
كلنا “أصفار” في ذكرى الطوفان !
بقلم: شريف عبدالغني
| 8 أكتوبر, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: شريف عبدالغني
| 8 أكتوبر, 2024
كلنا “أصفار” في ذكرى الطوفان !
عام كامل مرّ على “مذبحة غزة”!. المذبحة التي أصبحت روتيناً يومياً نعيشه، وأصبح لطول اعتيادنا عليه مثل أي مسلسل عربي نتابعه، نمصمص خلاله الشفاه، ونحصي في كل مشهد أعداد الضحايا، ثم نعود إلى حياتنا الطبيعية ومعاركنا الكروية.. هكذا هي الحياة حينما تطول مأساة نتأقلم معها، وعندما تطول مشكلة ولا نعرف حلها نتركها للزمن على أمل أن “تتحلل”.
في بداية “طوفان الأقصى” كان التأثر والتفاعل طاغياً على الجميع، حتى إن مقدمي البرامج الرياضية على الشاشات وقنوات اليوتيوب، كانوا يبدؤون برامجهم بالحديث عن غزة وصمودها، ويدعون لأهلها. لكن، شيئاً فشيئاً فتر الحماس، وصارت المجازر حدثاً طبيعياً.
أما وقد وصلنا إلى هذه الذكرى، فقد حان وقت الحساب لكل من يرتبط بالمذبحة، سواء كان جزءاً أصيلاً منها، أو مشاركاً صامتاً، أو متفرجاً شامتاً.
أولاً.. الأنظمة العربية:
درجة النجاح: فشل بامتياز..
ليس صحيحاً أن 22 دولة عربية لا تستطيع فعل شيء، وأنها دول مكسورة الجناح في عالم متوحش لا يرحم.. مقولة أن الدول العربية ومن يتولى زمامها لا يملكون أي أوراق ضغط أو مساومة، هي كذبة تروّج لها السلطات عبر أذرعها الإعلامية وأدواتها الغليظة، حتى يكون المواطن العربي مهزوماً نفسياً، ويرضى بما هو فيه من هوان، وبما عليه حكومته من قلة حيلة..
غير صحيح أننا أمة ضعيفة أشبه بأرملة متشحة السواد تجري على قوت عيالها.. كيف نكون على هذه الحالة البائسة التي يحاولون زرعها في عقولنا، ونحن ننفق عشرات المليارات بكل العملات على التسليح؟
لو أرادت الدول العربية مجتمعة، اتخاذ موقف ملموس لوقف الحرب من أول يوم لاستطاعت لأكثر من سبب، أهمها أنها لن تكون وحدها في هذا الموقف، بل معها كثير من الدول الإسلامية، وغيرها من عواصم كبرى لا تريد للولايات المتحدة أن تسيطر على الشرق الأوسط، بتقوية شوكتها وكلب حراستها الصهيوني في المنطقة.
ثم هل يُعقل أن مساحة شاسعة تبلغ 14 مليون كيلومتر مربع، تقع في أهم موقع عالمي بين قارات الدنيا، وعليها قوة بشرية هائلة، وفيها ثروات لا حصر لها، ولديها جيوش وكوادر في مجالات عديدة.. كل هذا وليس بيدها أو في جيبها ورقة ضغط على من يقف وراء إسرائيل؟
ثانياً.. حماس وفصائل المقاومة:
درجة النجاح: ؟؟؟!!!
كتبت كثيراً عن ضرورة تقييم “طوفان الأقصى” بالمنطق والعقل بعيداً عن العاطفة.. أكدت أهمية تحديد الأخطاء حتى نتجنبها مستقبلاً في مسيرة النضال الفلسطيني.
ما ذكرته من رأي قوبل بغضب من البعض، رفضوا- بناء على معطيات أقدّرها وأحترمها وأتفهمها- انتقاد “حماس” وغيرها من أصحاب قرار عملية “7 أكتوبر 2023” في ظل استمرار العدوان، وأن عملية التقييم ليس هذا وقتها، ولننتظر إلى حين توقف المجازر.
على كل حال، فإنه يوما ما ستتكشف الأسباب والحسابات الحقيقية للعملية، وما إذا كانت آتت أُكلها أم لا، وفق حسابات من قاموا بها.. فقط، أنتظر منهم الإجابة على تساؤل: هل اتخذتم قرار “7 أكتوبر” بناء على حسابات واقعية، تراعي الظرفين المحلي والدولي، وتتيح تحقيق الحد الأدنى من المكاسب للشعب الفلسطيني؟.. وهل حماسكم لاقتحام مستوطنات غلاف غزة والعودة بمئات الأسرى جاء بناء على وجود تأكيدات بحد أدنى من الدعم الرسمي العربي؟!
السلطة العباسية:
درجة النجاح: صفر.
في بداية العدوان، لم أتفاجأ بكون الرئيس محمود عباس أدان الضحية وواصل التنسيق الأمني مع القاتل؛ فهي عادته ولن يغيرّها، و”أوسلو” تفرض سطوتها عليه. ثم بعد فترة صمت قال إنه سيتوجه إلى قطاع غزة مع “جميع أعضاء القيادة الفلسطينية”، داعياً زعماء العالم والأمين العام للأمم المتحدة لزيارة غزة.
مسؤولو السلطة العباسية، برروا الزيارة المنتظرة المأمولة بـ”التأكيد على أن دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية هي صاحبة الولاية والمسؤولية على أرض دولة فلسطين كافة، والعمل على استعادة الوحدة الوطنية”.. وهنا مربط الفرس في رغبة “أبو مازن” من الزيارة.
إنها رسالة إلى أولي الأمر أصحاب القرار العالمي في واشنطن وتل أبيب، بأن السلطة العباسية جاهزة لتولي حكم غزة في مرحلة ما بعد وقف الحرب، على الرغم من أنها لم تقم بأية خطوة جدية لحماية القطاع وأهله من حرب الإبادة باعتبار أن “منظمة التحرير الفلسطينية هي صاحبة الولاية والمسؤولية على أرض دولة فلسطين كافة”، وفق تصريحات مصادر السلطة.
حزب الله:
درجة النجاح: ؟؟؟!!!
لقد كان الواجب على من أطلقوا “طوفان الأقصى” الرهان على حركات المقاومة في المنطقة، لفتح جبهات أخرى على الصهاينة، من أول يوم للحرب، بدلاً من أن تضع فصائل المقاومة نفسها- ومن قبلها وبعدها أهالي غزة المدنيين العزّل- في وجه المدفع الإسرائيلي.
هناك تقارير تحدثت عن وجود تنسيق بالفعل بين “حماس” و”حزب الله”، بدليل وجود مناوشات بين وقت وآخر على الجبهة الشمالية الإسرائيلية خلال أشهر العدوان الأولى. لكن: هل هذه المناوشات كافية ليقال إنها جبهة جديدة تستنزف الإسرائيليين، وتخفف العبء عن غزة المكلومة؟ وهل المعطيات الإقليمية والدولية والوضع اللبناني الداخلي، كلها أمور تتيح لحزب الله فتح جبهة حقيقية نحو إسرائيل، تكون إضافة قوية للمقاومة الفلسطينية؟ ثم.. أجعل السيد حسن نصر الله- رحمه الله- بتحالفاته وأجنداته من الحزب حركة ثورية حقيقية ونقية، تعمل لصالح الشعوب في كل الأحوال، أم حسب المصلحة، لدرجة الدعم العلني لجزار دمشق في حربه ضد شعبه؟!
إيران:
درجة النجاح: ؟؟؟!!!
بعيداً عن تنظير السادة المحللين، وألفاظهم المُقعّرة بأن طهران أحدثت هزيمة نفسية مروّعة لإسرائيل بـ “رد المسيّرات” بعد الاعتداء على القنصلية الإيرانية بدمشق في أبريل الماضي، ويكفي أنها جعلت الصهاينة يقضون ليلتهم في الملاجئ، وأن هذا الرد له تبعاته المستقبلية على أمن الدولة العبرية.. بعيداً عن ذلك كله، فإن “العملية الدقيقة”- حسب وصف طهران نفسها- “قد انتهت”، والتعبير أيضاً لطهران، وإنها- طهران كذلك- لا تريد توسعة الحرب!
لكن وصف كثيرين لهذا الرد بـ”المسرحية” ذاب وتلاشى، وعمت فرحة كبيرة المنطقة الأيام الماضية، بعد وصول الصواريخ الإيرانية إلى قلب المدن داخل الكيان الصهيوني، رداً على اغتيال إسماعيل هنية وحسن نصر الله.. وكالعادة، تبعت الضربة الصاروخية تصريحات إيرانية بأنها لا تريد توسعة الحرب.
إذن.. هناك سؤال يطرح نفسه: هل غاية طهران أن ترسل مجرد رسالة فقط إلى إسرائيل وإلى أمريكا، وإلى الداخل الإيراني، فضلاً عن حواريي طهران في المنطقة؟ هل هي رسالة لحفظ ماء الوجه، لتغطية استغلال طهران جماعات وميلشيات عربية لتحقيق أهداف خاصة، بعيداً عن استغلال اسم فلسطين والشعارات البراقة؟!
صهاينة العرب:
درجة النجاح: امتياز.
هؤلاء درجة نجاحهم واضحة فاضحة، كاشفة لوجوههم وعوراتهم أمام كل الأمة.. إن من يتهم المقاومة بالإرهاب، ومن لا يعترف بحقها وحق أي شعب أو فرد أن يواجه من يستعمره.. من يحتل أراضيه.. من يذيقه الأهوال طول عقود، هو “الإرهابي” عينه.
إن البعض- وأنا منهم- ينتقد “حماس” على توقيت “طوفان الأقصى” في ظل ظروف المنطقة غير المواتية لأي دعم حقيقي للمقاومة، لكن هناك- مع كل الانتقاد- قناعة تامة بحق الشعب الشقيق في المقاومة، وأن عملية “7 أكتوبر” هي رد فعل على عقود من الاحتلال والجرائم الصهيونية.
الجماهير العربية:
درجة النجاح: ؟؟؟!!!
أثبتنا جميعاً، من المحيط إلى الخليج، صحة رهان إسرائيل الدائم علينا عند الأحداث الجسام: نغضب.. نثور، ثم نهدأ ونرتخي و.. نحتفل بالذكرى الأولى!
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق