
يوم عرفة وكتابة المسار الاستراتيجي للأمة
بقلم: د. جاسم الجزاع
| 16 يونيو, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: د. جاسم الجزاع
| 16 يونيو, 2024
يوم عرفة وكتابة المسار الاستراتيجي للأمة
قال النبي الأكرم ﷺ في يوم عرفة، في خطبة كان لها وقع على سامعها لجلالها وبهائها، وما تحمله من رسائل للأمة وللشعوب العربية والإسلامية، وللأجيال التي سوف تتعاقب بعد ذلك: “ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي”.
وما ذكر النبي الأكرم أمر الجاهلية إلا لعلمه أن الممارسات الجاهلة لا تنفضّ عن أيدي الناس ما دامت أرواحهم تسري في أجسادهم، فإن النفوس لا تزال تراودها الأفكار الجاهلية، وتسعى جاهدة في حرب نفسية لمجابهة تلك المرادات التي لا تخلق في النفس إلا رديء الفعل ومجانبة الصواب، وتعزز الجهالة والفردانية .
والجاهلية مصطلح إسلامي، ورد في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في مراد ذمها والتحذير منها.. ويشير هذا المصطلح في عمومه إلى حياة الأمم والشعوب قبل نزول التشريع الإسلامي، وما يخالط تلك الفترة من جهل شديد في كثير من النواحي والجوانب، وأهمها الجانب الديني الفكري المعتقدي، وهناك أيضا الجانب السلوكي الاقتصادي، وأيضا الجوانب الأخلاقية والاجتماعية وغيرها.
وعلى سبيل المثال، يتضمن التحذيرُ من جاهلية المعتقد التحذيرَ من الشرك بالله، ومن الاعتقاد بأن مصائر الأمور ومبادئها ليست من عند الله تعالى، فيبقى العقل الإنساني رهينة لأطراف مخلوقة وأشياء موجودة لا علاقة لها بنشوء السبب وفعاليته، ويبقى عقل المشرك خاملا عن التفكير بجدية في البحث والنظر في أدوات الخالق، التي خلقها لكي يستثمرها الإنسان دون اعتقاد منه بأنها المسببة للأمور، وتبقى مخلوقة قد لا تثمر عند شيء يريده الإنسان، ولو بذل في ذلك ما يملك.. {وما رميت إذ رميت ولكنَّ الله رمى}.
ومن الذي حذر منه النبي الأكرم أن تكون الأحكام غير متوافقة مع المنهجية الإسلامية في الإدارة والسياسة والحكم، وقد قال تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حُكماً لقوم يوقنون}. فالتشريعات التي كُتبت خارج النطاق البشري هي أحكام تتميز بالديمومة والثبات في كل زمان ومكان، فالصانع أعلم بما يناسب صنعته في كل ظرف وفي كل حين .
ومن الجاهلية الاقتصادية التي جاء التحذير منها الربا والفائدة، التي أثمرت ركوداً تجاريّاً وتدهوراً ماليّاً واستثماريّاً، ولا تعود على المجتمعات – أعني الفائدة- بشيء من الثمرات الإيجابية، كتحريك عجلة التنمية الاقتصادية، أو زيادة فرص العمل للشباب من أصحاب المؤهلات، الذين يبحثون وظائف تسد حاجاتهم المعيشية. لذلك قال النبي الأكرم عن الربا: “ألا إن أول ربا أضعه في الإسلام ربا عمي العباس بن عبد المطلب”.
وأكد الإسلام على أن الناس سواسية أمام الله، لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى. قال النبي محمد ﷺ في خطبته: “أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد. ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى.” وحذر من العصبية القبلية، واعتبرها من الجاهلية. قال ﷺ: “دعوها فإنها منتنة”.
وعندما تكون خطبة عرفة، والتي قيلت في المكان والزمان المباركين، إذ يباهي الله تعالى بالمؤمنين ملائكته، غير خالية من ذكر الجاهلية على سبيل الذم، فذلك أدعى أن يكون للأجيال وقفات مع كل سلوك وممارسة تنحو منحى الجهل، وأن تكون أولوياتهم التخلص منها، واستعادة وعي الشارع العربي والإسلامي حول تلك الممارسات المخالفة للتوجه النبوي .

أكاديمي كويتي
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق