
فيلم إيراني رائع يضعنا في دوّامة من المعضلات الأخلاقية..
بقلم: محمد القاسمي
| 16 مايو, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: محمد القاسمي
| 16 مايو, 2024
فيلم إيراني رائع يضعنا في دوّامة من المعضلات الأخلاقية..
Leila’s Brothers
الفيلم الإيراني “إخوة ليلى” أو “برادران ليلا” هو الفيلم الثالث للكاتب والمخرج الشاب المبدع “سعيد روستائي” بعد فيلميه السابقين “Life And A Day” و”6.5″.
لقد عُرِض الفيلم لأول مرة في مهرجان كان السينمائي بفرنسا في شهر مايو 2022، وحقّق أصداءً طيّبة لدى النقّاد وجمهور المهرجان، وفي الشهور اللاحقة عُرِض في عدة مهرجانات سينمائية دولية، بالإضافة إلى دور السينما الفرنسية والأوروبية.
تم منع الفيلم من العرض في دور السينما الإيرانية بحجّة أن الفيلم شارك في مهرجان كان السينمائي والمهرجانات السينمائية الأخرى دون إذن رسمي من السلطات الإيرانية، وهناك أسباب أخرى لم يتم ذكرها حسب تصريح “سعيد روستائي”، وبعدها بفترة بسيطة أصدر القضاء الإيراني حُكمًا بسجنه لمدة 6 أشهر، ومنعه من العمل في كتابة وإخراج وإنتاج الأفلام لمدة 5 سنوات، مع العلم أنّ الفيلم لا يحمل أيّة إساءة أو تعدٍّ صريح على سياسات إيران، ولكنْ – بشكل عام- “سعيد روستائي” ليس أول مخرج يتم قمعه وسجنه، فهناك كثير من المخرجين الكبار الذين لاقوا المصير نفسه، ومنهم من يقبع في السجن أو تحت الإقامة الجبرية، مثل “محمد رسولوف” و”جعفر بناهي”.
بالرغم من كل تلك العراقيل والقيود التي يتعرّض لها المخرجون والممثلون، وكل العاملين في مجال الأفلام في إيران، فإنّ السينما الإيرانية هي الأفضل في الشرق الأوسط، ولا يوجد لها أي منافس في المنطقة، برغم توفّر الإمكانيات والفرص الإنتاجية ومجال من الحرّية في معظم الدول العربية، ويبقى هذا هو رأيي الشخصي المتواضع، وقد يخالفني البعض.
الفيلم رائع وجميل، ويناقش قضية مهمة وهي الفقر الذي يعاني منه أغلب الشعب في إيران، وتحديدًا بعد العقوبات العالمية التي أثّرت على سعر العملة وخلقت أزمة اقتصادية خطيرة؛ والنص السينمائي الذي كتبه “سعيد روستائي” كان جريئًا وقاسيًا ولاذعًا، بقصة محبوكة بعناية فائقة مع شخصيات مثيرة للاهتمام، وحوارات بليغة وعميقة ترسخ في الذاكرة.
تدور أحداث الفيلم حول أسرة غارقة في الفقر، مع الأب العجوز العنيد “إسماعيل” والأم البسيطة وأولادهما: “علي رضا” شاب مهذّب ورقيق المشاعر وهو المفضّل لديهما، و”منوشهر” رجل يقع ضحية مشاريعه الاحتيالية والفاشلة، و”فرهاد” شاب ساذج مهووس بالمصارعة وجسمه الرياضي، و”برويز” رجل مفرط السمنة ومدمن على الخمور.. وأخيرًا “ليلى”، الابنة الوحيدة في الأسرة، وهي شابة مندفعة ولا تكبت مشاعرها ولا تتهاون في قول كلمة الحق مهما كانت النتائج، ولا يمكن لومها لوجودها في المنزل كخادمة لوالديها وإخوتها الأربعة العاطلين عن العمل دون أن تتزوج وقد تجاوزت 40 عامًا. تحاول “ليلى” تغيير حياة إخوتها للأفضل بوضع خطة للتصرّف بإرث قديم يخصّ والدها، فماذا سيحدث؟
مدة الفيلم تتجاوز ساعتين ونصف الساعة، ولكنني لم أشعر أبدًا بمرور الوقت، فالأحداث في تصاعد رهيب، وأداء الممثلين جبّار من الجميع، وعلى رأسهم الفنانة المبدعة “ترانة عليدوستي” بشخصية “ليلى”، و”نويد محمد زاده” و”بيمان معادي” و”فرهاد أصلاني” و”محمد المحمدي” بشخصيات الإخوة الأربعة “علي رضا” و”منوشهر” و”فرهاد” و”برويز”، ولا أنسى “سعيد بورسميني” بشخصية الأب “إسماعيل”.
الفيلم يضعنا في دوامة من المعضلات الأخلاقية: إلى أي مدى سيصل الإنسان لحفظ الكرامة؟ أو لدفع الإهانة؟ أو للوصول إلى الوجاهة؟ أو للحصول على الحياة الكريمة والتخلص من الفقر؟ أو للبر بالوالدين؟
استطاع “سعيد روستائي” أن يُخرج أبشع ما في الشخصيات من مشاعر وأقوال وأفعال، دون أن نطلق الأحكام عليهم، بل ونلتمس لهم الأعذار، لأننا قد نكون مكانهم يومًا ما.

كاتب وناقد ومخرج بحريني
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق