واحد من أشهر أفلام الأكشن والإثارة والتشويق في التسعينيّات..

بقلم: محمد القاسمي

| 4 أبريل, 2024

مقالات مشابهة

مقالات منوعة

بقلم: محمد القاسمي

| 4 أبريل, 2024

واحد من أشهر أفلام الأكشن والإثارة والتشويق في التسعينيّات..

The Fugitive

فيلم “The Fugitive” أو “الهارب” هو واحد من أفضل أفلام الأكشن والإثارة والتشويق على الإطلاق، وقد تم إنتاجه في عام 1993، وهو للمخرج “أندرو ديفيس”، وقد كتب نصّه السينمائي كلٌ من “ديفيد توهي” و”جيف ستوارت”، بعد أن اقتبسا النصّ من المسلسل التلفزيوني الشهير الذي يحمل الاسم نفسه للكاتب “روي هوغينز”، وذلك المسلسل كان حديث الساعة في حقبة الستّينيّات، وله شعبية كبيرة لدى الجيل القديم، وإلى الآن يُشاد به، حيث عُرِض المسلسل على امتداد 4 أعوام (من 1963 حتى 1967)، بإجمالي 120 حلقة.

قصّة الفيلم هي عبارة عن لعبة مطاردة بين قط وفأر.. الفأر هو رجل تم اتّهامه بجريمة قتل زوجته، والقط هو ضابط الشرطة الذي يصبح هاجسه الأكبر القبض على ذلك الرجل؛ القصّة تملك مقوّمات الفيلم الهيتشكوكي بكونها تدور حول رجل بريء يُتّهم زورًا، والجميع يقف ضدّه.

الفأر – أو الرجل- هو “ريتشارد كيمبل”، وهو طبيب جرّاح ذو سمعة طيّبة، يعود إلى المنزل ذات ليلة ليجد زوجته “هيلين” ممدّدة على الأرض، وتوشك على الموت بعد أن تعرّضت للضرب المبرح من قِبَل رجل مسلّح فرّ هاربًا.. كل الدلائل الآن تشير إلى أن “ريتشارد كيمبل” هو قاتل زوجته، فتُدينه المحكمة بالجريمة، ويتم إصدار الحكم بإعدامه، وحين يُنقَل على متن القطار إلى السجن يحصل حادث مفاجئ، وتُتاح الفرصة لـ “ريتشارد كيمبل” للهرب فيهرب، ومن هنا يُصبح الفيلم شائقًا وممتعًا حتى النهاية، بمشاهد الأكشن في المطاردات.

الفنان “هاريسون فورد”، المشهور بسلسلة أفلام “Indiana Jones”، قدّم هنا أداءً رائعًا بشخصية “ريتشارد كيمبل”، ولكن ليس بروعة أداء الفنان المخضرم “تومي لي جونز”، الذي أبدع حقًّا بشخصية القط، أو ضابط الشرطة العنيد “سامويل جيرارد”، ولقاء ذلك نال بجدارة فائقة جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد. بقية الممثلين قدّموا أداءً متميّزًا أيضًا، وأبرزهم “جيرون كرابي” بشخصية الدكتور “تشارلز نيكولز”، و”جوليان مور” بظهورها القصير بشخصية الدكتورة “آن إيستمان”، وقد بزغت نجوميّتها من هذا الفيلم، وانطلقت في هوليوود بالعمل في مختلف الأفلام المهمة مع كبار المخرجين، واليوم هي فنانة مخضرمة بمسيرة حافلة، وفائزة بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة.

الموسيقا التصويرية للمبدع “جيمس نيوتن هاورد” كان لها تأثير كبير على تجربتي مع الفيلم، وقد عزّزت لديّ شعور التوتّر والغموض والتشويق.. المستوى الفني والتقني للفيلم كان متميّزًا من ناحية التصوير والمونتاج والمؤثرات الصوتية والبصرية.

ترشّح الفيلم أيضًا لنيل 6 جوائز أوسكار أخرى؛ لأفضل فيلم، وأفضل موسيقا تصويرية، وأفضل تصوير، وأفضل مونتاج، وأفضل تحرير صوتي، وأفضل مؤثرات صوتية. من النادر جدًّا لفيلم أكشن وإثارة أن يترشّح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم، وإنّ دلّ ذلك على شيء، فهو أنّ الفيلم متميّز ويستحق أن يتنافس مع الأفلام الأخرى الرائعة لعام 1993، كما أنّه نال تقييمات عالية من النقّاد والجمهور، وحقّق إيرادات تقارب 400 مليون دولار في شبّاك التذاكر العالمية.

أفلام الأكشن والإثارة في الآونة الأخيرة أصبحت تعتمد في المقام الأول على القصص الركيكة ونجوم الشبّاك والمؤثرات البصرية الرخيصة، مثلما نرى أفلام الأبطال الخارقين وأفلام السلاسل التجارية التي لا تنتهي، ولكن فيلم “الهارب” يملك معايير فيلم الأكشن والإثارة الكلاسيكي “North By Northwest”، للمخرج “ألفريد هيتشكوك”، حيث كلا الفيلمين يعتمدان على التمثيل المتقن والشخصيات القوية والحوارات البليغة.

لقد شاهدتُ هذا الفيلم أكثر من 10 مرّات، وفي كل مرّة أشاهده أشعر بدرجة التشويق والإثارة نفسها، لأنّه بالفعل فيلم رائع جدًّا.

محمد-القاسمي

كاتب وناقد ومخرج بحريني

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

رسالة إلى أمريكا

رسالة إلى أمريكا

وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...

قراءة المزيد
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!

أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!

أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...

قراءة المزيد
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة

غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة

على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...

قراءة المزيد
Loading...