تبقى العقبة نتنياهو.. لا أسطورة المقاومة الملهم الشهيد يحيى السنوار !!
بقلم: أ.د. عبد الله خليفة الشايجي
| 20 أكتوبر, 2024
مقالات مشابهة
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
-
عمر بن عبد العزيز والتجربة الفريدة
حين ظهرت له أطلال المدينة المنورة، أيقن الشاب...
-
هيكل: حكايات من سيرة الأستاذ الكاهن (2)
هيكل والسادات مضت السنوات وابتعد محمد حسنين هيكل...
-
أعرني قلبك يا فتى!
أعرني قلبك يا فتى، فإن الأحداث جسام، والأمور على...
مقالات منوعة
بقلم: أ.د. عبد الله خليفة الشايجي
| 20 أكتوبر, 2024
تبقى العقبة نتنياهو.. لا أسطورة المقاومة الملهم الشهيد يحيى السنوار !!
ساد لدى كيان الاحتلال الاحتفالي بنشوة النصر المؤقت باغتيال يحيى السنوار، زعيم جناحي حركة المقاومة الإسلامية حماس السياسي والعسكري.. اغتيال جاء بالصدفة من دورية راجلة، دون عمل استخباراتي كحال القادة السابقين للحركة، وآخرهم- قبل اغتيال السنوار- إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، في طهران نهاية يوليو الماضي، وأمين عام حزب الله حسن نصر الله، نهاية سبتمبر الماضي.
لكن نجاح حزب الله بإيصال مسيّرة، اخترقت الدفاعات الإسرائيلية المتطورة، وحلقت لمسافة أكثر من 70 كلم، واستهدفت وأصابت فيلا رئيس الوزراء نتنياهو ومقر إقامته في قيساريا في قضاء حيفا (لم يكن موجوداً حينها)، ذلك يشكل ضربة نوعية واختراقا أمنيا خطيرا وغير مسبوق، يُنزل الرعب في قلوب الإسرائيليين، ويُشعرهم بأن لا أحد آمن في كيان الاحتلال، حتى رئيس الوزراء مجرم الحرب نتنياهو، المسؤول عن حرب الإبادة والدمار في غزة، وغزو وقتل آلاف الأبرياء في لبنان، والذي يهدد بتوجيه ضربة عسكرية نوعية ضد إيران… ويُنهي نشوة اغتيال نصر الله وأسطورة المقاومة يحيى السنوار.
ثبت أن نشوة الانتصارات كانت لحظية ومؤقتة، من غزة إلى تل أبيب وعواصم شراكة الغرب المتواطئ مع جرائم الإبادة غير المسبوقة في التاريخ، لحرب متلفزة وتُنقل على الهواء مباشرة!!
سيسجل التاريخ أن النظام العالمي بمكوناته المختلفة من دول ومنظمات وهيئات، وخاصة الدول الكبرى والمتنفذة، لم يقف فقط عند الفشل في منع حرب إبادة، ولا يمكن لأحد ادّعاء الجهل بوحشية الحرب الساعية لاجتثاث شعب كامل بأطفاله ونسائه وشيوخه وشبابه على مدى أكثر من عام… بل إن ذلك النظام العالمي وصل إلى الضلوع والتواطؤ والشراكة بجريمة ومحرقة العصر!!
آخر فصول حرب الإبادة الدامية تطبيق خطة الجنرالات الوحشية، بارتكاب مجازر وقصف المستشفيات والمدارس مؤخراً.. ومع كتابتي هذا المقال يقصف الصهاينة المستشفى الإندونيسي، ويرتكبون المجازر، ويحاصرون السكان فيما تبقى من منازلهم لترحيل سكان شمال غزة بالقوة الغاشمة، لفرض منطقة عازلة.. لقد قُتل 500 شخص في أسبوع، وبرغم ذلك يعجز ويتخاذل الجميع عن وقف النزف المنهمر!!
كانت صادمة ومتنكرة للواقع والحقيقة مسارعة الرئيس بايدن وأركان إدارته المودِّعين، ومعهم قادة أوروبا المتزلفين، إلى الابتهاج والإشادة بالإنجاز في نجاح جيش الاحتلال وقائده مجرم الحرب نتنياهو باغتيال يحيى السنوار، والبحث في كيفية استغلال هذه الفرصة السانحة لتحقيق اختراق، والتوصل لوقف الحرب وإطلاق سراح أكثر من 100 محتجز لدى حماس وفصائل أخرى في غزة، منذ 7 أكتوبر 2023، واتهام السنوار بأنه كان العقبة، والمتشدد الذي أفشل جميع صفقات وقف إطلاق النار، وآخرها مقترح على ثلاث مراحل، مدة كل مرحلة 21 يوماً.
ذلك المقترح حظي بدعم الرئيس بايدن، الذي أرسل وزير خارجيته، ومدير الاستخبارات، ومستشاره للأمن الوطني، ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، لإقناع نتنياهو بالمبادرة.. وعمل مع الوسطاء- وخاصة الوسيط القطري- وبعد التفاوض بتفانٍ وبلا كلل كان الإقناع بالمقترح، ووافقت قيادات حماس في الخارج وفي الداخل على بنود الاتفاق منذ شهر مايو الماضي. لكن بالمقابل، فشل بايدن وفريقه في إنهاء تعنت ومراوغة وتصميم نتنياهو على إفشال جميع الوساطات والمبادرات، إما بالكذب والتضليل، والموافقة ثم التراجع عن الاتفاق، أو بطرح شروط جديدة والمراوغة المفضوحة بشكل يحرج ويهين بايدن!
يعلم الجميع- وعلى رأسهم الداعم والممول والمسلح الأول الرئيس بايدن وأركان إدارته- أن نتنياهو وزمرته المتطرفة- وعلى رأسها وزير الأمن الداخلي بن غفير ووزير المالية سموترتش ووزير الدفاع غالانت ووزير الخارجية كاتس ووزير الطاقة كوهين- هم العقبة الكأداء وليس السنوار.. هم من يتعمدون عرقلة وإفشال وقف حرب الإبادة والتوصل لصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين.
حتى إن أهالي هؤلاء الأسرى والمحتجزين المكلومين يتظاهرون باستمرار، متهمين نتنياهو- وليس حماس- بالتسبب بمعاناتهم، وأنه تخلى عنهم، بل ويبذل الجهد لإطالة أمد ووحشية الحرب وتوسيعها، وفتح جبهة الشمال مع حزب الله في لبنان، واستفزاز إيران باغتيال إسماعيل هنية في طهران، على أمل تفجير حرب إقليمية بإقحام الولايات المتحدة لضرب منشآت إيران النفطية وحتى النووية!!
لكن تلك الحقائق لم تمنع الحلفاء من ترويج ادعاءات كاذبة، بأن الفرصة باتت مواتية بعد اغتيال السنوار للتوصل لاتفاق، لأن إسرائيل وأمريكا والعالم- حسب بايدن ونائبته هاريس وقادة الغرب- أفضل برحيل السنوار، ويجب استغلال فرصة مقتل السنوار للدفع نحو وقف إطلاق النار، وإرسال وزير خارجية أمريكا الذي يفاخر بيهوديته، وللمرة 12 إلى المنطقة، وهو الذي فشلت زياراته في الضغط للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب.
يرى بايدن أنه حان وقت إنهاء هذه الحرب.. برغم تنصل وعرقلة نتنياهو، وانقلابه عليه، وإهانته المتكررة له!! ما دفع بايدن إلى وصف نتنياهو بأوصاف نابية، حسب كتاب “الحرب”، الذي صدر قبل أسبوع للصحافي المخضرم بوب وودرد… ومع ذلك، هم يلومون ويتهمون الضحية ويشيطنونها، ويصطفون مع الجلاد!!
سرعان ما سيفضحهم نتنياهو وزمرته، ويكشف زيفهم، بالإصرار على الحرب وتوسيعها بحجج واهية، للبقاء في الحكم وتجنب المحاكمات، وحتى السجن!!
بث الصهاينة بغباء وتهور تسجيل فيديو طائرة الدرون (مسيرة) لآخر لحظات حياة يحيى السنوار، في منزل محاصر في حي البستان في رفح، وهو يقاتل بمفرده وحتى الرمق الأخير، بعد إصابته وبتر يده، مدمِّراً وداحضاً سردية الصهاينة عن اختبائه في نفق تحت الأرض، وكونه محاطا بالرهائن الإسرائيليين، يستخدمهم دروعا بشرية!.. ليثبت زيف وكذب تلك الافتراءات المغرضة، في مقابل هرولة نتنياهو إلى مخبأ تحت الأرض.
حوّل الصهاينة يحيى السنوار بغبائهم وغرورهم من مقاوم يردد “الشهادة أسمى أمانينا”، إلى أيقونة جهاد وكفاح أسطوري ملهم ومحفز لجيل كامل من الأشبال الفلسطينيين، وكسب السنوار باستبساله واستشهاده البطولي عقول وقلوب الملايين الذين شاهدوا بطولته واستشهاده في العالمين العربي والإسلامي، كما شاهد ذلك أحرار العالم.
بات السنوار مثالاً ملهما للصمود والتضحية والفداء والاستشهاد!! وأحرج المتواطئين والمتخاذلين والمطبعين! وأكد مصداقية شعار حركة المقاومة الإسلامية حماس “إنه لجهاد.. نصر أو استشهاد”.
رحم الله أبا إبراهيم، يحيى السنوار، وتقبله من الشهداء.
ولا عزاء للشامتين والمرجفين والمحبطين.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر استجابت لدعوة الرئيس في إصدار حكم، بما مضى. فدائما تذكّرنا القدرات المتواضعة الآن بعهد الرئيس مبارك، فلا يعرف قيمة أمه إلا من يتعامل مع زوجة أبيه، وكثيرون صار شعارهم "رُبّ يوم بكيت منه، فلما مضى بكيت عليه". ولست من هؤلاء...
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نيته تعيين حاكم أركنساس السابق "مايك هاكابي" ليكون سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل وهو المعروف بدعمه منقطع النظير للاستيطان، خاصة في الضفة الغربية التي يعتبرها جزءاً من أرض الميعاد كما يقول،...
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح في إسطنبول، البروفيسور المؤرخ زكريا كورشون، كنت أتحدث معه عن آخر إصداراته، فحدثني عن كتابه "العرب العثمانيون"، ومقصد الكتاب تبيان عمومية النظام السياسي في الإسلام لجميع الأعراق والأجناس في ظل الدولة الواحدة . فالإسلام...
0 تعليق