أشرطة تسجيلات صدام حسين.. الحكايات السرية لنظام استبدادي

بواسطة | مايو 11, 2024

بواسطة | مايو 11, 2024

أشرطة تسجيلات صدام حسين.. الحكايات السرية لنظام استبدادي

تجدَّد الحديث عن الرئيس العراقي صدَّام حسين مع نشر رغد – ابنته- أوراقًا بخط يد والدها في سجنه، وأطلقت عليها لفظ “مذكرات”، وهي أوراق يحكي فيها صدّام يومياته في السجن.

خلَت الأوراق من أي معلومات مهمة أو سرِّية، كما خلت من أي حديث لصدام عن الندم عن تصرفاته الخرقاء، ومغامراته العسكرية غير المحسوبة، أو مراجعة نظامه الشمولي، أو اعترافات بأخطاء الحكم الاستبدادي، التي كانت سببًا في جلب الغزاة إلى العراق. وأظن أننا نحتاج إلى دراسة نفسية عن المازوخيِّين، عاشقي حياة المستبدّين، خصوصًا مع رؤية شوق الجماهير إلى أحاديث رغد، ابنة صدام حسين.. هذه العقول، التي ترى الكاريزما في الطغاة، هم العيِّنة التي تصلح أن تكون حذاء يرتديه الطاغية ويدوس عليه.. كراهيةُ الظَّلمة وفهم طبائع الاستبداد جزء من مقاومة شرِّهم المستطير!

عندما طالعتُ تلك الأوراق التي نشرتها رغد، رُحت أقلِّب في كتاب “أشرطة تسجيلات صدَّام حسين”، فقد اعتبرتُه أقرب إلى مذكرات صادقة لصدَّام، يحكي فيها عن آرائه السياسية في اجتماعاته السرِّية مع قادة حزب البعث، ومؤخَّرًا عاد المؤرخ ستيف كول إلى هذه التسجيلات، وهو يؤلف كتابه عن تاريخ علاقة صدام حسين بالولايات المتحدة الأمريكية، نشره بعنوان “فخ أخيل.. صدام حسين والمخابرات الأمريكية”.

ما قصة أشرطة تسجيلات صدام حسين؟

خلال غزو القوات الأمريكية العراق عام 2003م عثرت القوات على كنز مهم، فقد استولت على آلاف الساعات من أشرطة التسجيلات السرِّية للاجتماعات الخاصة بالرئيس العراقي صدَّام حسين، وهي اجتماعاته مع أعضاء حزب البعث ومجلس قيادة الثورة وكبار ضباط جيشه.

وجُمعت هذه الملفات في أجواء من التكتُّم، ووصلت هذه الأشرطة إلى معهد التحليلات الدفاعية في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لتُفرَّغ وتخضع بعدها إلى عمليات مراجعة دقيقة، قبل نشرها، وذلك لإخفاء أي معلومات قد تُلحق الضرر بأي أحد خارج دائرة نظام صدَّام، وأتاحت هذه التسجيلات لمحلِّلي البنتاغون فرصة لتعرُّف شخصية صدَّام حسين أكثر، تلك الشخصية الأكثر جدلًا طوال فترة حكمه العراق.

وتتيح التسجيلات تفسيرات مهمة حول صدام حسين، وكيف كان يدير عالمه الميكيافيلي الذي خلقه بنفسه، كما تُظهره بوصفه رجلًا ذكيًّا يحلّل السياسة العالمية، وتُظهره أيضًا رجلًا مخدوعًا يرى العالم بمزيج يجمع بين الذكاء والمؤامرة، فأحيانًا يقول لحاشيته إن الولايات المتحدة كانت وراء الثورة الإيرانية، وفي أحيان أخرى يعتبر كتاب “بروتوكولات حكام صهيون” مُهمًّا لفهم سياسة إسرائيل، وهو كتاب غير دقيق، نَقَدَه كثير من المؤلفين.

وقد صدر تفريغ الأشرطة في كتاب تحت عنوان “أشرطة تسجيل صدام.. الأعمال السرية لنظام استبدادي”، وتُرجم إلى العربية ونشرته دار الجمل، ونُشرت أجزاء من هذه التسجيلات بصوت صدَّام حسين عبر موقع إدارة النزاع عبر الإنترنت.

صدام حسين وكتابة تاريخ العراق

رأى صدام حسين أن أفضل طريقة يضمن بها دوره هي محاولة أن يؤرِّخ لنفسه ولدوره في تاريخ العراق بنفسه، ففي عام 1979م، حينما كان صدَّام نائبًا للرئيس أحمد حسن البكر، ترأَّس جهود حزب البعث في ما سُمّي مشروع “إعادة كتابة التاريخ”، إذ كان يشدّد على القول إن أي تحليل عراقي لوقائع التاريخ يجب أن يطبق وجهة نظرنا البعثية الخاصة في بناء الأمة العربية.

ويشير محرر الكتاب إلى أن هذا شديد الشبه باهتمام رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، المتعلق بأن يضمن لنفسه الحق في إصدار حكم مناسب – من وجهة نظره- للتاريخ، من خلال كتابته.. كان صدَّام يفهم أن بعض الإرث يُكتسب، وبعضه الآخر محض أسطورة، ولعله رأى أن يمزج بين الاثنين، الإرث المكتسب والأساطير، حتى يصنع صورته في تاريخ العراق.

لقد عثر محررو الكتاب على تسجيل واحد يشير إلى أن صدّام كان يرغب في أن يُبقي بعض الحوارات سريةً بشكل صارم، حين كان يُجري حوارًا مع مستشارين رفيعي المستوى في موضوع المفقودين السعوديين والكويتيين في حرب 1991م، حينها أمر صدَّام العاملين لديه بإغلاق التسجيل، قبل أن يخبرهم بأن ما يودُّ قوله شيء لا يصلح للتوثيق!

هل كان التسجيل اعترافًا من صدّام بإحدى جرائم الحرب، ولم يُرِد أن يسجل شيئًا يمكن أن يمثل إدانة له؟! ومن المعروف طبعًا أن العثور على أدلة تُدين الحكام المستبدين على جرائمهم مشكلة مستعصية، إذ يحرصون على عدم ترك أوراق أو وثائق تدل على جرائم ارتكبوها.

وقد أتلف نظام صدّام وثائق مثل التي تتعلق بالتطهير العرقي للأكراد، أو بأسلحة الدمار الشامل، ويُشير محرر الكتاب إلى أنه إذا تخيَّلنا أن دولة عربية معينة قررت فتح أرشيفاتها، سنجد أن المعلومات الموجودة فيها تتألف من خليط من الوصف، والحدس، والشائعة، والشك، وتشويه السُّمعة، والمؤامرات، لكنَّ ذلك لا يمنعنا من التلصُّص على اجتماعات رئيس مثل صدّام حسين.

صدام ينوي اغتيال السادات والنميري

تكشف تسجيلات صدّام حسين عديدًا من أسرار حكمه، وتزيح الستار عن بعض التفاصيل في كيفية إدارة نظام العراق في عصره لقضايا عديدة. وتوضح التسجيلات الطريقة التي تعامل بها صدّام مع الأزمات، لدرجة أنه كان يتحدث في نوبات الغضب التي تنتابه عن خطط لاغتيال بعض القادة العرب، وكان على رأسهم الرئيس المصري محمد أنور السادات، الذي وصفه صدّام بـ”الخائن” بعد توقيعه اتفاقية السلام مع إسرائيل، بل تجاوز ذلك إلى قتل مَن يدعم السادات، وفي التسجيلات يحرّض صدّام على نظام الحكم في السودان، وعلى قتل الرئيس جعفر النميري بسبب دعم الأخير للسادات.

الحرب العراقية- الإيرانية

وتُعد الحرب العراقية- الإيرانية واحدة من الملفات المهمة التي نالت نصيبها من هذه التسجيلات، وكشفت عن الاستراتيجية التي اتَّبعها الرئيس العراقي لإدارة تلك الحرب التي دارت بين  عامي 1980 و1988م.

وتكشف التسريبات عن رسائل صدّام إلى النظام الإيراني قبل خوضه حرب الخليج الأولى ضد طهران، طالبًا منهم مراجعة موقفهم للحيلولة دون وقوع الحرب. وتتحدث التسجيلات عن الدور الأمريكي في دعم إيران خلال الحرب، ويُشير صدَّام فيها إلى الطريقة التي تحكَّمت من خلالها الولايات المتحدة في مسار الحرب.. وربما كان ذلك سببًا في زيادة الشعور لدى صدّام بوجود النزعة التآمرية من قِبل الولايات المتحدة، رغم إنكار أمريكا ذلك أكثر من مرة. وسيتطوَّر هذا العداء ويزداد بعد قضية “إيران كونترا”، أو ما يُعرف بفضيحة “إيران جيت”، بعدما زوَّدت أمريكا إيران بعديد من الأسلحة التي وصلت إلى طهران عن طريق إسرائيل.

في اجتماع مسجَّل لصدَّام مع مستشاريه بتاريخ 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 1986م يوضح شكوكه تجاه الجانب الأمريكي، حتى إنه اعتبر أن الثورة الإيرانية صنيعة أمريكية، ثم يكمل بتبرير شكوكه في الدعم الأمريكي لإيران.

وفي مارس/ آذار 1987م، وخلال اجتماع كبار مستشاريه العسكريين، أمر صدَّام بتوجيه ضربات شاملة بالأسلحة الكيماوية على مدينة قُم الإيرانية لقتل جميع من فيها، وفي كتاب “أشرطة تسجيلات صدام” ينشر محللو وزارة الدفاع وقائع هذا الاجتماع.. وفيها قول صدام: “هذه هي فرصتنا لكي ندرّب جيشنا على استعمال الأقنعة والحماية من الحرب الكيمياوية، كما أنها فرصة لإزالة أي إحساس بالرعب في داخلهم حال تعرضهم لأي هجوم كيماوي، ولتقليل الخسائر. أعتقد أننا نحتاج إلى وضع خطة للهجمات الكيمياوية، التي سننفِّذها، وأن نجبر تشكيلاتنا القريبة على لبس الأقنعة”.

غزو العراق الكويت في أشرطة تسجيلات صدام

تزوّدنا الأشرطة الصوتية بدليل واضح على قسوة صدّام ووحشيته.. هذا شيء مُهم، خصوصًا في ما يتعلق باحتلال الكويت، بما أن القصص الشائعة المتعلقة بحرب الخليج عادةً تركّز على قصة التحالف العسكري، أو على الانتقادات لسياسته وأسلوبه، أكثر بكثير من تركيزها على وصف بربرية الاحتلال.

الأشرطة المستولى عليها تكشف أن تقارير صدَّام المسموعة برهنت بشكل جليٍّ على أن ضباطه، ممَّن هُم برتبة ملازم، كانوا يعاملون الكويتيين بقسوة حقيقية.. كان السلوك القاسي يتضمن قطع الألسن، الإعدام على الأعمدة لأولئك الذين عبَّروا لفظيًّا عن معارضتهم، العقوبة الجماعية للناس بسبب إيوائهم المقاومين، ولتثبيط عزائم الآخرين، مع ذبح المقاومين أمام أعين زوجاتهم قبل إضرام النيران في منازلهم.. ويمكن سماع رواية صدَّام عن حرب الكويت في الفصل الخامس من الكتاب بعنوان “أمّ المعارك”.

يُنبِّهنا كتاب “أشرطة تسجيلات صدام حسين” إلى تغيير الطاغية صدَّام روايته عن نفسه؛ فعندما جرى التحقيق معه من جهة جورج بيرو، قال له صدَّام إنه لم يحدث قط أن أمر قواته المسلحة برفع أي جهاز أو نهب من الكويت.

وينقل أحد التسجيلات نقاشًا بين صدَّام حسين وسبعاوي التكريتي (الأخ غير الشقيق لصدَّام) في اجتماع سبتمبر/ أيلول 1990م، فيقول سبعاوي لصدَّام: “ذبحنا 28 شخصًا في مركز واحد من مراكز القيادة، بعد أن أنهينا استجوابهم، تعاملنا معهم بقسوة بالغة، حقيقةً بقسوة بالغة، ومن ثمَّ قتلناهم ودفنَّاهم، أخذناهم إلى أمكنة سُكناهم، أخرجنا النساء، قتلناهُنَّ، وبعدها دفنَّاهم بمنازلهم”.  ثم يضيف قائلًا: “سيدي.. في الواقع لم نفعل ذلك لأننا قَتَلة ومجرمون نحب القتل، غير أن هذا هو الأسلوب الأمثل للتعامل معهم، فبين أخلاقنا وأخلاقهم اختلافٌ هائل، لهذا السبب تعاملنا معهم بلا رحمة”!

وتُوضح التسجيلات كيف أمر صدَّام مرؤوسيه غاضبًا بتكثيف النَّهب، ولقد نفى صدَّام أنه ناقش احتمال استخدام الأسلحة الكيماوية في أثناء “أمّ المعارك”، زاعمًا أن فكرةً كهذه حتى لم “تخطر في بالنا”، بينما عديد من التسجيلات – وعلى العكس من ذلك- تناقض هذا الجزْم.

قال صدَّام في التحقيقات معه إنه لا يعرف شيئًا عن الأعمال الوحشية العراقية في الكويت خلال حقبة الاحتلال العراقي، لكن هذا – وفقًا للتسجيلات- شيءٌ بعيدٌ عن الحقيقة، كما ادَّعى صدَّام عدم معرفته بإضرام الجنود العراقيين النار في آبار البترول الكويتية، وهي العملية التي سببت كارثة بيئية كبيرة، رغم أن التسجيلات تُثبت معرفته بالعملية.

وفي اجتماع مُسجَّل بتاريخ 24 فبراير، يظهر انقطاع الاتصال بين الجنود العراقيين، الذين استسلموا لقوات التحالف بأعداد كبيرة، وبين القيادة العراقية التي كانت تستمع إلى أنباء الاستسلام عبر وسائل الإعلام الأجنبية، ويُعتبر ذلك جزءًا من الحرب النفسية على العراقيين.

حاول أعضاء القيادة العراقية إخفاء بعض الأمور عن صدَّام، خوفًا من رد فعله، ويشير محضر الجلسة إلى أن حسين كامل لم يُعطِ صدَّام الصورة الكاملة للحرب، إذ يقول حسين كامل: “سيدي، لمْ نوافِك بالصورة الحقيقية للوضع، لأسباب عديدة، هي الخوف أو إعطاء الانطباع أمامك بأنه تمَّت زعزعتنا، ولكن من الآن فصاعدًا من المفروض إعطاؤك الصورة كاملة.. في مرات عديدة، خصوصًا عندما كُنا في الكويت، كل أعضاء القيادة العُليا، الذين كنت ترسل مَن يراقبهم، وصلت معنوياتهم إلى أدنى مستوياتها، ولكننا كنا عندما نأتي لنراك، لم نستطع سيدي أن نكشف لك أو نُعلمك بحقيقة وضعنا”.

وتُظهر التسجيلات أنه في اجتماع مسجَّل عقده صدّام مع عدد من المسؤولين، كشف عن نيّته ضرب السعودية – وتحديدًا مدينتَي الرياض وجدة- بالأسلحة الجرثومية، عدا مكة والمدينة.

كانت حرب تحرير الكويت قد رفعت أسهم حسني مبارك في دول الخليج، وبدا زعيمًا للعالم العربي، وهو الأمر الذي سبَّب إزعاجًا لصدَّام. وفي اجتماع لصدَّام مع مستشارين، عُقد في منتصف التسعينيات، يكشف عن موقفه من ترويج فكرة قيادة مبارك العالم العربي، وكيف رد صدَّام على أحد مستشاريه (بتهكُّم) حينما أثار هذا الأمر أمامه، إذ قال: «هل يعتقد هذا الأخ مبارك أنه قائد العالم العربي حقًّا؟ ويجيب المستشار: نعم سيدي، هذا ما يقوله هو وصحافته. ويرد صدَّام: خطأ خطأ خطأ! أقسم بالله العظيم بأنه شخص ظريف ومُضحك وهذا كل ما هنالك، لا أكثر ولا أقل.. يجب معرفة مَن وضع مثل هذه الفكرة في رأسه”!

