الكيان الصهيوني فوق القانون

بقلم: أسامة السويسي

| 26 سبتمبر, 2024

بقلم: أسامة السويسي

| 26 سبتمبر, 2024

الكيان الصهيوني فوق القانون

أكدت إسرائيل للعالم أنها فوق القانون، وتفعل ما تريد وقتما تشاء.. فلا تخشى أي عقاب، ولا تهاب القوانين الدولية وتضعها تحت نعالها، وتسخر من قرارات محكمة العدل الدولية، وتهدد المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، وتوجه الاتهامات للأمم المتحدة ومجلس الأمن في عقر دارهما.

السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا وصل الكيان الصهيوني إلى هذه الدرجة من البلطجة والوقاحة؟

الاجابة معلومة للجميع، وهي: “من أمن العقاب أساء الأدب”.. لهذا وصل الكيان الصهيوني إلى أقصى درجات قلة الأدب، لأنه لم يجد من يردعه أو يقف ضده، فبات يسعى في الأرض فسادا.

المعادلة باتت بالنسبة لهم بسيطة للغاية، فمن يحمل البندقية ليدافع عن أرضه وعرضه هو في نظر الغرب “إرهابي”، يجب أن يتعرض للعقاب، لكن الكيان عندما يسفك دماء الأبرياء من أطفال ونساء ومدنيين، ويدمر ويقتل الحجر والشجر والبشر فهو “يدافع عن نفسه”، ومن حقه أن يفعل ما يريد دون محاسبة.

على مدار ما يقرب من عام يشن الكيان الصهيوني حرب إبادة متكملة الأركان على قطاع غزة، وتحول إلى الضفة الغربية، وما زال يرتكب كل أنواع جرائم الحرب، دون أن تردعه قرارات محكمة العدل الدولية، ولا مطالبات المحكمة الجنائية الدولية، ولا قرارات مجلس الأمن أو الأمم المتحدة في وقف إطلاق النار؛ فهو يضرب بكل هذه القرارات عرض الحائط، بل ويسخر منها في بعض الحالات، ويوجه اتهامات صارخة وشديدة اللهجة للمنظمات الدولية بأنها تدعم الإرهاب، على الرغم من كونه- وبالدلائل- المادة الخام للإرهاب في العالم كله، منذ نشأته التي قامت على أساس سرقة الأرض وانتهاك العرض.

فلا تتعجب عندما يفتح الكيان الصهيوني جبهة جديدة في لبنان، يقتل ويسفك الدماء في كل الضواحي، ويدمر المنازل على رؤوس ساكنيها من الأبرياء، فقد فعلها سابقا دون رادع، فانتهك سيادة سوريا وإيران، وقتلت صواريخه الأبرياء في استهداف لقادة عسكريين.. ولم يتحرك أحد.

قصة الكيان الصهيوني في وقاحته وبجاحته وبلطجته تذكرنا بقصة فرعون، الذي كان يرى نفسه الرب الأعلى، ويقتل الأطفال والرجال ويستبيح النساء، ثم يرى نفسه مصلحا،  لكنه في الوقت ذاته كان يرى سيدَنا موسى عليه السلام مفسدا في الأرض لقتله نفسا واحدة!. ويتكبر في غرور، ويقول: أنا ربكم الأعلى وما علمت لكم من إله غيري؛ فلا تسري عليه القوانين لأنه ببساطة هو من وضعها، ولا تجري عليه الأعراف لأنَّ مقاليد الدنيا بيده.

إسرائيل اليوم ترى أن الأرض ملك لها، وتصفها بأنها أرض الميعاد، وسيأتي اليوم الذي ينطق فيه الحجر والشجر.. وما ربك بغافل عما تعلمون.

1 تعليق

  1. Najlaa Bou

    الكيان الصهيوني سرطان وجب اقتلاعه.

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!

وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!

ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر استجابت لدعوة الرئيس في إصدار حكم، بما مضى. فدائما تذكّرنا القدرات المتواضعة الآن بعهد الرئيس مبارك، فلا يعرف قيمة أمه إلا من يتعامل مع زوجة أبيه، وكثيرون صار شعارهم "رُبّ يوم بكيت منه، فلما مضى بكيت عليه". ولست من هؤلاء...

قراءة المزيد
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط

السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط

لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نيته تعيين حاكم أركنساس السابق "مايك هاكابي" ليكون سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل وهو المعروف بدعمه منقطع النظير للاستيطان، خاصة في الضفة الغربية التي يعتبرها جزءاً من أرض الميعاد كما يقول،...

قراءة المزيد
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟

“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟

خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح في إسطنبول، البروفيسور المؤرخ زكريا كورشون، كنت أتحدث معه عن آخر إصداراته، فحدثني عن كتابه "العرب العثمانيون"، ومقصد الكتاب تبيان عمومية النظام السياسي في الإسلام لجميع الأعراق والأجناس في ظل الدولة الواحدة . فالإسلام...

قراءة المزيد
Loading...