أصوات يهودية تتحدى سياسات الاحتلال
بقلم: د. جاسم الجزاع
| 6 أكتوبر, 2024
مقالات مشابهة
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
-
عمر بن عبد العزيز والتجربة الفريدة
حين ظهرت له أطلال المدينة المنورة، أيقن الشاب...
-
هيكل: حكايات من سيرة الأستاذ الكاهن (2)
هيكل والسادات مضت السنوات وابتعد محمد حسنين هيكل...
-
أعرني قلبك يا فتى!
أعرني قلبك يا فتى، فإن الأحداث جسام، والأمور على...
مقالات منوعة
بقلم: د. جاسم الجزاع
| 6 أكتوبر, 2024
أصوات يهودية تتحدى سياسات الاحتلال
من الملاحظ لكل من يقرأ تاريخ اليهود والصهيونية المعاصرة أنه قد ظهرت جماعات من اليهود حول العالم، اتخذوا موقفًا مبدئيًّا في دعم حقوق الفلسطينيين، ورفضوا سياسات الاحتلال الإسرائيلي.
وعلى الرغم من أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يتم تصويره عادةً على أنه صراع بين العرب والإسرائيليين، وإبعاده عن الصراع الديني وجعله صراعاً سياسياً، فإن هناك شريحة من اليهود، داخل وخارج إسرائيل، تؤيد حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وتنتقد السياسات الإسرائيلية من منطلقات دينية وأخلاقية وإنسانية. وهنا يبقى التساؤل لجيلنا: هل التضامن اليهودي مع فلسطين يعتبر ظاهرة حديثة؟
إنه يعود بجذوره إلى فترات مبكرة من نشوء الحركة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر؛ وقد كانت هناك معارضة من قبل بعض اليهود لأيديولوجيات الصهيونية التي دعت إلى إنشاء وطن قومي لليهود على حساب الشعب الفلسطيني. ومن هؤلاء اليهود الذين كانوا يرون أن زراعة دولة يهودية في فلسطين سيؤدي إلى الظلامية ونشر العدوانية، ونزع حقوق السكان الأصليين، ويعزز العنف بين اليهود وغيرهم، الحاخام الأكبر يعقوب دي هان، وهو شخصية يهودية بارزة في أوائل القرن العشرين، وكان من أوائل المعارضين للصهيونية، ودعا إلى تعايش سلمي بين اليهود والعرب المسلمين في فلسطين.
كذلك في الوقت الحالي، استمر الامتداد اليهودي المناهض لوجود الكيان الصهيوني في فلسطين، إذ نجد مجموعات وحركات يهودية تعمل بنشاط لدعم حقوق العرب الفلسطينيين، مثل حركة الصوت اليهودي من أجل السلام (Jewish Voice for Peace) في الولايات المتحدة، فهذه الحركة تُعد من أبرز الأصوات اليهودية المعاصرة التي تندد بالاحتلال الصهيوني الإسرائيلي، وتدعو إلى إنهاء الاستيطان العسكري، وتؤكد على حقوق الفلسطينيين في العيش بكرامة وحرية في أرضهم. وتسعى هذه الحركات بجد واجتهاد لتصحيح الفهم السائد بأن جميع اليهود في العالم يؤيدون سياسات الاحتلال، إذ إن بعض المنتمين لها أشد من العرب في خصومتهم للحركة الصهيونية.
وأيضاً نذكر هنا الفيلسوف واللغوي المعروف نعوم تشومسكي، الذي ينتقد بشدة السياسات الإسرائيلية، ويرى أن الاحتلال الإسرائيلي عبارة عن مشروع استعماري. وأيضاً نستذكر من هؤلاء الصحفي الإسرائيلي البارز جيديون ليفي، وهو من أبرز المنتقدين للسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين عبر كتاباته في الصحف الشهيرة، والتي يدعو فيها إلى إنهاء الاحتلال، وتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني. ومن هؤلاء أيضاً رافائيل كوهين، وهو أحد النشطاء الشباب في حركة “الصوت اليهودي من أجل السلام”؛ فمشاركاته مسجلة ومعروفة في حملات تسعى للتوعية، والتنديد بسياسات الفصل العنصري، وتدعو إلى تحرير فلسطين.
واليوم، ما زال اليهود الذين يدعمون القضية الفلسطينية يواجهون تحديات وضغوطاً كبيرة، خاصة من داخل مجتمعاتهم، لدرجة أنه تم وصفهم بالخيانة أو بمعاداة السامية بين خصومهم من أبناء دينهم، رغم أن مواقفهم تستند إلى قيم إنسانية تدعو إلى العدالة والسلام والتسامح، والخوف من بعض الأدبيات الموجودة في التوراة وكتبهم المقدسة، والمحذرة من مغبة فعل الصهاينة باحتلالهم للأرض المقدسة واجتماعهم في رقعة واحدة. وأصبح المعارضون اليهود للاحتلال الصهيوني يواجهون ضغوطاً قانونية واجتماعية، حتى شهدنا تصاعداً في تجريم المنظمات التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل، أو تنتقد سياسات الحكومة الإسرائيلية .
فالتضامن اليهودي الذي يقوده عقلاء اليهود مع فلسطين يمثل جانباً مهماً في الساحة الدولية، فهم سواء كانوا ناشطين أو أكاديميين أو شخصيات عامة، يعملون من منطلقات أخلاقية وإنسانية ودينية ناقدة لدعم حقوق العرب الفلسطينيين، ويقدمون نضالاً مختلفاً عن التيار السائد داخل المجتمع اليهودي فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فهم يستحقون من العرب والمسلمين بشتى أطيافهم دعماً ومساندة، وبناء منظومة عالمية لاتخاذ ما يرونه حجة أمام الرأي العالمي على تجاوزات الصهاينة .
أكاديمي كويتي
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر استجابت لدعوة الرئيس في إصدار حكم، بما مضى. فدائما تذكّرنا القدرات المتواضعة الآن بعهد الرئيس مبارك، فلا يعرف قيمة أمه إلا من يتعامل مع زوجة أبيه، وكثيرون صار شعارهم "رُبّ يوم بكيت منه، فلما مضى بكيت عليه". ولست من هؤلاء...
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نيته تعيين حاكم أركنساس السابق "مايك هاكابي" ليكون سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل وهو المعروف بدعمه منقطع النظير للاستيطان، خاصة في الضفة الغربية التي يعتبرها جزءاً من أرض الميعاد كما يقول،...
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح في إسطنبول، البروفيسور المؤرخ زكريا كورشون، كنت أتحدث معه عن آخر إصداراته، فحدثني عن كتابه "العرب العثمانيون"، ومقصد الكتاب تبيان عمومية النظام السياسي في الإسلام لجميع الأعراق والأجناس في ظل الدولة الواحدة . فالإسلام...
0 تعليق