التصريحات التي خرجت من البيت الأبيض ومن الخارجية الأمريكية أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن زعيم عصابة الصهاينة بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال، هو من يدير الأمور ويتحكم في سياسة أبناء العم سام.

المشهد منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة كشف الدعم الشامل من جانب الولايات المتحدة الأمريكية لابنها المدلل في الشرق الأوسط.. لكن تداعيات ما يحدث مؤخراً- خصوصاً في مفاوضات وقف إطلاق النار- يعكس أن “النتن ياهو” هو من يمتلك زمام الأمور، ويحرك القيادة الأمريكية كيفما شاء.

فلكم أن تتخيلوا أن الاتفاق الذي قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن في الثاني من يوليو الماضي، ووافقت عليه حركة حماس ممثِّلةً حركات المقاومة الفلسطينية، قام “النتن ياهو” بنسفه كاملاً، وفرض شروطاً جديدةً كليّاً، وفي الوقت نفسه تخرج تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، تؤكد أن الكرة الآن في ملعب حماس، بعد اتفاق الوسطاء مع الكيان المحتل وموافقة الأخير على الاتفاقية.

على من يضحك “البيت الأبيض”؟! أليست الشروط الجديدة التي وضعها “النتن ياهو” تتعارض مع بنود الاتفاقية التي عرضها بايدن؟

رئيس العصابة الصهيونية هو السبب الرئيس في عدم التوصل لأي نوع من الاتفاقيات حول هدنة في قطاع غزة.. والعالم كله يدرك هذه الحقيقة لأن “النتن ياهو” يعلم تماماً أنه في اليوم الذي يسدل فيه الستار على الحرب الوحشية الحيوانيّة التي يشنها على قطاع غزة، سيكون خلف القضبان بسبب قضايا الفساد المتهم فيها.. فهو يطيل أمد الحرب لإبقاء نفسه بعيداً عن المحاسبة، ومن أجل الحفاظ على مكانه على رأس الحكومة في الكيان المحتل.

ومع هذا تخرج الأكاذيب من البيت الأبيض والخارجية الأميركية تدعي أن حماس هي التي تعطل الصفقة، على الرغم من أن “النتن ياهو” هو من يرفض وقف إطلاق النار والانسحاب، ويؤكد على الملأ أنه لن ينسحب من محوري نتساريم وفيلادلفيا، وأن انتهاء الحرب لن يتم إلا بعد القضاء على حماس.

الأمور واضحة وضوح الشمس، لكن الولايات المتحدة التي أعلن رئيسها أنه ليس شرطاً أن تكون يهودياً لتصبح صهيونياً، وأنه عمل لتشريع معاداة الصهيونية كمعاداة السامية.. وتجاوز كل الأعراف واستخدم سلطاته لتقديم كل أنواع الأسلحة التي تقتل الأبرياء والمدنيين والنساء والأطفال.. وهي نفسها الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلن وزير خارجيتها أنه حضر إلى تل أبيت بصفته يهودياً، وليس كوزير خارجية، لتقديم كل الدعم لإسرائيل.. وهي التي تنفذ كل ما يطلبه “النتن ياهو” بانبطاح غير مسبوق عبر التاريخ، على الرغم من الحرج الشديد الذي سببه لها في الأوساط العالمية.

لكنني لا أستغرب أبداً تلك التصرفات من حكومة يترأسها العجوز جو بايدن الذي قال: لو لم تكن هناك إسرائيل في المنطقة لخلقنا إسرائيل.

أسامة السويسي

ناقد رياضي بقناة الكاس

• أسامة السويسي

  https://alarabblog.com/author/usama-alswasy/

  دموع في عيون وقحة
• أسامة السويسي

  https://alarabblog.com/author/usama-alswasy/

  البلطجة العالمية
• أسامة السويسي

  https://alarabblog.com/author/usama-alswasy/

  الخطوط الحمراء في رفح
• أسامة السويسي

  https://alarabblog.com/author/usama-alswasy/

  محاكمة المحكمة الجنائية