
قصة الرجل الذي غيّر مجرى التاريخ في الحرب العالمية الثانية..
بقلم: محمد القاسمي
| 23 مايو, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: محمد القاسمي
| 23 مايو, 2024
قصة الرجل الذي غيّر مجرى التاريخ في الحرب العالمية الثانية..
“ونستون تشرشل” في فيلم Darkest Hour
عاش رئيس الوزراء البريطاني الراحل “ونستون تشرشل” حياة طويلة وغير مريحة تمامًا، حتى أصبحت موضوعًا جاذبًا في الأفلام والمسلسلات، وبالتالي شاهدنا في الأفلام عبر السنوات “تشرشل” البطل.. البدين.. الفظ.. الغامض.. المتذمّر.. المُدخِّن!!
مع ذلك لم نشاهد يومًا فيلمًا واحدًا، في السينما أو التلفزيون، ينقل لنا “تشرشل” بهيئته الكاملة، قلبًا وقالبًا، كالفيلم الدرامي السياسي “الساعة الأحلك”، الذي أُنتِج في عام 2017 بأداء رائع من الفنان المبدع “غاري أولدمان”.
لقد قام بتغيير ملامحه وجسمه بشكل رهيب بواسطة فنون المكياج والمؤثرات الخاصة حتى اختفى تمامًا، وصار “تشرشل”! لقد تمكّن من ضبط الصوت والإيماءات والفروق الدقيقة في سلوكه وشخصيته، وأظهر “تشرشل” الظريف والمحبوب والغاضب والبغيض والعاطفي والرومانسي واليائس.. في النهاية، “تشرشل” هو إنسان حقيقي، قاتلَ وحده لإنقاذ بلاده والعالم من بطش “أدولف هتلر” والقوّات النازية.
المخرج المبدع “جو رايت”، الذي أعتبره من أفضل المخرجين في العصر الحديث، هو ممن أقتدي بهم في مجال الإخراج وصناعة الأفلام، فدائمًا ما يبهرني بإبداعه المفرط في الأفلام، وخصوصاً من الناحية الفنية والجمالية القريبة من أجواء المسرحيات العريقة، حتى أصبحتُ أترقب جديده دائمًا بفارغ الصبر؛ وهو يعود هنا في هذا الفيلم برؤية فنية تاريخية مختلفة، وهو معتمد في المقام الأول على شخصيته الرئيسية بأداء “غاري أولدمان”، الذي قضى عامًا كاملًا وهو يدرس شخصية “تشرشل” بكل تفاصيلها قبل تصوير الفيلم، وكان الأمر بالنسبة له عبارة عن تحدٍّ صعب، بوجود أداءات سابقة قوية لشخصية “تشرشل”، مثل أداء الفنان الراحل “ألبيرت فيني” في الفيلم التلفزيوني “The Gathering Storm” في عام 2002، وأداء الفنان “بريندان غليسون” في الفيلم التلفزيوني “Into The Storm” في عام 2009، ولكنّه نجح في التحدّي، وقدّم أقوى وأفضل أداء لشخصية “تشرتشل”.
تدور أحداث هذا الفيلم في اﻷيام الأولى من اندلاع الحرب العالمية الثانية، حيث يقف مصير أوروبا بأسرها على “ونستون تشرشل”، رئيس الوزراء البريطاني الجديد وقتئذ، الذي يتوجب عليه اتخاذ القرار الصعب، إما بالتفاوض مع القائد النازي “أدولف هتلر” أو بشنّ الحرب عليه.
شارك في بطولة الفيلم أيضًا نخبة من النجوم، وأبرزهم: “كريستين سكوت توماس”، التي قدّمت أداءً جميلًا بشخصية “كليمي”، زوجة “تشرشل”، وأيضًا “ليلي جيمس”، بشخصية “إليزابيث ليتون”، سكرتيرة “تشرشل”. بقية النجوم، بمن فيهم “بن مندلسون” بشخصية “الملك جورج السادس”، قدّموا أداءً متميّزًا.
الموسيقار المبدع “داريو مارينيللي”، الذي يُصاحب “جو رايت” في معظم أفلامه، دائمًا ما يأسر حواسنا بموسيقاه التصويرية المذهلة، وفي هذا الفيلم لم تخدمه طبيعة القصة كما يجب لينطلق بإبداعه مثل الأفلام السابقة، ولكنه مع ذلك قدّم موسيقا جميلة منسجمة مع أحداث الفيلم.
الطاقم الفني المبدع المُصاحِب لـ “جو رايت” في أفلامه يضم أيضًا مصمّمة المواقع “سارا غرنيوود”، ومصمّمة الأزياء “جاكلين دوران”، ونعيش مع إبداعاتهما متعة بصرية لا توصف، وكأننا نسير في متحف عريق، ولا أنسى المصوّر “برونو ديلبونل” وعدسته الرائعة.
النص السينمائي الذي كتبه “أنتوني ماكارتن” كان مصقولًا بالشكل المطلوب، دون أي حشو أو إسهاب، ولم يركّز على سيرة “تشرشل” وحياته وطفولته ومسيرته ووفاته، بل ركّز فقط على ذلك الحدث المفصلي من حياته، وتبعاته وتأثيره عليه كشخص وعلى حكومة وشعب بريطانيا والعالم.
حصل الفيلم على جائزتَيْ أوسكار، لأفضل ممثل “غاري أولدمان” وأفضل مكياج وتصفيف شعر، وترشّح لنيل 4 جوائز أخرى، لأفضل فيلم وأفضل تصوير وأفضل تصميم مواقع وأفضل تصميم أزياء.

كاتب وناقد ومخرج بحريني
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق