
عام على طوفان الأقصى وحرب إبادة نتنياهو.. ونهايته السياسية!!
بقلم: أ.د. عبد الله خليفة الشايجي
| 7 أكتوبر, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: أ.د. عبد الله خليفة الشايجي
| 7 أكتوبر, 2024
عام على طوفان الأقصى وحرب إبادة نتنياهو.. ونهايته السياسية!!
مضى عام على عملية “طوفان الأقصى” بقيادة كتائب القسام التابعة لحركة حماس، وسرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي.. تلك العملية النوعية غير المسبوقة، التي وُصفت في العقلية الصهيونية والإسرائيلية بأكبر إخفاق أمني لدولة إسرائيل، وأكبر خسارة منذ الهولوكست والمحرقة.
أدت العملية إلى مقتل 1200 إسرائيلي في 7 أكتوبر، واحتجاز المقاومة 251 إسرائيليا من المستوطنات ونقلهم إلى قطاع غزة. وقد نجحت وساطة قطر لاحقا بالإفراج عن 240 فلسطينيا من سجون إسرائيل مقابل الإفراج عن 105 إسرائيليين معظمهم نساء وأطفال، في عملية غير مسبوقة بأهميتها وتداعياتها.
وللمرة الأولى منذ نكبة 1948، تدور الحرب داخل كيان الاحتلال، بينما خاضت إسرائيل حروبها السابقة على أراض عربية. ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين المدنيين والعسكريين منذ طوفان الأقصى إلى 1664 قتيلا، بينهم 726 جنديا وضابطا، و66 رجل شرطة. وبلغ عدد المصابين 18 ألفا، كما نزح حوالي 143 ألف إسرائيلي من الشمال ومن مستوطنات غلاف غزة، بينما هاجر 600 ألف إلى الخارج! (ستكشف لجان التحقيق فضائح عدد الإسرائيليين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي بالخطأ في فشل أمني وعسكري واستخباراتي سيدين نتنياهو وفريقه وينهي حياته السياسية).
وفي توسيع لقوس حرب الإبادة، وبمخالفة لمطالب الكفيل والحليف والداعم الأول- بايدن وإدارته- جاء فتح جبهة الشمال بتصعيد ينذر بتفجير حرب إقليمية مع دخول إيران على خط المواجهة، بعد استفزازات متتالية، منها قتل مستشارين للحرس الثوري في القنصلية الإيرانية في دمشق، وقد ردت إيران في 13-14 أبريل الماضي بأول عملية قصف مباشر من أراضيها لصواريخ ومسيرات، تصدت له قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن.
وتكرر المشهد في الأول من أكتوبر الجاري برد انتقامي إيراني رداً على اغتيال حسن نصرالله أمين عام حزب الله في بيروت في 27 سبتمبر الماضي، وقبله إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب طهران، أثناء مشاركته بحفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بازكشيان في 31 يوليو الماضي، لترد إيران بقصف صاروخي غير مسبوق في الحروب بـ 200 صاروخ باليستي.
تصدت الدفاعات الأرضية الإسرائيلية وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة للقصف، لكن صواريخ عدة أصابت قواعد عسكرية في الشمال والجنوب، في سعي إيراني لترميم وإعادة توازن وقدرات الردع وطمأنة حلفاء إيران إلى عدم التخلي عنهم، بعد عربدة إسرائيل وقتلها أكثر من 2000 لبناني منذ 8 أكتوبر الماضي وإصابة 10 آلاف، مع قصف شبه يومي على سوريا، ووصلت يد إسرائيل الطويلة إلى ضرب الحوثيين في اليمن.
برر نتنياهو شن حربه على لبنان بأنه لإعادة سكان الشمال، وفصل مسار الشمال عن غزة. وأظهر استطلاع رأي رفض أغلبية سكان مستوطنات الشمال العودة إلى مقار سكنهم وعملهم ما سبب عقدا نفسية، ومأزقا أمنيا لحكومة نتنياهو.
حتى اليوم، يعاني الإسرائيليون من صدمة نكبة طوفان الأقصى.. وتشير الأرقام الصادمة إلى طلب 300 ألف إسرائيلي العلاج النفسي لهول الصدمات النفسية، وما أعقب حرب الإبادة على غزة، والقصف بصواريخ بعيدة المدى طالت تل أبيب من اليمن والعراق، وفتح جبهة الشمال مع حزب الله وإمطارهم بصواريخ يومياً.
كما تشير الأرقام الصادمة إلى حجم الوحشية التي وصفتها محكمة العدل الدولية- أرفع محكمة دولية- بأنها حرب إبادة، وطالب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء نتنياهو ووزير دفاعه غالانت، لارتكابهم جرائم حرب في حرب غزة، وذلك لارتفاع عدد الضحايا والشهداء الفلسطينيين إلى حوالي 42 ألفا، مع أكثر من 10 آلاف في عداد المفقودين تحت ركام منازلهم، وإصابة حوالي 100 ألف فلسطيني من المدنيين الأبرياء.. وثلثا الشهداء والمصابين هم نساء وأطفال! وتقدر الأمم المتحدة تدمير 60% من المنازل والشقق في قطاع غزة!
هزت عملية طوفان الأقصى كيان الاحتلال في الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر 1973، التي شهدت عبور الجيش المصري قناة السويس في هجوم صادم ومباغت مشترك مصري- سوري، لتتكرر الصدمة ولكن بحجم أكبر بعد خمسين عاما باختراق مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي التحصينات الكبيرة، وخرق الجدار، وغزو مستوطنات غلاف غزة بعمق 40 كلم، وعلى مساحة أكبر من مساحة قطاع غزة المحاصر منذ عام 2006، والنازف بعدما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة بلا هوادة انتقاما من سكان غزة بعملية السيوف الحديدية.
خلال ذلك كان ارتكاب المجازر الوحشية، والتدمير الممنهج للبنى التحتية والمنازل والشقق والمدارس والمستشفيات، ومراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، حتى إن نتنياهو وزبانيته شنوا هجمة شيطنة وحشية على وكالة الأونروا، باتهامها بتشغيل موظفين تابعين لحركة حماس، وهو محض افتراء وكذب، ما دفع دولا كبرى، وعلى رأسها الداعم الأول لكيان الاحتلال، الولايات المتحدة وإدارة بايدن، إلى تجميد المساعدات المالية السنوية للوكالة، ما ينعكس سلبا على تقديم الخدمات والغذاء والدواء لمليونين وربع مليون فلسطيني في غزة، نزح أكثر من 90% منهم.
بعد عام من طوفان الأقصى، عادت القضية الفلسطينية إلى الصدارة، ونجحت التغطية الواسعة التي تفضح وتسقط الكثير من الأقنعة بإحياء القضية، التي كانت قد تراجعت فغدت قضية هامشية أمام الطغيان المتقدم، وتوسع واقع التطبيع العربي، وتعويم إسرائيل منذ عام 2020، بعد نجاح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وفريق عمله الصهيوني بقيادة صهره جاريد كوشنير بضم 4 دول عربية لقطار التطبيع، فشمل ذلك الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، وارتفع عدد الدول العربية المطبعة والتي أقامت علاقات دبلوماسية إلى ستة، في مخالفة لمبادرة السلام العربية في قمة بيروت العربية عام 2002 (التطبيع العربي الكامل مقابل انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية.
تخشى إسرائيل من عمليات نوعية تأتي تزامنا مع ذكرى طوفان الأقصى الأولى، وبرغم استمرار حرب نتنياهو الدائمة للبقاء في السلطة، يبقى غارقا في غزة. وهروبه إلى الأمام بحربه على لبنان لن يغير واقعه وإرثه المر، وستلاحقه لعنة حرب غزة.. خسائره وفشل مغامراته ستنهي حكمه وزمرته المتطرفة الفاشية إلى الأبد!

أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق