“ميت غالا” أمات المشاهير !

بواسطة | مايو 13, 2024

بواسطة | مايو 13, 2024

“ميت غالا” أمات المشاهير !

“فليأكلوا الكعك”… عبارة اقتبستها هايلي بايلي (Haley Baylee)، إحدى مشاهير حفل “ميت غالا”، من الملكة ماري أنطوانيت، التي أخبروها أن الشعب الفرنسي يعاني من الفقر والحاجة، ويتمنى الخبز، فقالت بكل قسوة – كما ينسب إليها- “دعهم يأكلون الكعك!”.

لم تكن هايلي بايلي مدركة أنَّ ما قالته سيُحدث ثورة من نوع آخر على منصات التواصل الاجتماعي، قادها المناهضون للحرب على غزة من العرب والغرب، وخاصة من الشعب الأمريكي الرافض للأيديولوجيا التي تتبعها بلادهم، في دعمها الكامل لإسرائيل في حرب الإبادة التي تشنها على غزة منذ قرابة سبعة أشهر؛ حيث رأى المناهضون للحرب على غزة في ما قالته استفزازاً صريحا، واستخفافا بالمأساة التي يحياها شعب أعزل في الضفة الأخرى من هذا الكوكب، الذي يشهد شرق أوسطه أبشع جريمة إبادة جماعية من الممكن أن تقع في العصر الحديث، موثقة بالصوت والصورة، إلا أنها ورغم تشدقهم بحقوق الإنسان وحقوق الحيوان لم تحرك فيهم ساكناً.!

فهذا الاستفزاز قابله المناهضون للحرب على غزة بالدعوة إلى استخدام وسم (#Blockout2024)، سلاحاً لمقاطعة منصات المشاهير والمؤثرين العالميين من الذين صمتوا عن دعم غزة والقضية الفلسطينية، لاسيما ممن حضروا حفل “ميت غالا”، الذي تزامن مع قرار اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة رفح في غزة، والذي بلغت تذكرة الدخول إليه فقط 30 ألف دولار، أما الجلوس على الطاولة فتطلب عن الطاولة الواحدة 275 ألف دولار!

ذلك أن أصحاب الدعوة إلى المقاطعة اعتقدوا أنَّ هؤلاء المشاهير العالميين، أمثال نجمة تلفزيون الواقع كيم كاردشيان وكيلي جينر وليدي غاغا وتايلور سويفت وغيرهم، لديهم فرصة تغيير الواقع إلا أنهم فضّلوا تجاهل حرب الإبادة والفصل العنصري، والتهجير القسري الذي يكابده الشعب الفلسطيني، حمايةً لمصالحهم وللأموال التي يجنونها من الإعلانات لشركات وماركات عالمية، تدعم بالأساس الحرب على غزة، بل وتمول إسرائيل بالمال لشراء السلاح والذخيرة التي تُسقطها على غزة بسكانها ومرافقها وكل ما فيها.

وطالت الحملة أيضا المشاهير والمؤثرين العرب، الذين تعاطوا مع الحرب على غزة على سبيل “الترند” وليس على سبيل الإيمان بالقضية، ولو من منطلق إنساني كما فعل عدد من مشاهير الغرب كـ(Abel Tesfaye) ، الملقب بـ”The Weekend”، وبيلا حديد، الأمريكية ذات الأصول الفلسطينية، والمغني البريطاني روجر ووترز (Roger Waters)، ومغني الراب الأمريكي ماكليمور (Macklemore)، الذين جيَّروا حساباتهم الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي لدعم القضية الفلسطينية والدعوة إلى وقف إطلاق النار الدائم، وأخذوا على عاتقهم مسؤولية رفع وعي مجتمعاتهم بما يحدث في غزة من إبادة جماعية بأطنان الذخائر التي تقع على مدينة غزة، بدعم كامل من الإدارة الأمريكية.

ففي مقابل أولئك التزم السواد الأعظم من المؤثرين والمشاهير العرب الصمت، واختاروا أن يكونوا في خانة “لا سمح الله” مغمضين أعينهم عن المجازر التي تحصد مئات الضحايا في غزة، حيث بلغ عدد الشهداء حتى كتابة هذه السطور 35 ألف شهيد في قطاع غزة، منهم 15002 من الأطفال و9893 سيدة، ويضاف إلى هؤلاء 498 شهيدا في الضفة الغربية.. بل إن الموقف لم يعد الصمت عن الجرائم فحسب، إذ وصل التبجح إلى الإعلان لماركات وشركات عالمية ذات شهرة، أعلنت صراحة دون خجل أو وجل دعمها الكامل لإسرائيل، ليس دعماً معنوياً فحسب بل دعما بالمال أيضا.. فأولئك بفعلهم هذا جردوا أنفسهم من نقاء الإنسانية بعد أن تجردوا من مبادئهم وعقيدتهم التي لا ترضى بقسمة القضية الفلسطينية على اثنين، فمن لم يعلن تضامنه مع فلسطين فهو مع العدو الصهيوني.

ولا يظنّن أحد أن مقاطعة المشاهير وحظر حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي أمر عديم الفاعلية، بل لقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تسهم في تشكيل الرأي العام ومحاسبة الشخصيات العامة على مواقفها بشأن القضايا العالمية، لذا يُعدّ سلاح المقاطعة لمنصات المشاهير العالميين والعرب بحظر منصاتهم من الأسلحة الحاسمة، لتأثيرها المباشر على حجم الإعلانات لديهم بسبب انخفاض عدد المتابعين.. فعلى سبيل المثال لا الحصر، أوضحت بعض التقارير أنَّ كيم كارديشيان – ويُعتقد أنها من الموالين للصهيونية- من أكثر الذين تضرروا بالحملة، فقد خسرت 3 ملايين متابع خلال 24 ساعة من إطلاق حملة ووسم “#Blockout2024”.

ختاماً..

كشفت صحيفة واشنطن بوست عن تعاون أمني بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر، بالعمل معاً للعثور على أنفاق يستخدمها الفلسطينيون المقاومون للاحتلال في رفح، مع تحديد أماكنهم، وتسليم المعلومات لإسرائيل .!

1 تعليق

  1. HUSSAIN MOHD

    لا حول ولا قوة الا بالله.. وحسبي الله ونعم الوكيل على كل متاخذل ومتواطئ على المسلمين .. أشكرك أستاذه هديل على هذا المقال الكافي والوافي

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

تاريخ القراءة وسيرة مجانين الكتب

تاريخ القراءة وسيرة مجانين الكتب

من الكتب التي بَهَرتني في بدايات دخولي عالم القراءة كتاب "تاريخ القراءة"، للمؤلف الأرجنتيني ألبرتو مانغويل؛ دلَّني عليه صديقي يوسف عبد الجليل، وقرأته أكثر من مرة، وصوَّرت نسخةً غير شرعية منه في مكتبة كانت تطبع الكتب في طنطا. وقد عُدت إليه مؤخرًا وأنا أفكر في سر جماله،...

قراءة المزيد
لا تخدعنَّك مظاهر التقوى!

لا تخدعنَّك مظاهر التقوى!

في الحكايات الشعبية لبلاد الفرس، أن صيادًا كان يصطاد الطيور في يوم عاصف، فجعلت الريح تُدخل في عينيه الغبار، فتذرفان الدموع! وكان كلما اصطاد عصفورا كسر جناحه وألقاه في الكيس. وقال عصفور لصاحبه: ما أرقه علينا، ألا ترى دموع عينيه؟ فرد عليه الآخر: لا تنظر إلى دموع عينيه،...

قراءة المزيد
الضحالة والمعرفة السائلة

الضحالة والمعرفة السائلة

عُرف الفيلسوف وعالم الاجتماع البولندي زيجمونت باومان (١٩٢٥-٢٠١٧)م، بأنه صاحب مصطلح السيولة، التي أصدر تحتها سلسلته الشهيرة السيولة، من الحداثة السائلة والثقافة السائلة والحب السائل، والشر السائل والأزمنة السائلة والمراقبة السائلة، وهلم جرا من سيولات باومان المثيرة،...

قراءة المزيد
Loading...