أهمية تسجيلات صدام حسين

تكمن مفارقة تسجيلات صدام حسين في أنها تمنحنا فرصة لاستراق السمع لصوت صدَّام حسين بين حاشيته والموظفين في حكمه في أوج فترات قوته، وتُتيح لنا فرصة لنزع احتكار صدَّام حسين للمعلومة، فنسمع ما يفكر فيه، خصوصًا أن صدام لم يكن يتخيل أن تقع تلك التسجيلات في أيدي أعدائه الأمريكان، ومما يدعو إلى الضحك أن أحد أكثر الأنظمة غموضًا في أواخر القرن العشرين، ربما بفضل هذه التسجيلات، سيكون واحدًا من أكثر الأنظمة شفافية، وتعرضا لأن نعرف كثيرًا من المعلومات والتفاصيل الداخلية له.

هذه دعوة إلى الإبحار في اجتماعات صدَّام حسين، وقد كتبت قبل ذلك كيف اختلفت رواية سعدون حمادي، وزير الخارجية العراقي، بين تدوين مذكراته التي نشرها عن صوته القوي المؤيد لصدام حسين الذي يظهر في أشرطة التسجيلات، ويتحدث فيها سعدون في قضايا حسَّاسة مثل السلاح الكيماوي، وبين ما كان عندما نشر مذكراته بعد سقوط البعث، إذ صمت عن هذه الملفات.

تُظهر التسجيلات صدَّام رجلًا مفعمًا بالحيوية، سريع البديهة، متقلِّبًا ميَّالًا إلى استطرادات لا تعرف الملل في مدى مذهل ومنوع من المواضيع، كانت نظرته العالمية تشبه ما قاله دبلوماسي بريطاني عن ستالين: إنها تتألف من مزيج لافت من الدهاء والهُراء!

وهكذا توفِّر التسجيلات هذا الخليط بين الكفاءة وعدم الكفاءة، وتشرح لنا كيف مارس صدّام السلطة بدهاء ومكْر مع معلومات خاطئة، وأوهام عن نفسه، وعن العالم!

من الكتب التي تُكمل رؤيتنا لحقبة صدام حسين، كتاب “بعث صدام: رؤية من داخل نظام استبدادي” ليوسف ساسون، فقد اعتمد على الملفات والوثائق التي عثر عليها الأميركان بعد غزو العراق، والكتاب يقدّم فرصة لأن نرى الطاغية وهو يمارس قمعه عبر أجهزته، وعبر العبارات المقتضبة التي يكتبها على هوامش التقارير الأمنية، نرى لحظة نادرة لا تُتاح لنا كثيرًا بقراءة عقلية المستبد، وكيفية إدارة البعث وأجهزته حكم البلاد في بلد تحوَّل إلى جمهورية خوف.

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

تاريخ القراءة وسيرة مجانين الكتب

تاريخ القراءة وسيرة مجانين الكتب

من الكتب التي بَهَرتني في بدايات دخولي عالم القراءة كتاب "تاريخ القراءة"، للمؤلف الأرجنتيني ألبرتو مانغويل؛ دلَّني عليه صديقي يوسف عبد الجليل، وقرأته أكثر من مرة، وصوَّرت نسخةً غير شرعية منه في مكتبة كانت تطبع الكتب في طنطا. وقد عُدت إليه مؤخرًا وأنا أفكر في سر جماله،...

قراءة المزيد
لا تخدعنَّك مظاهر التقوى!

لا تخدعنَّك مظاهر التقوى!

في الحكايات الشعبية لبلاد الفرس، أن صيادًا كان يصطاد الطيور في يوم عاصف، فجعلت الريح تُدخل في عينيه الغبار، فتذرفان الدموع! وكان كلما اصطاد عصفورا كسر جناحه وألقاه في الكيس. وقال عصفور لصاحبه: ما أرقه علينا، ألا ترى دموع عينيه؟ فرد عليه الآخر: لا تنظر إلى دموع عينيه،...

قراءة المزيد
الضحالة والمعرفة السائلة

الضحالة والمعرفة السائلة

عُرف الفيلسوف وعالم الاجتماع البولندي زيجمونت باومان (١٩٢٥-٢٠١٧)م، بأنه صاحب مصطلح السيولة، التي أصدر تحتها سلسلته الشهيرة السيولة، من الحداثة السائلة والثقافة السائلة والحب السائل، والشر السائل والأزمنة السائلة والمراقبة السائلة، وهلم جرا من سيولات باومان المثيرة،...

قراءة المزيد
Loading...