
المفتاح لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
بقلم: مدونة العرب
| 30 يوليو, 2024

مقالات مشابهة
لم يتم العثور على نتائج
لم يمكن العثور على الصفحة التي طلبتها. حاول صقل بحثك، أو استعمل شريط التصفح أعلاه للعثور على المقال.
مقالات منوعة
بقلم: مدونة العرب
| 30 يوليو, 2024
المفتاح لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
في أعقاب هجوم شنته فصائل فلسطينية مسلحة على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، باتت موجة العنف الجديدة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني واحدة من أهم الأحداث في تاريخ الخلاف بالشرق الأوسط.
ورغم المواجهات المستمرة منذ سنوات عديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فإن الحرب الحالية أدت إلى رد فعل شعبي دولي غير مسبوق، واندلعت احتجاجات ضخمة مناهضة لإسرائيل في جميع أنحاء العالم، تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة؛ وكنوع من الاستجابة لمطالب المتظاهرين وإظهار أن السلطات تصغي للرأي العام، قررت دول أوروبية عديدة الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج.
وكانت جنوب أفريقيا قد رفعت دعوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية في ديسمبر/ كانون الأول 2023، بسبب انتهاكها المحتمل لاتفاقية “منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها”؛ واتخذت إيران وتركيا وإندونيسيا والجزائر وأفغانستان وباكستان، والعديد من دول أمريكا اللاتينية، وغيرها من الدول، موقفاً صارماً في تأييدها للفلسطينيين، وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار، وانسحاب القوات المسلحة من غزة.
الصين ترغب بمحاولة التوسط
وتتدخل الصين دبلوماسياً في الصراعات الدولية والإقليمية، وخاصة في الشرق الأوسط، سعياً لتعزيز مكانتها كلاعب عالمي؛ فقد سهلت بكين- مثلاً- اتفاقاً تاريخياً لتطبيع العلاقات بين السعودية وإيران عام 2023. وهذا ما يؤكد اهتمام الصين المتزايد بأخذ دور الوساطة في النزاعات الطويلة والمعقدة، مثل القضية الفلسطينية.
إن خطة السلام الصينية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، التي اقترحتها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تمثل تحولاً كبيراً في سياسة بكين الخارجية، والتي تهدف بها إلى إقامة دولتين مستقلتين لحل هذا الصراع المستمر. ويشكل هذا الاقتراح جزءاً لا يتجزأ من رؤية بكين الواسعة للقيام بدور بنّاء في القضايا الجيوسياسية العالمية، والاستفادة من نفوذها المتزايد.
إن الجهود التي تبذلها الصين لا تشير إلى طموحاتها العالمية فحسب، بل تعزز أيضاً مصالحها الاقتصادية في الشرق الأوسط، ما يقوي موقف بكين على الساحة الدولية؛ غير أن المبادرات الحالية قد تواجه تحديات بسبب برود علاقاتها مع إسرائيل، وتعزيز العلاقات بين الدولة اليهودية (إسرائيل) وشركاء استراتيجيين آخرين، مثل الهند. وتضفي هذه العوامل حالة من عدم اليقين في عملية الحوار، وقد تعقّد عملية تحقيق السلام على المدى الطويل.
الولايات المتحدة تحاول التوسط لكنها تواجه تحديات
تشارك إدارة الرئيس الأمريكي بايدن بنشاط في الجهود الرامية لحل الصراع القائم منذ وقت طويل؛ ورغم علاقاتها الاستراتيجية والعسكرية القوية مع إسرائيل، عارضت الولايات المتحدة العملية البرية التي أطلقتها إسرائيل في غزة.
وليس هذا بالأمر المفاجئ، في وقت لا تحتاج واشنطن فيه إلى توتر إضافي في الشرق الأوسط بينما تواجه روسيا فعليا، وتؤجج الصراع في أوكرانيا، وتعمل على احتواء الصين. ولربما تفتقر الولايات المتحدة إلى الموارد اللازمة للانخراط في “حرب كبيرة” أخرى للدفاع عن إسرائيل.
لقد اقترحت إدارة بايدن خطة شاملة تهدف إلى حل النزاع تدريجيا؛ وتشمل المرحلة الأولى من الخطة تثبيت وقف إطلاق النار، وتبادلاً أوليّاً للرهائن، وزيادة حجم المساعدات الإنسانية، وبدء المفاوضات من أجل وقف كامل للأعمال العدائية؛ بينما تتضمن المرحلة الثانية انسحاب القوات العسكرية الإسرائيلية من غزة، وإطلاق سراح بقية الرهائن من قبل الفصائل الفلسطينية. أما المرحلة الثالثة، فتركّز على إطلاق مشاريع لإعادة إعمار غزة بدعم من المجتمع الدولي، بما يشمل الاستثمارات في البنية التحتية والمؤسسات الحيوية في المنطقة.
