
فيلم الإثارة والغموض Spellbound
بقلم: محمد القاسمي
| 22 فبراير, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: محمد القاسمي
| 22 فبراير, 2024
فيلم الإثارة والغموض Spellbound
فاز بجائزة الأوسكار لأفضل موسيقا تصويرية، وترشّح لـ 5 جوائز أخرى، ومنها لأفضل فيلم..
فيلم “المسحور” هو أحد أروع أفلام المخرج الكبير “ألفريد هيتشكوك” وأكثرها صعوبة في التقييم، لأن حبكته تعتمد اعتمادًا كبيرًا على نظريات التحليل النفسي، التي غالبًا ما تكون غير قابلة للتصديق، ولكن هذا الفيلم الرائع تناولها بشكل مدهش ومثير للاهتمام، لدرجة أنه يمكن النظر إليه كفيلم تثقيفي للأطباء والمختصين في علم النفس وطلّاب الجامعات، وأيضًا للمرضى أنفسهم.. ومن النادر جدًّا حتى في يومنا هذا أن نشاهد فيلمًا كهذا الفيلم، الذي تم إنتاجه في عام 1946، أي بعد فترة بسيطة من انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهو للمنتج الشهير “ديفيد أوه سيلزنيك“، الذي كان وراء التحفة السينمائية “Gone With The Wind“.
يبدأ الفيلم أحداثه في مستشفى للأمراض العقلية، ونقابل رئيس الأطباء “مورشيسن” الذي سيتقاعد ليحل محلّه الطبيب “إدواردز“، وحين يصل إلى المستشفى ينجذب فورًا إلى الطبيبة “كونستنس بيترسن“، وهي أيضًا تقع في حبّه.
لاحقًا، يتّضح أن “إدواردز” في الحقيقة هو رجل مخادع فاقد للذاكرة.. تحاول الطبيبة “كونستنس بيترسن” مساعدته بكشف ماضيه الغامض، خصوصًا بعد أن يُتّهم بقتل الطبيب “إدواردز” الحقيقي وانتحال شخصيته.
الفنان الكبير “غريغوري بيك” أدّى شخصية الطبيب المزيّف “إدواردز” بشكل مدهش، وكذلك الفنانة السويدية الرائعة “إنغريد بيرغمان“، التي أعتبرها واحدة من أفضل 5 ممثلات في تاريخ السينما، قامت بأداءٍ متقن في شخصية الطبيبة “كونستنس بيترسن“، ولا ننسى الفنان الروسي “مايكل تشيخوف” الذي أدّى شخصية الطبيب العجوز “أليكساندر بورلوف” بإبداع، وهو من تلجأ إليه الطبيبة “كونستنس بيترسن” لمساعدتها في حل اللغز الغامض، والجدير بالذكر أن الفنان “مايكل تشيخوف” هو في الحقيقة ابن أخ الأديب الروسي الشهير “أنتون تشيخوف“، الذي يُعتبر من رموز الأدب الكلاسيكي بقصصه القصيرة ورواياته ومسرحياته الرائعة.
بقيّة الممثلين، بمن فيهم الفنان “ليو جي كارول” بشخصية رئيس الأطباء “مورشيسن“، أبدعوا في أداء شخصياتهم؛ الموسيقا التصويرية مذهلة جدًّا، وكان لها دور محوري ومهم في الفيلم، والفضل يعود للموسيقار الهنغاري الكبير “ميكلوش روجا“، وقد نال عنها جائزة الأوسكار لأفضل موسيقا تصويرية.
ترشّح الفيلم لنيل 5 جوائز أوسكار أخرى، لأفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل ممثل مساعد “مايكل تشيخوف” بشخصية الطبيب “أليكساندر بورلوف” وأفضل تصوير وأفضل مؤثرات بصرية. ولكونه من أشدّ المعجبين، قام “ألفريد هيتشكوك” بالاستعانة بالرسام الإسباني الكبير “سلفادور دالي” في تصميم الديكور لأحد المشاهد المهمّة في الفيلم، وقد كان رائعًا جدًّا، ومخيفًا في الوقت نفسه.
تمكّن “ألفريد هيتشكوك” من تقديم قصّة صعبة، بأسلوب جميل ومشوّق، ورؤية سينمائية خلّابة، من خلال التصوير المتقن وجميع الجوانب الفنّية الأخرى. لا أنسى الجهد الذي بذله الكاتب “بن هشت” في كتابة النص السينمائي بهذا الإتقان بالنظر إلى موضوعه المبتكر، وخصوصًا في تلك الحقبة الزمنية قبل نحو 80 عامًا، وقد استشار العديد من المختصين البارزين في علم النفس لجعل النص مُحكمًا كأفضل ما يُمكن، كما تعاونَ مع زميله الكاتب “أنغوس ماكفيل“، الذي تولّى مهمة اقتباس النص السينمائي من رواية “منزل الطبيب إدواردز“ للكاتبة “هيلاري سينت جورج ساوندرز” والكاتب “جون بالمر“.
مهما كان الفيلم معقّدًا بتوغّله في فن التحليل النفسي، سيبقى في النهاية فيلمًا يروي قصّة انتصار القلب على العقل؛ فحين تغلَق جميع الأبواب في وجه العقل، تقوم المرأة باتّباع صوت قلبها، وتمضي في طريقها قُدُمًا لإثبات براءة الرجل الذي تحبّه.. لا تفوّتوا فرصة مشاهدة هذه التحفة الهيتشكوكية المليئة بالغموض والتشويق.

كاتب وناقد ومخرج بحريني
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق