“الصوفية”.. غياب في ظروف غامضة!
بقلم: سليم عزوز
| 24 سبتمبر, 2024
مقالات مشابهة
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
-
عمر بن عبد العزيز والتجربة الفريدة
حين ظهرت له أطلال المدينة المنورة، أيقن الشاب...
-
هيكل: حكايات من سيرة الأستاذ الكاهن (2)
هيكل والسادات مضت السنوات وابتعد محمد حسنين هيكل...
-
أعرني قلبك يا فتى!
أعرني قلبك يا فتى، فإن الأحداث جسام، والأمور على...
مقالات منوعة
بقلم: سليم عزوز
| 24 سبتمبر, 2024
“الصوفية”.. غياب في ظروف غامضة!
لم يكن الأمر بحاجة لتفجير قضية أحد وجهاء الطريقة التيجانية بمصر، ليكون هذا مصدر الحملة ضدهم، والتعامل معهم على أنهم اختراع لم تشهده مصر من قبل!
فاهتمام عددٍ كبيرٍ من نشطاء منصات التواصل الاجتماعي (فيس بوك بالذات) بالغريب من تصرفات القوم، سابقٌ على قضية صلاح التيجاني. ورغم أنه معروف في منطقة إمبابة الشعبية بالقاهرة، واكتشفت أن بعض الزملاء يشدون إليه الرحال، فإنني لم أسمع به إلا بعد تفجر قضيته، وادعاء واحدة من المريدات أنه تحرش بها، وقول والدتها إنها مصابة بمرض نفسي. ورغم أن هذا هو الموضوع الذي انتقل بالشيخ إلى العلن (علننا نحن، فمريدوه من نجوم المجتمع وخاصته)، فإنني لا أعتبره موضوعي!
وهذا يقودنا للوقوف على الغريب في المجتمع المصري، حيث يبدو أنه مجتمعات وعوالم مختلفة، وأن السطح فيه ليس واحداً، وقد تثبت حضوراً في هذا المجتمع، لكنك في الوقت ذاته تكون مجهولاً تماماً لدى غيره من المجتمعات، وليس الأمر قاصراً عليهم وحدهم!
جمعة ثكلتك أمك:
بعد الثورة المصرية بدا كأن الأرض انشقت وأخرجت السلفيين بهيئاتهم المعروفة، ومن هنا كان وصف الإعلام لجمعة الشريعة والشرعية- حيث حشد لها التيار السلفي- أنها جمعة قندهار. فمن أين جاء القوم؟ بل من هم القوم؟ والجهل بهم دفع إلى استغلالهم للتخويف من الثورة، وإذ حضرت إلى الميدان قبل أن أنطلق لمقر عملي، فقد كتبت “لا شيء يخيف في ميدان التحرير”!.
وأمام توظيفهم للتخويف من الثورة وما أفرزته من أنماط غريبة، كتبت لأسابيع تالية إن القوم لم يأتوا من صحراء نجد، ولم يسقطوا علينا من المريخ، فهم ابن عمك، وابن خالتك، وإمامك بالصلاة في الزاوية التي تصلي فيها، لكن المشكلة في حالة العزلة الشعورية عندما ننطلق إلى عوالمنا، في السياسة والصحافة والحضور العام!
كان البعض يتصور أنه يمكنه أن يفوز بلقطة إذا تحرش بهم في ميدان التحرير، وأنه سيسمع رد فعل مستقى من الدراما عن كفار قريش.. “اغرب عن وجهي، وإلا ضربتك بالدرة على قفاك” أو “ثكلتك أمك”.. لكنهم استقبلوا المتحرشين بالابتسام، على النحو الذي ذكرته لي زميلة، ارتدت تنورتها القصيرة وذهبت إلى هناك، فلم يسايروها في طريقتها المستفزة. ومع ذلك لم تتوقف عملية التخويف!
لا أنكر أن مشهد البرلمان كان فظاً، لدى شعب استقر في وجدانه أنه مكان لعلية القوم ووجهاء البلد، فإذا بالأعين تقع على هذا المشهد، فحتى جلاليب نواب الأرياف كانت في السابق قيمة في حد ذاتها، قماشاً وحياكة، فما هذا الذي يحدث؟
في الأيام الأولى، وعندما وجد أمين شرطة من حراسة المجلس أحد الأشخاص يريد الدخول، نهره وطالبه أن يذهب بعيداً، ولعله ساعتها اعتقد أنه صاحب حاجة، أو به جنة، ولم يتوقف “الأمين” عن ازدرائه، حتى وهو يخبره بأنه عضو في المجلس، وقال إنه جاء لاستخراج بطاقة العضوية. وبقية الحوار تصلح لمشهد درامي، لم ينهِه سوى الضباط الحاضر، الذي طلب من الأمين أن يتركه، وأعلمه أنهم هكذا، وأن عليه أن يوطن نفسه على هذه الهيئة في قادم الأيام، وأن ينظر للمجلس على أنه أتوبيس هيئة النقل العام، من الآن فصاعداً!
ولم يكن التقاط صورة لنائم في القاعة لأحد أعضاء المجلس بالأمر الغريب، فكثيرا ما فعلها المصورون الصحفيون، لكن الغريب كان مشهد ثلاثة من نواب المرحلة مستغرقون في النوم، فبدوا بهيئاتهم كما لو كانوا في “محطة مصر”!. ومن الواضح أنهم من محافظات بعيدة، فبدوا في سباتهم كما لو كانوا يعملون في الفاعل!
ولأني في هذه المرحلة كنت أتولى طمأنة الناس من محاولة إفزاعهم بهذه الظواهر، كتبت إن التجربة ستطور نفسها، ولم أقصد بطبيعة الحال، أن يتخلص أحدهم من جلبابه، ويسطو على أموال الحزب لإجراء عملية جراحية بهدف تصغير منقاره، إنني حينئذ سأكون شبيهاً بالمخبر في النكتة الشهيرة، التي كنا نتندر بها في السخرية من الحزب الوطني الحاكم!
تقول النكتة: إن مخبراً كُلف بمراقبة أحد عناصر الجماعات الدينية بعد أن خرج من السجن، فوجده ينقطع عن أداء الصلاة فكتب في تقريره: “تاب”، فلما وجده يغازل النساء كتب: “وأناب”، فلما رآه يصعد اتوبيس النقل العام ويقوم بـ “نشل الركاب”، ويستغل الزحام في سرقة “حوافظ نقودهم”، اطمأن له تماماً وكتب في تقريره: “تاب وأناب وانضم للحزب الوطني”!.
ثورة أبو العزايم:
ما علينا، فقد انتقل السلفيون بقيام الثورة من المواقع التقليدية لحضورهم إلى إثبات الحضور في المشهد العام، لكن الطرق الصوفية استمرت بعيداً، فقد كانت صادقة مع نفسها في أنها فعلا ليست مشغولة بالسياسة؛ فعندما أتيحت الفرصة للجميع استمرت غير مكترثة، إلا واحداً.
وهذا الواحد هو الشيخ علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، وهو إنسان عاش في الخارج إلى أن توفى والده شيخ الطريقة، فتم استدعاؤه لخلافته، ولم يكن مقنعاً لكثيرين في الطريقة، فوقع انشقاق عليه. وبوفاة شيخ مشايخ الطرق الصوفية أحمد كامل ياسين، رشح نفسه لخلافته، وفاز، لكن جهاز الأمن المختص أبلغه أن رغبة الرئيس مبارك في أن يتولى عبد الهادي القصبي المشيخة (الشيخ الحالي)، فلما تبين له أنها لعبة أمنية، وأن الرئيس ليس طرفاً في الموضوع أقام الدنيا وأقعدها، وقال إنه شيخ مشايخ الطرق الصوفية الشرعي، وإن القصبي منتحل صفة!
ولم يتوقف صراعه إلا بقيام الثورة، رغم أن احتمال حسم الصراع بفقدان القصبي الحمايةَ الأمنية وارد، لكنه ذهب في طريق المناكفة مع جماعة الإخوان والسلفيين، وكان يريد أن ينافسهم بالصوفية، ويقول إن أعدادهم خمسة عشر مليون عضو (والله اعلم)، ولكن حتى أعضاء طريقته لم يؤيدوه في ذلك، ودعا لمليونية بميدان التحرير، فلم يحضر معه عشرة أفراد، كان من بينهم درويشاً يجوب الميدان برايته الضخمة، وكأنه في مولد!
