
نهاية “حل الدولتين” إلى غير رجعة
بقلم: خليل العناني
| 25 فبراير, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: خليل العناني
| 25 فبراير, 2024
نهاية “حل الدولتين” إلى غير رجعة
يكشف قرار الكنيست الإسرائيلي بعدم الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية عن رؤية إسرائيلية واضحة، تلخصها وزيرة الاستيطان “أوريت ستروك”. يرى القادة الإسرائيليون عدم وجود شعبية فلسطينية، مما يكشف عن توجهاتهم السياسية والإيديولوجية.
رؤية إسرائيلية للقضية الفلسطينية
“لن تكون هناك أبدا دولة فلسطينية على أرض إسرائيل، لأنه لا يوجد شعب فلسطيني، لا يوجد شعب كهذا”.. بهذه العبارة لخصت وزيرة الاستيطان الإسرائيلية “أوريت ستروك” الحال التي وصلت إليها القضية الفلسطينية.
حديث “ستروك” جاء في كلمة ألقتها يوم الأربعاء الماضي، أثناء تصويت الكنيست الإسرائيلي على قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعدم الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية؛ وقد حظي القرار بدعم الأغلبية الكاسحة من أعضاء الكنسيت الإسرائيلي بمختلف توجهاتهم السياسية والإيديولوجية والدينية حيث صوّت لصالحه ٩٩ عضوا من أصل ١٢٠ عضوا بالكنيست، بما في ذلك المعارضة الإسرائيلية بقيادة يائير لابيد. وقد اعتبر نتانياهو التصويت على قراره بمثابة نصر سياسي كبير، يدعم موقفه التفاوضي مع حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، وفي مواجهة التحركات الدولية والإقليمية الأخيرة، التي رأى البعض أنها قد تفضي إلى الإعلان عن قيام دولة فلسطينية.
كلام ستروك، ومعها نتانياهو وبقية أعضاء حكومة الحرب التي يقودها، وكذلك الغالبية من أعضاء الكنيست الإسرائيلي؛ ذلك يذكرنا بأصل الصراع في فلسطين، ويعيد تذكيرنا بأبجدياته التي حاول المطبّعون العرب – ومن خلفهم حلفاءهم الدوليين وخاصة الأميركيين- طمسها أو تناسيها على مدار العقود الثمانية الماضية، وهي أن اليهود الإسرائيليين لا يعترفون بشيء اسمه الشعب الفلسطيني، ولن يعترفوا أبدا بدولة اسمها فلسطين. وبالرغم من أنه لم تكن هناك أية ضغوط حقيقية من أجل الاعتراف الإسرائيلي بالدولة الفلسطينية، فإن الأمر بدا مناسبة جيدة للصهاينة كي يضعوا النقاط على الحروف، ويكشفوا عن نواياهم الحقيقية دون خجل أو مواربة.
والحقيقة أن يهود إسرائيل أكثر صراحة وصدقا مع أنفسهم وشعبهم، من كثير من السياسيين والقادة العرب والغربيين الذين كانوا – ولا يزالون- ملكيين أكثر من الملك في الترويج لأكذوبة السلام والتعايش مع إسرائيل؛ بل لن نستغرب إذا خرج علينا أحدهم ليدافع عن قرار الكنيست بعدم الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية، باعتباره مجرد كلام ولا يجب التعويل عليه. فهؤلاء لا يزالون يعيشون في الوهم لأسباب ومصالح خاصة بهم، ولا علاقة لها بالشعب الفلسطيني، لذلك فليس غريبا ألا يأخذهم نتانياهو بجدية، وألا يلتفت إليهم أو يقيم لهم وزناً، بدليل أن طائراته ومدافعه ومسيراته تدكّ غزة على مدار الساعة دون أن يخشى من عواقب أفعاله، بعد أن ضمن الصمت والسكوت والسكون والخنوع العربي والتواطؤ الغربي.
وقد وصل الأمر مؤخراً إلى حد استجداء القوة العظمى في العالم، أميركا، لنتانياهو كي يرسل وفدا من أجل التفاوض حول صفقة الرهائن.. هكذا بات سقف طموحات وتوقعات واشنطن من تل أبيب، رغم كل الدعم العسكري والدبلوماسي غير المحدود الذي تقدمه إدارة بايدن لنتانياهو، وكان آخره استخدام واشنطن لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، وذلك للمرة الرابعة، من أجل إجهاض مشروع قرار جزائري يطالب بوقف فوري لإطلاق النار ومنع التهجير القسري للفلسطينيين.
لذلك، فإن ما يفعله الإسرائيلي الآن من قتل وتدمير وحصار وتجويع لأهل غزة، هو الحصاد الطبيعي لمسار أوسلو الوهمي، الذي استمر ثلاثين عاماً ولم يفض إلى شيء سوى قبض الريح، في ما يخص حقوق الفلسطينيين التاريخية والمشروعة في أرضهم وبيوتهم وبلادهم ودولتهم. ولن يضير الإسرائيلي أن يستمر في حربه العبثية الدموية حتى تتم إبادة الشعب الفلسطيني في غزة، ليتحول بعدها إلى الضفة الغربية من أجل التخلص من أهلها، قتلا واعتقالا وتهجيرا.
وحقيقة الأمر أن ما جرى في السابع من أكتوبر الماضي لم ينشِئ هذا الموقف الإسرائيلي من الدولة الفلسطينية من العدم، ولكنه فقط كشف الستار عنه، وأخرجه للعلن بشكل لم يكن ليحدث لولا ما جرى في ذلك اليوم؛ وهو يكشف عن حقيقة التفكير الإسرائيلي في فلسطين وأهلها، والذي كان البعض يحاول مداراته وتعميته طيلة العقود الماضية.
كما أن أحداث ذلك اليوم قد قلبت الأمور رأسا على عقب.. فعلى مدار عقود كانت إسرائيل تستجدي السلام مع العرب والفلسطينيين، وتسعى جاهدة كي يتم الاعتراف بها والتطبيع معها عربيا وإقليميا؛ أما الآن فقد تغير الوضع، وأصبحت دول عربية كثيرة تسعى لاسترضاء إسرائيل واستجدائها من أجل وقف حربها الدموية على الفلسطينيين، ليس حباً فيهم، وإنما لتقليل الحرج الذي يتعرضون له محلياً وإقليمياً. بل يمكن القول بأنه، حتى لو اعترفت الدول العربية بإسرائيل، وقامت بتطبيع العلاقات معها، فثمة شكوك كبيرة بأن توقف حربها على قطاع غزة، وتعترف بإقامة دولة فلسطينية.. هكذا وصلت الحال بالعرب وبالقضية الفلسطينية، وذلك كله نتيجة طبيعية لأوهام السلام التي تم تسويقها على مدار العقود الماضية. وأغلب الظن أن الفلسطينيين لن ينالوا حريتهم ولن يقيموا دولتهم في المدى المنظور أو البعيد؛ فقد أنهت حرب غزة خيار الدولتين إلى غير رجعة، وقضت على فكرة التعايش بين الشعبين اليهودي والفلسطيني، ولم يعد هناك من سيناريو واقعي سوى سيناريو الدولة الواحدة، وهي إما أن تكون دولة يهودية بحكم الأمر الواقع، أو دولة فلسطينية من خلال النضال والمقاومة من كافة أبناء الشعب الفلسطيني.. وما عدا ذلك سيكون وهما.

أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق