
حرب البيجر
بقلم: د. جاسم الجزاع
| 22 سبتمبر, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: د. جاسم الجزاع
| 22 سبتمبر, 2024
حرب البيجر
لعل الحدث الأبرز خلال الأيام الماضية هو انفجار أجهزة البيجر، التي كانت في أيدي أعضاء من حزب الله اللبناني؛ حيث صرحت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، عن مصدر استخباراتي أميركي أن إسرائيل كان لها يد في تصنيع أجهزة الاتصالات اللاسلكية “البيجر”، التي انفجرت في أعضاء من حزب الله اللبناني الثلاثاء الماضي، مورثة قتلى وجرحى بأعداد كبيرة، وأدخلت الشارع العربي في منصات التواصل الاجتماعي (خصوصاَ بين السوريين) في صراع بين التعاطف مع القتلى والجرحى، والتشفي منهم لتورط الحزب الذي ينتمون إليه في الملف السوري.
لكن العجب أن بعض المصادر الاستخباراتية نصت على أن التخطيط الإسرائيلي لهذا النوع من الاختراق لسلسلة التوريد استمر نحو 15 عاما، وكانت هذه الطريقة في أعين وذهنية المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، إلا أنها ترددت في استخدام هذا الأسلوب لخطره على الأبرياء.
لكن الذي يجعلنا نتساءل هو ماهية وخصوصية هذا الجهاز، ولماذا اختير بالذات لهذه العمليات؟ فجهاز البيجر بدأت رحلته في الثلاثينيات من القرن الماضي كأداة تستخدمها المستشفيات لاستدعاء الأطباء في حالات الطوارئ. ومع تطور التكنولوجيا، أصبح البيجر جهازًا شائعًا للاتصالات اللاسلكية في الثمانينيات والتسعينيات، فهو يتيح للمستخدمين تلقي رسائل قصيرة تحتوي على أرقام هواتف أو تعليمات معينة، وكانت هذه الرسائل تُرسل عبر شبكة ذبذباتية خاصة.
واشتهر البيجر لبساطته وفعاليته في توصيل الرسائل بسرعة، وأول بيجر تجاري ظهر في الخمسينيات، واستخدمته في البداية الشركات والمؤسسات في قطاعات الموارد البشرية أو ما سميت قديماَ “إدارة شؤون العاملين”، التي كانت تحتاج إلى إرسال رسائل عاجلة لموظفيها. ومع بداية الثمانينيات، أصبح متاحًا للجمهور بشكل أكبر، ما جعله جزءًا من الثقافة الشعبية في تلك الفترة، وأنا أذكر تلك الفترة على المستوى الشخصي .
إلا أنه في أواخر التسعينيات بدأ استخدامه في التراجع مع ظهور الهواتف المحمولة، وتطور تكنولوجيا الاتصال والأجهزة الذكية والمتطورة؛ حيث كان البيجر محدودًا في قدراته مقارنة بالهواتف المحمولة، إذ يمكنه فقط استقبال الرسائل القصيرة دون القدرة على الرد عليها أو إجراء مكالمات. ومع تطور الشبكات الخلوية، وقدرة الهواتف المحمولة على تقديم خدمات متعددة، مثل المكالمات والرسائل النصية وتصفح الإنترنت، أصبح البيجر غير عملي وغير ضروري، بل صار البعض يرى أن كلفته مرتفعة نسبيًّا مقارنة بالتكنولوجيا الحديثة التي أصبحت أكثر شمولاً وأرخص.. هذا أدى في نهاية المطاف إلى انتهاء عصر البيجر، وتراجعه بشكل كبير من الأسواق.
ومع ذلك، فإن ما فعلته الاجهزة الإسرائيلية يجعلنا نتساءل عن عودة هذة الأجهزة- ومنها البيجر- التي كان يُعتقد سابقاَ أنها أقل خطورة من ناحية الاختراق.. هذا الأمر يجعلنا نفكر مليًّا في مدى قدرة خصومنا على الاختراق، وتحويل أجهزة آمنة ذكية متطورة في أيدينا إلى أدوات لقتلنا وإنهائنا .

أكاديمي كويتي
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق