاستفتاء، فإن نسبة الأمريكيين الذين يعتقدون أن الإسلام يشحذ العنف ضد غير المسلمين قد زادت على ضعف النسبة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر؛ فارتفعت من 14% في يناير عام 2002 إلى 33%.
– أدعى الأمور إلى الدهشة غياب الفوارق المنظمة في دول عديدة بين الذكور والإناث في دعمهم الشريعة بوصفها المصدر الوحيد للتشريع؛ ففي الأردن – مثلا- يريد 54% من الرجال، و55% من النساء أن تكون الشريعة مصدرا وحيدا للتشريع؛ وفي مصر تبلغ النسبة 70% من الرجال و62% من النساء؛ وفي إيران 12% من الرجال و14% من النساء؛ وفي إندونيسيا 14% من الرجال و14% من النساء .
من دواعي العجب أننا حتى عندما ننظر بعيداً عن بلادنا سنجد عدداً كبيراً من الناس يريدون الدين مصدراً للقانون؛ فإن استفتاء “جالوب” في عام 2006 في الولايات المتحدة يدل على أن أغلبية الأمريكيين تريد الإنجيل مصدراً للتشريع .
– 46% من الأمريكيين يقولون إن الإنجيل يجب أن يكون “أحد” المصادر، و9% يعتقدون أنه يجب أن يكون المصدر “الوحيد” للتشريع.
– ربما كان الأدعى إلى مزيد من الدهشة أن 42% من الأمريكيين يريدون من الزعماء الدينيين أن يكون لهم دور مباشر في صياغة الدستور، بينما يريد 55% ألّا يمارسوا أي دور على الإطلاق. هذه الأرقام توشك أن تكون متماثلة مع نظيرتها في إيران!
– خلق المسلمون إمبراطورية تمتد من شمال إفريقيا إلى شبه القارة الهندية؛ وهي إمبراطورية أعظم من إمبراطورية روما في قمتها، وذلك في غضون مائة عام تلت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .
– أنشأ المسلمون حضارة إسلامية غنية شجعت على التكامل والتبادل الديني والثقافي. قام المسلمون بجمع الكتب العظيمة في العلم والطب والفلسفة من الغرب والشرق، وقاموا بمساعدة من المواطنين اليهود والمسيحيين بترجمتها إلى العربية من اليونانية واللاتينية والفارسية والقبطية والسريانية والسنسكريتية .
– انعكس نمط الانتقال الثقافي مرة أخرى عندما تحول الأوروبيون الخارجون من العصور المظلمة إلى مراكز التعليم الإسلامية لاستعادة تراثهم المفقود، وتعلموا حتى من ألوان التقدم الإسلامي في الفلسفة والرياضيات والطب والعلم. ومن التناقضات أن هذه الإنجازات للمسلمين ظلت حتى زمن قريب دون اعتراف بها وبدورها من الغرب. وكما يعترف القليلون بالتراث اليهودي المسيحي الإسلامي، فكذلك يعترف القليلون جداً بدور الحضارة الإسلامية وإسهامات المسلمين في نشأة الحضارة الغربية .
– يُروى عن النبي، في حديث يتكرر كثيرا، أنه قال لجماعة من أصحابه إنهم يستطيعون معرفة رضا الله عن جماعة المسلمين بالنظر إلى زعامتهم؛ فإذا رضي الله عن الجماعة وضع على رأسهم أفضل من يكون بينهم، وإذا غضب عليهم سمح للأسوأ فيهم أن يتولى زمام أمورهم .
– من كل أربع دول أغلب سكانها مسلمون، توجد دولة واحدة تنتخب حكوماتها بطريقة ديمقراطية .
– الحكام في عدد من الدول الإسلامية التي تدّعى إجراء انتخابات ديمقراطية يفوزون في انتخابات الرئاسة بصورة روتينية بنسب تقريبية تتراوح بين 90% و 99.9% .
– إن أغلب الحكومات الإسلامية تسيطر على الأحزاب السياسية المعارضة، والمنظمات غير الحكومية، وتحدّد نشاطها بصورة قاسية، ولها سلطة الترخيص لها أو منعها وحلَّها، وكذلك تتحكم في قدرتها على عقد الاجتماعات العامة والاتصال بوسائل الإعلام .
