الذكاء الاصطناعي.. إعجاز جديد في القرآن الكريم
بقلم: أحمد مولود أكاه
| 7 مايو, 2023
مقالات مشابهة
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
-
عمر بن عبد العزيز والتجربة الفريدة
حين ظهرت له أطلال المدينة المنورة، أيقن الشاب...
-
هيكل: حكايات من سيرة الأستاذ الكاهن (2)
هيكل والسادات مضت السنوات وابتعد محمد حسنين هيكل...
-
أعرني قلبك يا فتى!
أعرني قلبك يا فتى، فإن الأحداث جسام، والأمور على...
مقالات منوعة
بقلم: أحمد مولود أكاه
| 7 مايو, 2023
الذكاء الاصطناعي.. إعجاز جديد في القرآن الكريم
بظهور الذكاء الاصطناعي يتجدد الحديث عن إعجاز القرآن الكريم، وخاصة ونحن في ظل المرحلة الحالية التي يطبعها اشتهار التحرير الأسلوبي بواسطة الذكاء الاصطناعي حيث يعد ذلك إحدى القضايا ذات الصدى المنتشر في هذه الأيام.
والإنتاج المكتوب بواسطة الذكاء الاصطناعي قضية كان القرآن الكريم قد فتح لها المجال من خلال دلالة الآيات القرآنية التي تحدى القرآن فيها كل القدرات أن تأتي بمثل جمال وبلاغة القرآن الكريم، ولم يكن ذلك مقتصرا على الصياغة البشرية حيث نطالع اليوم مصادر جديدة على علم الإنسان، لم تكن معهودة لديه من قبل، تعمل في إنتاج الصياغات اللغوية ويتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي المندرج بوضوح وجلاء تحت معاني ما حملته آيات التحدي في القرآن، وهي الآيات التي حكمت على كل بلغاء العرب بتمام الوهن والعجز عن أن يبلغوا درجات بلاغة القرآن الكريم، فما لهم بذلك يدان، واستمر التاريخ البشري عبر حقبه، ليتجلى الآن أن التطورات التي يكنها الزمن في أدراجه بشأن آليات الكتابة وإنتاج المضمون كانت آيات التحدي تشف بها بشكل واضح، حيث إن هذه الآيات وعددها 6 كلها أكدت العجز عن مجيء مثل القرآن الكريم وكانت اللفظة التي وردت في كل واحدة منها من اشتقاقات تتمحور حول الفعل “أتى”، ومنها قوله تعالى «قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا».
إعجاز قرآني
ربما كانت أمم الإسلام، وهي تقرأ القرآن أربعة عشر قرنا، لا تنتبه لسر الفعل أتى في آيات التحدي، ولكنه يتبين لنا اليوم أن لفظته جاءت بإعجاز قرآني لتكون جامعة لكل مصادر الإنتاج اللغوي اللفظي فلو كان الأمر مقتصرا على التعابير الذاتية من البشر أو من الجن الذين تحداهم الله لكانت عبارة كالقول مما يقرب من التمحض لذلك، بأن يكون التحدي أن يقولوا مثله، ولكن عبارة “القول” لا تشمل القدرات الأخرى التي تختص بالتقنيات فكان التعبير بفعل أتى: «لا يأتون بمثله»، «قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات» «..فأتوا بسورة من مثله»، هو التعبير الذي يدخل في نطاقه الذكاء الاصطناعي، فما جاء من التعبير عن طريق الذكاء الاصطناعي لا يكون قولا ذاتيا من البشر ولكنه إتيان هم مشرفون عليه وقدرات تأتي بما يمكن أن تتوصل إليه التطبيقات، فكان هذا إعجازا يجسده لفظ الإتيان.
القرآن الكريم، معجزة مستمرة عبر العصور، وماؤه “يمر به التاريخ لا يتعكر” بتعبير الشاعر الحديث، فتجد الظواهر المستجدة والاكتشافات نفسها في مرآة القرآن الكريم، والجديد المعاصر تبدو آيات القرآن دالة عليه منذ القدم وليس الذكاء الاصطناعي بدعا في هذا
كلمة السر
وذلك هو الحال في مختلف آيات التحدي، فلو قرأنا من بينها آية: «فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صدقين» وقوله تعالى «قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدىٰ منهما أتبعه إن كنتم صدقين» وجدنا كلمة السر الإعجازية المشتقة من مادة الإتيان هي القاسم المشترك باطراد في كل هذه الآيات، والنتيجة محسومة سلفا هي تلاشي القدرات اللغوية والبلاغية أمام فصاحة ومعجزة الكتاب الكريم الذي جاء بالتعبير اللغوي والبيان الأسلوبي معجزة باقية إلى يوم الدين، تتجدد في كل عصر من العصور ملامح من إعجازها ويستبين أهل كل زمان سرا من أسرارها التي لا تنفد، لأنه من عند الله، والناموس الذي يسير إنتاج الصياغات إلى الأبد، هو الآية: “ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا” وهنا كذلك نطالع في التعبير القرآني “غير الله” ما يشمل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة ونفهم هذا الإعجاز أكثر حيث رأينا هذه المخترعات الحديثة جزءا من طبيعة الحياة اليوم ومظهرا من مظاهرها، في حين أنه كان ذوو العصور من قبلنا ربما لا يخطر ببال الجيل من أجيالهم أن الإنتاج اللفظي والصياغي سيصبح من ضمن عمل البرمجيات ولا يقتصر على البشر.
مرآة القرآن
القرآن الكريم، معجزة مستمرة عبر العصور، وماؤه “يمر به التاريخ لا يتعكر” بتعبير الشاعر الحديث، فتجد الظواهر المستجدة والاكتشافات نفسها في مرآة القرآن الكريم، والجديد المعاصر تبدو آيات القرآن دالة عليه منذ القدم وليس الذكاء الاصطناعي بدعا في هذا، فقبل الذكاء الاصطناعي دلت الآيات القرآنية على اختراع الطيران وغيره ولم يزل الحديث عن ذلك معهودا عند تناول المفسرين المعاصرين لقوله تعالى في سورة النحل “والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ۚ ويخلق ما لا تعلمون”، ففي ضوء “ويخلق ما لا تعلمون” نرى كيف شملت الآية الطيران الحديث قبل وجوده، وحول هذا نجد لدى سيد قطب في تفسير الظلال قوله “ولقد وجدت وسائل للحمل والنقل والركوب والزينة لم يكن يعلمها أهل ذلك الزمان، وستجد وسائل أخرى لا يعلمها أهل هذا الزمان، والقرآن يهيئ لها القلوب والأذهان، بلا جمود ولا تحجر (ويخلق ما لا تعلمون).
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر استجابت لدعوة الرئيس في إصدار حكم، بما مضى. فدائما تذكّرنا القدرات المتواضعة الآن بعهد الرئيس مبارك، فلا يعرف قيمة أمه إلا من يتعامل مع زوجة أبيه، وكثيرون صار شعارهم "رُبّ يوم بكيت منه، فلما مضى بكيت عليه". ولست من هؤلاء...
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نيته تعيين حاكم أركنساس السابق "مايك هاكابي" ليكون سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل وهو المعروف بدعمه منقطع النظير للاستيطان، خاصة في الضفة الغربية التي يعتبرها جزءاً من أرض الميعاد كما يقول،...
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح في إسطنبول، البروفيسور المؤرخ زكريا كورشون، كنت أتحدث معه عن آخر إصداراته، فحدثني عن كتابه "العرب العثمانيون"، ومقصد الكتاب تبيان عمومية النظام السياسي في الإسلام لجميع الأعراق والأجناس في ظل الدولة الواحدة . فالإسلام...
0 تعليق