ولعل لهذا العداء من جانبه، فإن الرئيس محمد مرسي لم يكتف بعضوية شيخ مشايخ الطرق الصوفية في البرلمان، كما جرى العرف، ولكن عين معه شيخ الطريقة الرفاعية، وهو من كان وفياً لذلك فرفض الانقلاب في البداية، قبل أن يبتعد عن السياسة ويعود إلى قواعده بعيداً عن السياسة!
وكان الحزب الوطني قد رشح القصبي على قوائمه في البرلمان الذي أسقطته الثورة، وقد استنكرت تعيينه في مجلس الشورى بعدها، وقلت إننا لسنا ملتزمين بقواعد اللعبة التي دشنها النظام البائد، لكن قد أسمعت لو ناديت حياً، فما الذي يجبرني لتعيين شيخ مشايخ الطرق الصوفية؟. لكسب ودها؟!. هي غير مشغولة بالأمر، ولن تزيد أو تنقص فيه، وإن ادعت أن خمسة عشر مليوناً في كشوف عضويتها!
مرتان تعرضت فيهما للتوظيف السياسي لأعداد الصوفية، الأولى كانت في الانتخابات الرئاسية في سنة 2005، وقد أعلنت مشيخة الطرق الصوفية أن خمسة عشر مليون صوفي سيصوتون للرئيس مبارك، ودعتني قناة الجزيرة للتعليق على الخبر ضمن أخبار أخرى خاصة بانتخابات الرئاسة!
ويومئذ قلت: مع أن الأرقام الحقيقية لأعضاء الطرق الصوفية ليست معروفة في مصر، فلو سلم الرئيس مبارك بصحة ذلك، لأجرى انتخابات نزيهة بإشراف دولي.
والمرة الثانية كانت عندما قالوا إن هذا العدد سيخرج للتصويت للسيسي في انتخابات ما بعد الانقلاب العسكري، وعبر شاشة الجزيرة أيضاً قلت إنها فرقعة في الهواء، فالصوفية خارج الحسابات السياسية، وبعيدون عن الحضور العام، وهو غياب استغله البعض ليثبت عبر منصات التواصل الاجتماعي أنهم اكتشاف، بنسق التدين الذي هو أقرب إلى الفلكلور وبخطاب فيه الكثير من الإثارة، حتى قبل قضية الشيخ صلاح التيجاني، والذي تقول الطريقة إنه مشطوب من عضويتها!
ماذا عن الحضور الصوفي؟
تعاني البلاد من مشكلات كثيرة، ومن غلاء المعيشة إلى عدم اليقين في المستقبل، بينما يجد البعض براحاً لاستدعاء نسق التصوف الشعبي والهتاف “واسلاماه”، وجاءت قضية الشيخ التيجاني لتمثل رمية بغير رام بما فيها من إثارة، تليق بمنصات التواصل الاجتماعي، وبشكل يوحي كما لو كان هذا كله اختراعاً، لم يعرفه المصريون، وكما لو كان التصوف الشعبي اختراعاً أيضاً، مع اصطناع الدهشة مثلما فعل الإعلام والنخبة السياسية بعد الثورة بظهور السلفيين في جمعة “ثكلتك أمك”!
وكلٌّ له في مدح النبي غرام، فهناك من يستغل ذلك ضمن الدعوة للتحذير من التدين الصوفي ومن الصوفية في عمومها، من دعاة السلفية الحديثة، لدرجة أن المرء يدهش لأن يكون لدى الإمامين أحمد بن حنبل وابن تيمية موقف إيجابي من التصوف في عهدهما، والجدد هم مع القطيعة التامة والرفض الكامل للتصوف بكل أنماطه، وكأنه بدعة وكل بدعة ضلالة!
فإن لم تقتنع بذلك، فانظر إلى الهرطقة في الخطاب وفي الممارسة، لتقف على حجم الخروج على الدين!. فشغلوا منصات التواصل بهذا التدافع، يستغلون حالة الرفض للسلطة القائمة، لتقديمها على أنها ترعى الطرق الصوفية، وهذا حديث شرحه يطول!
وهناك من يستغل دهشة الناس لتصوير أن هذا اللون من الأداء وهذا الخطاب هو نتيجة غياب الإخوان عن المشهد، تماما كما تُستغل صور الاختلاط في صلاة العيدين، والانحراف عن القبلة بسبب الزحام، في تصوير المجتمع المصري كما لو كان قد صبأ بغياب الإخوان، مع أن غيابهم هو لبضع سنوات فقط، وكما لو كنا أمام قوم موسى الذي غاب لفترة قصيرة فعبدوا العجل!
السلطة لا ترعى الطرق الصوفية، وللدقة فإنها لا تعادي هذه الطرق، والأمر هنا لا شأن له بموقفها من الدين، بدليل أنها في الوقت ذاته لا ترى بأساً في نسق التدين السلفي التقليدي، فهي مع تدين لا يدخل معها في صراع على السلطة!
والتحول النسبي في موقف السلطة من السلفيين وتقييد حركتهم إلى حد ما، دافعه أنه بقيام الثورة تبين أنهم لم يكونوا جادين في الابتعاد عن السياسة وأنهم ينتظرون الفرصة، فلما جاءت اقتنصوها وتمددوا في الفراغ طولاً وعرضاً فشهيتهم مفتوحة لها.
ولا ننسى أنه في الوقت الذي كانت فيه السلطة تقوم بحرب إبادة ضد الجماعة الإسلامية وروافدها، وتمنع الدعاة من الخطابة، ومن الشيخ كشك إلى المحلاوي إلى عبد الرشيد صقر، فإن الشيخ فوزي السعيد كان يخطب في مسجد بشارع رمسيس حيث صرة وسط القاهرة، بطوابقه المتعددة، ويتم إغلاق هذا الشارع الحيوي وقت صلاة الجمعة!
وفي نهاية الثمانينيات كتب فرج فودة: كيف للدولة أن تترك الشيخ فوزي السعيد يحوّل هذه المنطقة الى بؤرة لدعوته؟ ولم يهتم جهاز الأمن لهذا التحريض، واستمر الشيخ إلى أن وقعت قضية “الوعد”، وتم سجنه ووقفه عن الخطابة بعد الإفراج عنه!
وكان التحول بدرجة في موقف الأمن من السلفيين بعد أن اكتشفوا بالصدفة أن شخصاً في الحركة السلفية بالإسكندرية يعمل على توحيد السلفيين لينتقل بهم من تيار إلى تنظيم، فتم احتواء هذا الشخص، وهو ياسر البرهامي، ثم كانت النظرة المختلفة للسلفيين، وإن لم تصل للعداء والتصفية!
وهي المرحلة التي بدا نظام مبارك فيها منزعجاً من أي نجومية، وخائفاً من أي تجمهر، ولو كانت نجومية لاعب كرة أو فنان، ولو كان تجمهراً حول راقصة، فيتهيب حتى من جنائز المشاهير، ويرفض خروج جنازة الشيخ الشعراوي من القاهرة، ويختار لها قريته دقادوس، ويطلب عدم خروج جنازة فؤاد سراج الدين من مسجد عمر مكرم بوسط القاهرة، وعندما يصر حزب الوفد على خروجها من هناك، يشرف وزير الداخلية حبيب العادلي بنفسه على إفسادها بأمره جنود الأمن المركزي بالاعتداء على المصلين، ولم يسلم من ذلك شيخ الأزهر الشيخ محمد سيد طنطاوي!
في هذه المرحلة مُنع عمرو خالد من دروسه، وأُمر بمغادرة البلاد، وتم ترحيل الصوفي اليمني علي الجفري، وطُرح السؤال ماذا لو أن هذه الأعداد الغفيرة انقلبت على النظام؟ فبدأ التفكير في تحجيم نشاط الطرق الصوفية، فاستغلت الحكومة أنفلونزا الخنازير لمنع الموالد تماماً، وانسجمت مع الصراع على مشيخة الطرق الصوفية، مع أن شيخها هو الأمين العام للحزب الوطني بإحدى المحافظات، وهو في وضع قانوني غلط، لأن الطريقة التي يمثلها ليست مسجلة في المشيخة، ومن ثم لا يجوز قانوناً أن يكون له وضع إداري في المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وإذا كان المنافس له استسلم في البداية لفكرة أن هذه رغبة الرئيس، فإن مكالمة من الرئيس له كانت ستنهي الصراع، لكن بدت الإرادة السياسية مع أن يستمر هذا الانشقاق!
وعلى مستوى الكنيسة، فقد حضر أحد الأشخاص من الخارج ليقيم كنيسة أرثوذكسية في المقطم، ويقول إنه فرع من كنيسة في أمريكا وإنه البطريرك، وإن البابا شنودة ليس بابا لكل الأرثوذكس في مصر، ولكنه بابا للكنسية القبطية فقط، وذهب يرسم قساوسة، وبنفس الزي الكهنوتي!
كان اللواء حبيب العادلي يعيد ترسيم الدولة المصرية، باعتباره أحد الأدوات الفاشلة في ملف التوريث، فظن أن الأمور يمكن أن تستمر هكذا إلى أن وقعت الواقعة بسبب هذا الغباء منقطع النظير، وقد كان ينوب عن الغباء ويمثله، ويعبر عنه، وكان المتحدث الرسمي باسمه!
المهم، فمع هذا النشر المكثف ضد النسق الشعبي للتصوف حد اعتباره اختراعاً حديثاً، يستمر القوم في الغياب فلا رد ولا صد، وهذا لعمري كاشف عن إحدى سمات الحالة المصرية، فالصوفيون يثبتون حضورهم في عوالمهم، لكن ليس معنى ذلك أنهم غائبون عن عوالمنا كما كان السلفيون من قبل، فهم بيننا ولكنهم يخرجون من الحضرة أو من القيام بواجبات المريد إلى الحضور العام، وكأنهم ليسوا من كانوا هناك مريدون يقبلون يد الشيخ ويجلسون عند قدميه، ومن هنا فإن حضورهم لدينا لا يضيف جديداً.
انظر كيف أن كاتبين تبين أنهما من مريدي الشيخ صالح التيجاني، فتحدث أزمة وتنتشر صورهما، فلا ينبريا للدفاع عن الشيخ، أو لتبرير موقفهما، أو لإعطاء شهادة في حقه، مع أن الكتابة حرفتهما، ليعدّ انعزالا مسكونا بالنذالة.. لكنها خصائص هذا النسق من التدين!
ولو أن نجوم المجتمع ممن يجلسون عند قدمي الشيخ دافعوا عنه، لما تمكن خصومه من التمدد في الفضاء الأزرق، وأن يصوروا الأمر على أنه اكتشاف.. انظر كيف أنهم- وبعد أن أكلوا لحم التيجاني ميتاً- استدعوا آخر، هو صالح أبو خليل بأقواله وهرطقاته، ليقولوا بظهور صوفي جديد، وإذا لم يسبق لي أن سمعت باسم صالح التيجاني هذا، فأعرف أبو خليل منذ أكثر من ربع قرن، وهو ملتقى كبار السياسيين وكبار النجوم، ولهذا قصة أخرى!
إنهم يفرضون أولوياتهم على الحضور العام في المشهد السياسي، فمتى يعودوا من حيث جاؤوا، غير مستأنسين لحديث؟
انصرفوا!
1 تعليق
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر استجابت لدعوة الرئيس في إصدار حكم، بما مضى. فدائما تذكّرنا القدرات المتواضعة الآن بعهد الرئيس مبارك، فلا يعرف قيمة أمه إلا من يتعامل مع زوجة أبيه، وكثيرون صار شعارهم "رُبّ يوم بكيت منه، فلما مضى بكيت عليه". ولست من هؤلاء...
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نيته تعيين حاكم أركنساس السابق "مايك هاكابي" ليكون سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل وهو المعروف بدعمه منقطع النظير للاستيطان، خاصة في الضفة الغربية التي يعتبرها جزءاً من أرض الميعاد كما يقول،...
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح في إسطنبول، البروفيسور المؤرخ زكريا كورشون، كنت أتحدث معه عن آخر إصداراته، فحدثني عن كتابه "العرب العثمانيون"، ومقصد الكتاب تبيان عمومية النظام السياسي في الإسلام لجميع الأعراق والأجناس في ظل الدولة الواحدة . فالإسلام...
فضلا نرجو التصحيح
((بابا للكنسية القبطية فقط))
القبط جنس وليس دين, وإلا فإن جميع نصارى العالم يصبحوا أقباطا ..!!
أقباط؛ جمع قبطي، وهو اسم كان يدل على ساكني وادي النيل
وعلى أى حال فأننا كلنا وافدون الى مصر , منا من كان سابقا , ومنا من أتى لاحقا
اسمهم نصاري كما في القرآن
شكرا وجزاكم الله خيرا