– في الدول العربية الأربع التي تم فيها الاستفتاء (لبنان والكويت والأردن والمغرب) كانت أكثر الأوصاف للجهاد شيوعاً هي: “الواجب نحو الله” أو “الواجب الإلهي” أو “عبادة الله”، مع عدم الإشارة إلى الحرب؛ وفي ثلاثة بلاد غير عربية (باكستان وإيران وتركيا) ذكرت أقليات أعدادها مهمة أن الجهاد يعني: “التضحية بحياة الإنسان في سبيل الإسلام أو الله أو قضية عادلة” أو “القتال ضد خصوم الإسلام”؛ وقد ذكرت الأغلبية المباشرة هذه الأمور في أندونيسيا غير العربية .
تضمنت التعريفات الشخصية، بالإضافة إلى القسمين العريضين من الاستجابات :”الالتزام بالعمل الشاق”، و”تحقيق أهداف المرء في الحياة”، “الكفاح لتحقيق هدف نبيل”، “نشر السلام والتوافق أو التعاون ومساعدة الآخرين”، “الحياة تبعاً لمبادئ الإسلام”.
من المهم – على كل حال – أن نلاحظ أن الجهاد عند المسلمين، سواء أكان يعني جهاد الروح أم جهاد السيف، فهو في الحالين كلتيهما جهاد عادل أخلاقي. إن كلمة الجهاد ذات مدلولات إيجابية فقط، هذا يعني أن تسمية أعمال الإرهاب جهاداً لا تجازف بالإساءة إلى كثير من المسلمين فقط، وإنما تقدم إلى الراديكاليين – عن غير عمد – مزية أخلاقية يرغبون فيها بصورة يائسة .
– لقد هزمت الأحزاب الدينية في العالم العربي معارضيها العلمانيين هزيمة قاطعة في السنوات الأخيرة، حيث ثبت نجاح المرشحين الإسلاميين في الاقتراع؛ ففي الانتخابات العامة في العراق أواخر عام 2005، كسب التحالف الشيعي 128 مقعداً، وفي أول انتخابات في الأراضي الفلسطينية على مدى عشر سنين هزمت حماس بصورة بالغة الحزب العلماني الحاكم “فتح”، وكسبت جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر نسبة غير مسبوقة، هي خُمس مقاعد البرلمان؛ كما كسب حزب التنمية والعدالة في تركيا نصراً كاسحاً في الانتخابات البرلمانية في نوفمبر عام 2002، وهو أمر نادر في الجمهورية العلمانية، وكسب حزب التنمية والعدالة أغلبية من 263 مقعدا، كانت أقل بأربعة مقاعد من الأغلبية المطلوبة لإعادة كتابة الدستور، الذي أقرّه الزعماء العلمانيون من قيادات الجيش بعد الانقلاب العسكري، كما تقدم الإسلاميون بصورة قوية في المملكة العربية السعودية في انتخابات 2005، حيث كسب الإسلاميون المعتدلون جميع المقاعد في المجالس البلدية في مدينتي مكة والمدينة .
– إن فشل الحكومات، واختطاف الحكام والإرهابيين للإسلام، وكذلك الاغتيالات، والهجمات الانتحارية، وايذاء النساء والأقليات، قد ترك أثره السلبي على المجتمعات الإسلامية، وكذلك على صورة الإسلام في الغرب .
وإلى الأسبوع المقبل .
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
واشنطن تسعى لمزيد من الشفافية من إسرائيل بشأن خططها للرد على إيران
تتزايد حالة القلق في الإدارة الأمريكية إزاء عدم إطلاعها على تفاصيل العمليات العسكرية الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالرد المحتمل على إيران. وتأمل واشنطن في تجنب مفاجآت مماثلة لتلك التي واجهتها خلال العمليات الأخيرة في غزة ولبنان. كان من المقرر أن يجتمع وزير الدفاع...
الحالة العامّة للأسرة والمرأة في الجاهليّة قبيل ولادة النبيّ صلى الله عليه وسلم
عند الإطلالة على حالة عموم النساء في المجتمع الجاهليّ، وما اكتنف الأسرة آنذاك، فيمكننا وصف وتقييم الحالة بعبارة واحدة، وهي: انتكاس الفطرة، وتشوّه معنى الرجولة، وغيبوبة الأخلاق. كان الزواج يتمّ على أنواع عدة، كلّها إلا واحدًا يظهر مدى الانحدار القيمي والظلام الأخلاقي،...
ما بعد الاستعمار.. وفتح الجراح القديمة
من الملاحظ أنه في عصرنا، عصر العولمة، نجد أن الثقافات والهويات العربية أصبحت تتعرض لضغوط غير مسبوقة، لكي تكون مغمورة ومنسية ومجهولة، نتيجة الانفتاح الكبير على العالم، وتأثير الثقافة الغربية وغزوها للعقول العربية، لا سيما فئة الشباب؛ فتأثيرات العولمة عميقة ومعقدة...
0 تعليق