حماس والصهاينة.. مَن يريدُ تدمير مَن؟

بواسطة | يناير 30, 2024

بواسطة | يناير 30, 2024

حماس والصهاينة.. مَن يريدُ تدمير مَن؟

تتناول هذه المقالة مجموعة من المزاعم والأكاذيب التي يروج لها الصهاينة بخصوص الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. سنقوم بفحص بعض تلك المزاعم وكشف حقائق مهمة تكشف عن حقيقة الوضع الفلسطيني.

حقائق مكشوفة حول الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي

   مزاعم وادعاءات وأكاذيب الصهاينة لم ولن تقف عند حد معين، ولا يستطيع امرؤٌ حصرها في هذه المساحة المحدودة بسبب كثرتها، بل واستمرار آلة المزاعم والأكاذيب الصهيونية في إنتاجها منذ أكثر من سبعة عقود مضت.. لكن، يمكن إبراز واحدة من تلك المزاعم التي بدأت تتردد على المسامع مع ظهور مؤشرات هزيمتهم في غزة بإذن الله، تفيد بأن حماس تريد تدمير “إسرائيل” وإقامة دولة من النهر إلى البحر..

هذا تضليل للعالم، أو محاولة جديدة من الكيان الغاصب هذا لإظهار نفسه في صورة ضحية مغلوبة على أمرها، وتتعرض للاضطهاد من شعب غير متحضر، يعيش بجانبها ولا يريد لها أن تعيش بسلام! هكذا يصور الكيانُ الغاصب الشعبَ الفلسطيني، الذي هو من يتعرض للقتل والتنكيل والتهجير والتدمير منذ أكثر من سبعة عقود، فيما العالم يسمع ويرى دون أن يحرك ساكنا.

  يريد الكيان الصهيوني هذا أن يقلب الآية ويعكس الأمور، ليقنع بذلك العالم أنه هو الأصل وأن الشعب الفلسطيني هو الطارئ أو الدخيل على الأرض، ولا شك أنه نجح طوال هذه السنوات العجاف في إقناع كثيرين حول العالم بذلك، حتى إنه فعل وما زال يفعل ما يريد دون أن يعير أحداً أي اهتمام؛ لكن طوفان الأقصى أوقف هذه العنجهية، وكشف زيف الرواية أو السردية الصهيونية، حتى بدأ كثيرون حول العالم يقفون لحظات لإعادة التفكر في ما جرى ويجري، وفي سبب وقوع طوفان الأقصى أساساً..

  بدأت الرواية الفلسطينية بعد أحداث غزة المستمرة تأخذ وضعها الحقيقي، وتزايد عدد الراغبين في الإنصات إليها وفهم ماهيتها وحقيقتها، ليجد كثيرون أن الآلة الإعلامية الصهيونية خدعتهم لسنوات طوال، ما شاهدوا فيها سوى ما أرادت وتريد الصهيونية أن يشاهده الآخرون، وما سمع أحد سوى ما أرادت تسويقه للناس، وهكذا سارت الأمور حتى السابع من أكتوبر المجيد الفائت. إذ اتضحت للناس جملة حقائق كانت مُغيَّبة، ومنها:

• ما يقوم به المجاهدون الفلسطينيون من أفعال في غزة، إنما هو – بلغة القانون ولغة العصر- فعل مقاومة؛ أي إنه وقع اعتداء عليهم من محتل، وفعلهم هو مقاومة احتلال، وهذا مقبول ومدعوم من كل القوانين الدولية، ومن قبلها الأعراف ومعها المنطق السليم. إذ طالما هناك احتلال، فلابد أن تظهر مقاومة، وهذه بدهيات معروفة في تاريخ ثورات الأمم والشعوب، وهذا تماماً ما يحصل الآن في غزة، وليس كما تزعم وتفتري الآلة الصهيونية الإعلامية، ومحاولاتها الحثيثة لقلب الحقائق والأمور.

• حماس ما دعت إلى تدمير وإفناء اليهود – أو من يسمون أنفسهم بـ”الإسرائيليين”- وإنما دعت لتحرير الأرض الفلسطينية المغتصبة بكل الطرق والوسائل المشروعة؛ على عكس الكيان الصهيوني الغاصب، الذي دعا وما زال يدعو علانية إلى إبادة الشعب الفلسطيني أينما كان وظهر، والقيام بأفعال التطهير العرقي، والدعوة إلى محو غزة من الوجود، بل إن أحد المسؤولين منهم دعا إلى تحقيق ذلك الإفناء أو التدمير بقنبلة نووية!  فمن الذي يدعو إلى تدمير الآخر؟

• هذا الاحتلال البغيض لا يعترف أساساً بوجود دولة تسمى فلسطين، أو بوجود شعب فلسطيني تجذرت أصوله في هذه الأرض قبل أن تزحف عصابات الصهاينة إليها منذ بدايات القرن الفائت.. فكيف يريد الصهاينة أن يعترف الفلسطينيون بوجودهم، وهم أساساً لا يقومون بالفعل نفسه؟ أيُّ منطق هذا الذي يسيرون على هداه؟

• كيف يريد الصهاينة من الفلسطينيين منحهم شرعية لوجودهم، وهم يحتلون أرضهم ويقومون بكل أفعال جرائم الحرب؟ كيف يريد الجاني المجرم من الضحية أن تعطيه الشرعية وتقبل به، وهو لا يتوانى لحظة في ذبحها والتنكيل بها واضطهادها وتهجيرها بكل ما أوتي من قوة ووسائل؟ 

 لا بد أمام كل حقائق المنطق السليم تلكم، أن يتعرف العالم من جديد على جوهر هذه القضية المزمنة، ويدرك أن هذا الكيان المسمى زوراً وبهتاناً باسم نبي من أنبياء الله “إسرائيل عليه السلام” كيان استعماري عنصري، لا يقبل أن يعيش معه شعب آخر، على رغم أنه هو من يحتل أرضه ويقوم بأفعال القتل والتهجير ضده!. إنه كيان توسعي استيطاني لا يعترف بحدود، لدرجة أنه لا يرضى رسم حدود الأراضي التي احتلها واغتصبها من أصحابها الحقيقيين التاريخيين.

الكيان الصهيوني – منذ أن اغتصب فلسطين- مستمر في سياساته ومشروعاته، متبعاً سياسة التدرج وفرض الأمر الواقع بقوة السلاح، ويأتيه دعم غير محدود من واشنطن وبعض مختلي العقل من اليمين المتطرف في الغرب؛ لكن طوفان الأقصى – بفضل الله- كشف كل هذا العدوان وكل تلكم الحقائق التي كانت مغيّبة عن مدارك كثيرين في العالم، فأزال هذا الطوفان غشاوة غليظة عن عيونهم، فهالتهم بشاعة ووحشية المشاهد.

  المطلوب – مع هذا الزخم العالمي لصالح الفلسطينيين- تكثيف الجهود عبر كل الوسائل الممكنة في نشر الحقائق وكشف زيف هذا الكيان، وبيان الدعم اللامحدود من الغرب له، فإن ما كان يخطط له الكيان طوال السبعين سنة الفائتة يريد أن يكمله عبر احتلال غزة من جديد، ليبتلع بعد ذلك ما تبقى من الضفة، ويحتل كل أرض فلسطين، ثم ينطلق في مشروعه التوسعي نحو الجوار المصري والأردني والسوري، حتى يصل إلى تحقيق رؤيته “حدودك يا إسرائيل من النيل إلى الفرات “. ولن يقف هذا الكيان ولن يرتدع ما لم يظهر له طوفان أقصى ثانٍ وثالثٌ و… وعاشرٌ، يرهبه ويعيده إلى حجمه الحقيقي، وما أُخذ بالقوة، لا يُسترد إلا بالقوة.

 هكذا المنطق.. وهكذا يفهم هذا العدو، وهذا المحتل الغريب.

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

هموم عُمَريّة في الساعات الأخيرة ومصير المتآمرين على اغتيال أمير المؤمنين

هموم عُمَريّة في الساعات الأخيرة ومصير المتآمرين على اغتيال أمير المؤمنين

بعد أن طُعن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه في المحراب في صلاة الفجر، يومَ الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة، في السنة الثالثة والعشرين للهجرة، احتمله الناس إلى بيته وجراحُه تتدفق دما. همّ الخليفة أن يعرف قاتله كان من أوائل ما طلبه أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أن يعرف...

قراءة المزيد
حينما يتمسح العرب بزيدان ولامين يامال وشاكيرا وأوباما !

حينما يتمسح العرب بزيدان ولامين يامال وشاكيرا وأوباما !

أواخر التسعينيات من القرن الماضي، فوجئ العرب بحدث مثير: صور تملأ وسائل إعلام الدنيا تجمع "دودي الفايد" مع.. من؟. مع أميرة الأميرات وجميلة الجميلات "ديانا"!. للتذكرة.. "دودي" (أو عماد) هو ابن الملياردير محمد الفايد، المالك السابق لمحلات هارودز الشهيرة فى لندن. نحن –...

قراءة المزيد
الغربي الآخر بين سعيد ومالك بن نبي

الغربي الآخر بين سعيد ومالك بن نبي

ظل مالك بن نبي مصراً على أن ملحمة الاستقلال العربي الإسلامي، الممتد إنسانياً بين أفريقيا وآسيا، تنطلق من معركة التحرير الفكري بشقّيها؛ كفاح الكولونيالية الفرنسية عبر روح القرآن ودلالته الإيمانية، ونهضة الفكر الذاتي الخلّاق من أمراض المسلمين، والرابط الروحي والأخلاقي...

قراءة المزيد
Loading...