إن تنفيذ هذه الخطة الطموحة يتطلب جهودا كبيرة وتنسيقا دقيقا على المستوى الدولي.. ونجاح الاتفاق بين إسرائيل وحماس يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو السلام على المدى الطويل، إلا أنه يتطلب دعم جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك مشاركة القوى الإقليمية والمنظمات الدولية بشكل نشط وفعال.
ليس بوسع الوسطاء فعل الكثير
إن الصراع في غزة يتعمق رغم الجهود الدولية لحله، إذ ترسم العلاقات بين إسرائيل وحماس التي تحكم غزة صورة معقدة بسبب الخلافات السياسية العميقة بين الطرفين؛ فبينما تعتبر إسرائيل حماسَ منظمة إرهابية، لا تعترف حماس بشرعية إسرائيل.
وتخلق هذه الاختلافات الجوهرية بين الطرفين عقبات كبيرة أمام الحوار السلمي، خاصة وأن وجهات نظر الجانبين حول الحل السياسي للصراع على المدى الطويل، تتباين تباينا جذريا؛ فبينما تطالب إسرائيل بضمانات أمنية، تصر حماس على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والاعتراف بالحقوق الفلسطينية. وهذه المواقف المتضاربة تعقّد البحث عن حلول وسط.
ويزداد الوضع تعقيدا مع سياسة حكومة نتنياهو المتشددة، التي تهدف إلى تدمير حماس بالكامل.. إذ لم يتم القضاء على حماس بالكامل رغم العملية العسكرية الطويلة التي نفذتها إسرائيل، كما أن دعم أيديولوجية حماس آخذ في الازدياد بين الفلسطينيين، وخاصة في الضفة الغربية التي تعتبر معقل حركة فتح.
هذه الظروف تؤدي إلى اتهام نتنياهو بأنه لا يهدف إلى إنهاء الحرب، باعتبار ذلك قد يؤدي إلى استقالته وبدء التحقيقات القانونية ضده. لذا، من المحتمل أن تستمر الحرب حتى عودة دونالد ترمب المحتملة إلى البيت الأبيض، وأن تكون جميع المحاولات الحالية للوصول إلى حل غير مجدية.
لكن المشكلة لا تتعلق فقط بالسلطات الإسرائيلية، ذلك أن الصراع بين حماس وفتح يشكل أحد العوامل الداخلية الرئيسية التي تعقّد عملية حل القضية الفلسطينية؛ حيث يملك هذان الفصيلان الفلسطينيان الرئيسيان جذورا أيديولوجية وبرامج سياسية واستراتيجيات مختلفة بشأن بإسرائيل، وهو ما يؤثر بشكل كبير على المشهد السياسي في فلسطين.
لقد هيمنت فتح، التي تعد منظمة معتدلة وعلمانية تقليدية أسسها ياسر عرفات في عام 1959، على منظمة التحرير الفلسطينية لفترة طويلة.. وتركز فتح على المفاوضات والعملية السياسية كوسيلة لإقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها.
من ناحية أخرى، فإن حماس التي ظهرت في أواخر الثمانينيات خلال الانتفاضة الأولى، تصنَّف كجماعة إسلامية تهدف إلى تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي عبر المقاومة المسلحة والتنمية المجتمعية بين السكان.
إن الانقسام بين حماس وفتح، والافتقار إلى استراتيجية وطنية فلسطينية موحدة، يعيقان المفاوضات مع إسرائيل بشكل كبير؛ إذ ترفض حماس- التي تسيطر على غزة- مبادرات السلام الحالية، باعتبارها تصالحية جدا، بينما تواجه فتح التي تُظهر انفتاحا أوسع على الحوار انتقادات من داعميها بسبب استعدادها لتقديم تنازلات، وهو ما يمكن أن يُرى ويقيّم على أنه خيانة للمصالح الفلسطينية.
أخيرا، من الممكن أن تؤدي أنشطة الوسطاء العالميين إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإن كانت احتمالية حدوث هذا ضئيلة جدا حاليا.. غير أنه من أجل التوصل إلى حل مستدام ونهائي للصراع في الشرق الأوسط، من الضروري قبل كل شيء أن يوحد الفلسطينيون والإسرائيليون أنفسهم بنيّة إنهاء الحرب التي دامت لسنوات، والتعايش في وئام وانسجام.
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق