كشفت وثيقة مسربة عن خطط مقدمة لإسرائيل للرد على إطلاق ما يقرب من 200 صاروخ باليستي إيراني ضدها في وقت سابق من هذا الشهر، وهو هجوم جاء كرد من طهران على الهجمات الإسرائيلية ضد مجموعاتها الوكيلة في الشرق الأوسط.

 قال مصدر استخباراتي مطلع على المداولات الإسرائيلية: “تسريب الوثائق الأمريكية أدى إلى تأخير الهجوم بسبب الحاجة إلى تغيير بعض الاستراتيجيات والمكونات. سيكون هناك رد، لكن الأمر استغرق وقتًا أطول مما كان مفترضًا”.

لم تشر الوثيقة المسربة إلى الأهداف الإيرانية المحتملة، لكن الولايات المتحدة حذرت إسرائيل من استهداف البنية التحتية النووية أو صناعة النفط الإيرانية. ووفقًا لصحيفة واشنطن بوست، طمأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة بأن الرد سيركز على المواقع العسكرية.. يُعتقد أن الحرس الثوري الإيراني وقوات الباسيج شبه العسكرية، المؤسستين اللتين تدعمان نظام المرشد الأعلى علي خامنئي، تشكلان الأهداف المحتملة للهجوم الإسرائيلي.

 زار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قاعدة حتسريم الجوية غرب بئر السبع يوم الأربعاء، وقال للطيارين وفرق الطيران: “بعد أن نضرب إيران، سيفهم الجميع ما قمتم به في عمليات التحضير والتدريب”.

سافر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل هذا الأسبوع بعد التسريب، حيث يتم التحقيق في الأمر من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي. ونفى البنتاغون تقارير تفيد بأن الموظفة إيرانية الأصل، أريان طباطبائي، رئيسة أركان مساعد وزير الدفاع للعمليات الخاصة، هي المشتبه الرئيس في التحقيق بالتسريب. لقد سبب التسريب إحراجًا للقيادة العسكرية الأمريكية.. في العام الماضي، نشر جندي أمريكي شاب تفاصيل دقيقة عن صراعات أوكرانيا في المعارك ضد روسيا على منصة المراسلة Discord.

في اجتماع استمر ساعتين ونصف في إسرائيل، أخبر نتنياهو بلينكن أن هجوم طائرة مسيرة أطلقها حزب الله وأصاب منزله في قيسارية يوم السبت كان “قضية ذات أهمية دراماتيكية لا يمكن تجاهلها”. وقال إنه يجب على الولايات المتحدة وإسرائيل “الانضمام إلى الجهود ضد إيران”.. وأطلقت الطائرة المسيرة من لبنان، وأصابت منزل نتنياهو في قيسارية، المدينة الساحلية في شمال إسرائيل.

ضغط بلينكن أيضًا على نتنياهو للحد من عدوانية الرد الإسرائيلي. وقال: “نقف مع إسرائيل، وسنقف دائمًا مع إسرائيل في دفاعها عن نفسها”.. لكنه شدد أيضًا على أهمية أن تكون الردود الإسرائيلية محسوبة، لتجنب التصعيد الأكبر ومنع انتشار الصراع.

 دعمت الولايات المتحدة دفاعات إسرائيل الجوية بإرسال نظام الدفاع “ثاد” إلى إسرائيل، لإسقاط الصواريخ الباليستية في حال وقوع هجوم إيراني آخر. يشغل النظام حوالي 100 جندي أمريكي موجودين الآن في إسرائيل.

 خلال الهجوم الإيراني في 1 أكتوبر، كان لطهران نجاح جزئي على الأقل في ضرب قاعدة نيفاتيم الجوية في جنوبي إسرائيل، على الرغم من أن الغالبية العظمى من الصواريخ أُسقطت.

 في أبريل، ردت إسرائيل على هجوم سابق من الصواريخ الباليستية الإيرانية وصواريخ كروز والطائرات المسيرة بتدمير محطة رادار خارج أصفهان في وسط إيران. وتشير الأسلحة المذكورة في التسريب الأمريكي إلى أن إسرائيل كانت تخطط لهجوم مشابه.

 صاروخ “Rocks” هو صاروخ طويل المدى يُطلق من الجو، ويمكن إطلاقه من مقاتلات F-16 أوF-35، ويُصنع من قبل شركة “رفائيل” الإسرائيلية للدفاع. أما “Golden Horizon”، فيُعتقد أنه يشير إلى صاروخ “Blue Sparrow” الباليستي، والذي يصل مداه إلى حوالي 1200 ميل، وفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية.

 ميزة استخدام الطائرات المقاتلة الإسرائيلية، لإطلاق مثل هذه الصواريخ طويلة المدى ضد إيران، هي أن الطيارين لن يضطروا إلى دخول المجال الجوي لدول الشرق الأوسط الأخرى.

 يتجول وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في الشرق الأوسط استعدادًا لهجوم محتمل، وزار دولًا من بينها الأردن والعراق ودول الخليج، في محاولة لإقناعهم بإغلاق مجالهم الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية.

 أبلغ وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي نظيره الإيراني الأسبوع الماضي أن بلاده “لن تكون ساحة معركة لأي طرف، ولن تسمح لأي جهة بانتهاك سيادتها أو مجالها الجوي”.

مدونة العرب

كاتب ومحرر
مهتم بالقضايا العربية والإسلامية

• مدونة العرب

  https://alarabblog.com/author/sss/

  الولايات المتحدة تقرن العمل العسكري بالدبلوماسية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط
• مدونة العرب

  https://alarabblog.com/author/sss/

  الصراع في الشرق الأوسط يهدد شريان الحياة الرئيس للطاقة في أوروبا.. ما حجم الخطر؟