
الفيلم الذي منح “أل باتشينو” جائزة الأوسكار لأفضل ممثل..
بقلم: محمد القاسمي
| 7 مارس, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: محمد القاسمي
| 7 مارس, 2024
الفيلم الذي منح “أل باتشينو” جائزة الأوسكار لأفضل ممثل..
Scent of A Woman
استعراض مسيرة الفنان “أل باتشينو“، بدءًا من بداياته المتواضعة حتى تألقه في أدواره البارزة في أفلام مثل “العرّاب” و”عطر امرأة“. رغم تحديات اختياره لأدواره، إلا أنه نجح بترشيحات أوسكار وأداءه المميز.
قصة نجاح أل باتشينو – من العرّاب إلى عطر امرأة
من منّا لا يعرف الفنان “أل باتشينو”، الذي كان ممثّلًا مغمورًا انطلق من المسارح في نهاية الستّينيّات حتى بداية السبعينيّات وشارك في فيلمين سينمائيَّين، حتى جاءت تلك اللحظة المفصلية في حياته ومسيرته الفنية باختياره في عام 1972 كبطل لفيلم “The Godfather” أو “العرّاب”، الذي يُعتبر اليوم واحدًا من أهم الأفلام في تاريخ السينما، ويعتلي أعلى المراتب في قوائم النقّاد والجماهير، والجوائز السينمائية أيضًا. وقد حقّق نجاحًا باهرًا في شبّاك التذاكر، وبعد عامين تمّ إنتاج الجزء الثاني، وفي عام 1990 تم إنتاج الجزء الثالث.
لم يكن اختيار “أل باتشينو” أمرًا مستساغًا للمنتجين آنذاك، لكونه ممثّلًا مغمورًا وغير معروف، وخصوصًا أنّه سيكون بجانب الفنان الكبير “مارلون براندو”، وقد صارع الكاتب والمخرج “فرانسيس فورد كوبولا” شركة الإنتاج وأصرّ على اختيار “أل باتشينو” لأداء شخصية “مايكل كورليوني” رغم كل العقبات، وكان يسانده أيضًا المنتج “ألبرت إس رودي”، ويمكنكم الاطّلاع على القصة الكاملة لكواليس إنتاج ذلك الفيلم الأيقوني في المسلسل القصير الجميل “The Offer” الذي أُنتِج في عام 2022.
منذ انطلاقته الفعلية في فيلم “The Godfather”، شارك “أل باتشينو” بالعديد من الأفلام المهمة والناجحة، وترشّح لنيل 7 جوائز أوسكار، 4 منها لأفضل ممثل، و3 لأفضل ممثل مساعد، وذلك على امتداد 20 عامًا، ومن المؤسف أنّه لم يفز بأيٍّ منها على الإطلاق، وقد شعر بالشؤم واليأس.
في عام 1992 قرّر “أل باتشينو” المشاركة في فيلم دراما، مختلف عن أفلامه السابقة ذات طابع المافيا والجرائم، وهو فيلم “Scent of A Woman” أو “عطر امرأة”، للمخرج “مارتن بريست”، والمقتبس من فيلم إيطالي قديم يحمل الاسم نفسه، من إنتاج عام 1974، ومبني أساسًا على رواية للكاتب والصحفي الإيطالي “جيوفاني أربينو”، وقد ترشّح ذلك الفيلم لجائزتَيْ أوسكار لأفضل فيلم أجنبي وأفضل نص سينمائي مقتبس، للكاتبين “روجيرو ماكاري” و”دينو ريسي”.
تولّى الكاتب “بو غولدمان” مهمة اقتباس النص السينمائي للنسخة الأمريكية، وقد أبدع في مهمّته حيث اعتمد على السرد البطيء والموزون، وحتى في تقديم الشخصيتين الرئيسيتين “فرانك” و”تشارلي” بجعلنا نسير معهما برويّة نحو المجهول.
تدور أحداث الفيلم حول الكولونيل المتقاعد “فرانك سليد”، وهو رجل كهل ضرير ويصعب التعامل معه، والطالب في الثانوية “تشارلي سيمس” الذي يطمح في الالتحاق بالجامعة، و”تشارلي” الذي يريد في الوقت الحالي أن يُمضي إجازة العيد في منزله مع أسرته، ولكنه لا يملك المبلغ المطلوب للرحلة، فيقبل بوظيفة الاعتناء بـ “فرانك” لبضعة أيام، ولكنه يكتشف أنّ الأمر ليس سهلًا أبدًا، فماذا سيحدث؟!
مدة الفيلم تتجاوز ساعتين ونصف الساعة، ولكننا لا نشعر أبدًا بمرور الوقت ونحن نقضيه برفقة “فرانك” و”تشارلي”، فهناك العديد من المَشاهد الجميلة التي لا تُنسى، مثل مشهد “فرانك الضرير وهو يقود السيارة” ومشهد “رقصة التانغو في المطعم”، والمشهد الخطابي الرائع في قاعة المدرسة الذي قدّم فيه “أل باتشينو” أفضل أداء في مسيرته الفنية، وهو بكل تأكيد من أفضل المشاهد الخطابية في تاريخ السينما.
لقد أبدع في تقمّص الشخصية وبشكل رهيب يجعلنا نصدّق أنّه ضرير حقًّا، ولقاء ذلك فاز بجدارة بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل، وترشّح الفيلم أيضًا لنيل 3 جوائز أخرى، لأفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل نص سينمائي مقتبس.. النجم “كريس أودونيل” بوجهه البريء قدّم أداءً متميّزًا بشخصية “تشارلي”، الموسيقا التصويرية لـ “توماس نيومان” كانت جميلة، الفيلم رائع ومؤثّر جدًّا يعرض يأس الإنسان من حياته والأمور المترتّبة على ذلك، وسيجعلكم تضحكون وتبكون في الوقت نفسه.

كاتب وناقد ومخرج بحريني
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق